
صبغ الشعر جائز عند أهل الفقه، ولكن يجب أن يتأكد من أنه علاه الشيب لما صح به الخبر عن الحديث السابق، قد ذهب الكثير من أهل العلم إلى أن صبغ الشيب سنة من السنن التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وهي مشروعة في شيب الرأس واللحية للرجال، ومشروعة للنساء كذلك في شعر الرأس. وهنا نتحدث عن حكم صبغ الشعر للرجال بالتفصيل.
ما حكم صبغ الشعر للرجال؟
صبْغَ شَعر الرّجال جائز بأيّ لونٍ ما عدا الأسود؛ فقدِ اخْتَلف فيه أهل العلم، فمِنْهُم مَنْ قالَ بالكَراهةِ ومِنْهُم مَن حرَّمه، وقد وردت أحاديثُ كثيرةٌ في النَّهي عن صَبْغ الشعر بالسواد، منها: قوله صلى الله عليه وسلَّم: "غيِّروا الشَّيب ولا تقربوه السَّواد" (رواه أحْمد عن أنس رضي الله عنه). وقولُه صلى الله عليه وسلم: "غيِّروا هذا بشيْءٍ واجْتَنِبوا السَّواد" (رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه). وقوله صلى الله عليه وسلم: "سيكونُ قوم يَخضبون في آخر الزمان بالسَّواد كحواصِل الحَمام، لا يَريحونَ رائحةَ الجنَّة" (رواه أحمد وأبو داود والنَّسائيُّ عنِ ابن عبَّاس).
حكم صبغ الشعر للرجال للزينة
قال في "الحاوي": "وأَمَّا خِضَابُ الشَّعْرِ فمُبَاحٌ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ، ومَحْظُورٌ بالسَّوَادِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ في جِهَادِ العَدُوِّ، ولِرِوَايَةِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخِضَابِ بِالسَّوَادِ، وَقَالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ مُبْغِضٌ للشَّيْخِ الغِرْبِيبِ أَلا لا تُغَيِّرُوا هَذا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ نُورُ المُسْلِمِ، فَمَنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَاعِلاً فَبِالحِنَّاءِ وَالكَتَمِ" اهـ.
حكم صبغ الشعر للرجال باللون البني

وقد ورد في فتاوى اللجنة الدائمة: "لا يَجوز أن يصبغ الرَّجُل لِحيَتَه بالسواد؛ لِورود الأمر باجتنابِه والنهي عن فعله ... ويُشرَع صبْغُ الشَّعر بالحنَّاء ونَحوه مِمَّا يكْسِب الشَّعر حُمرةً أو صُفرة؛ لِما ورد أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم كان يصبغ بالصفرة، ولِما روى مسلم أنَّ أبَا بكر اخْتَضَب بالحِنَّاء والكَتَم وأنَّ عُمَر اخْتَضب بالحِنَّاء؛ لقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ أحسَنَ ما غيَّرتُم به هذا الشَّيبَ الحنَّاء والكَتَم" (رواه الإمامُ أحْمد وأبو داود والنَّسائيّ والتّرمذيّ وصحَّحه) اهـ.
حكم صبغ الشعر للرجال باللون الاسود
ذهبَ بعضُ العلماء إلى جواز ذلك للشَّباب دون غيْرِهم، واستدلّوا بِما لا يقوى على مُعارضة الأحاديث السَّابقة، وهو ما رُوِيَ عنِ ابْنِ شِهاب قال: "كُنَّا نخضِب بالسَّوَادِ إذْ كَانَ الوَجْه جَدِيدًا، فَلما نَغَض الوَجْه وَالأَسْنَان تَرَكْنَاهُ"؛ ذكره الحافظُ ابن حجر في "الفتح" وقد ضعَّفه الألبانيُّ في "تمام المنَّة" بقوله: هذا إن ثبتَ إسنادُه إلى الزُّهْريّ فلا حُجَّة فيه لأنَّه مقطوعٌ موقوفٌ عليْه، ولو أنَّه رفَعَه لَم يُحْتَجَّ به أيضًا لأنَّه يكون مُرْسَلاً.
مرجع:
https://binbaz.org.sa
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.