حكم حلق الشعر للمضحي | Gheir

حكم حلق الشعر للمضحي

أدعية  Feb 11, 2020     

حكم حلق الشعر للمضحي

تعددت آراء الفقهاء في حكم حلق الشعر لمن يريد الأضحية، تبعًا لتعدد أفهامهم للروايات الصحيحة الواردة من هدى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة. ومنها قول رسول الله صلى الله وعليه سلم (إذا رأيتم هلالَ ذي الحجةِ، وأراد أحدكم أن يُضحِّي، فليُمسك عن شعرِهِ وأظفارِهِ)، ونتج عن ذلك عدة آراء فقهية.

هنا نتحدث عن حكم حلق الشعر للمضحي بالتفصيل.

ما حكم حلق الشعر للمضحي؟

من أراد أن يضحي فلا يأخذ شيئًا سواء بيحج وإلا ما هو بحاج، من أراد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا، لا من رأسه، ولا من بقية بدنه، لا من إبطه، ولا من عانته، ولا من شاربه، ولا من رأسه، حتى يضحي بعد دخول شهر ذي الحجة، بعد دخول شهر ذي الحجة اللي يسميه العامة شهر أضحية، إذا دخل الشهر هل هلاله؛ حرم على الذي يريد الضحية من رجال أو نساء أخذ شيء من الشعر أو الظفر أو البشرة، من جميع البدن، سواء كان شعر الرأس أو من الشارب أو من العانة الشعرة أو من الإبط أو من بقية البدن، هذا على الذكور والإناث إذا أرادوا أن يضحوا الضحية الشرعية عن نفسه وأهل بيته عن أبيه عن أمه، هذه الضحية لا يأخذ معها شيئًا حتى يضحي، أما إن كان وكيل، وكيل على الضحايا هذا لا حرج عليه، الوكيل ما هو مضحي، لو كان عنده سبايل وهو وكيل يضحي يذبحها يعني، هذا لا بأس أن يأخذ من شعره ومن أظفاره؛ لأنه ما هو مضحي المضحي أهل السبايل.

أما إذا كان هو يضحي من ماله عن نفسه أو عن والديه، أو عنه وعن أهل بيته جميعًا وهو الأفضل إذا كان عنه وعن أهل بيته لا يخص الوالدين وحدهم، بل يضيف نفسه معهم، عن فلان ووالديه، عن فلان وأهل بيته، عن فلان وزوجته فلانة، عن فلان وأولاده، يجعلهم جميعًا هذا هو السنة، فهذا لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي بعد دخول الشهر، ولا من بشرته لو كان لا يقطع جلد من رجله ولا من يده، ولا من أي مكان؛ لأنه بشرة، والرسول ﷺ قال: لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئًا، هذا هو الذي يمنع فقط بس، أما كونه يتطيب، كونه يأتي أهله لا بأس، كونه يتروش، يفعل كل ما يفعله حلال لا بأس إلا هذا الشيء، إلا هذه الأمور الثلاثة: الشعر والظفر والبشرة لا يأخذ منها شيء حتى يضحي.

حكم عدم حلق الشعر وقص الاظافر للمضحي

ثبت في صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئاً.

قال الماوردي في الحاوي: واختلف الفقهاء في العمل بهذا الحديث على ثلاثة مذاهب: أحدها: وهو مذهب الشافعي أنه محمول على الاستحباب دون الإيجاب، وأن من السنة لمن أراد أن يضحي أن يمتنع في عشر ذي الحجة من أخذ شعره وبشره، فإن أخذ كره له ولم يحرم عليه، وهو قول سعيد بن المسيب.

والمذهب الثاني: هو قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه أنه محمول على الوجوب، وأخذه لشعره وبشره حرام عليه، لظاهر الحديث وتشبيهاً بالمحرم.

والمذهب الثالث: وهو قول أبي حنيفة ومالك ليس بسنة ولا يكره أخذ شعره وبشره احتجاجاً بأنه محل، فلم يكره له أخذ شعره وبشره كغير المضحي، ولأن من لم يحرم عليه الطيب واللباس لم يحرم عليه حلق الشعر كالمحل.

حكم قص الشعر للمضحي غير الحاج

حكم حلق الشعر للمضحي

أخذ المضحي من شعره وظفره وبشرته، مسألة خلافية بين أهل العلم، والمرجح في الموقع : أنه لا يجوز الأخذ من الشعر والظفر والبشرة لمن أراد أن يضحي ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم (1977)، وفي لفظ آخر لمسلم : ( إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " من احتاج إلى أخذ الشعر والظفر والبشرة، فأخذها فلا حرج عليه مثل : أن يكون به جرح، فيحتاج إلى قص الشعر عنه، أو ينكسر ظفره، فيؤذيه فيقص ما يتأذى به، أو تتدلى قشرة من جلده، فتؤذيه فيقصها، فلا حرج عليه في ذلك كله " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (25/161) .

حكم قص الشعر للمضحي عند المالكية

في الوسط المالكية والشافعية قالوا بأنه مكروه، وترك الحلق والتقليم مندوب وليس بواجب.

والأصل في ذلك ما روى الإمام مسلم عن أم سلمة -رضي اللَّه عنها- أنَّ النبيَّﷺ قال: «إذا رأيتم هلاَلَ ذي الحجة، وأرادَ أحَدُكم أَنْ يَضَحِّيَ فَلْيُمْسكْ عن شَعرِه وأظْفَارهِ»، وفي رواية: «فَلاَ يَأْخُذَنَّ شَعرا وَلاَ يَقْلِمَنَّ ظُفرا»

استدل المالكية والشافعية على أن النهي للكراهة وليس للتحريم بما روى الإمام مالك والشيخان عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: «أنا فَتَلْتُ قلائد بُدْنِ رسول اللهﷺ بِيَدَىَّ، ثم أشعرها وقلدها، ثم بعث بها إلى البيت وأقام بالمدينة، فما حرم عليه شيء كان له حِلاًّ»، وفي رواية: «ثم بعث بهاﷺ مع أبي»؛ أي مع أبي بكر رضي الله عنه في السنة التاسعة من الهجرة.

ومعناه: فما حرم عليه شيء من محظورات الإحرام؛ من النساء، والطيب، وإزالة الشعث، وحلق الشعر، وتقليم الأظفار، وغير ذلك مما أحله الله…

https://binbaz.org.sa

من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.

الأدعية