
نفس الإنسان هي الجزء الذي خاطبه القرآن الكريم والمكلف دائمًا في الأمور، والنفس هي الذات وهي الأساس في الإنسان، ودليل ذلك ما جاء في كتابه سبحانه وتعالى (الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) غافر: 17.
ويمكن تقسيم النفس إلى ثلاثة أقسام، وهي النفس المطمئنة وهي أرقى درجات الرفعة التي تصل إليها النفس البشرية، لذا فإن الوصول إلى تلك المكانة المرموقة والمتمثلة في درجة النفس المطمئنة يحتاج إلى الكثير من العمل.
ما الفرق بين النفس والروح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: والروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت هي الروح المنفوخة فيه، وهي النفس التي تفارقه بالموت، قال النبي لما نام عن الصلاة: إن الله قبض أرواحنا حيث شاء وردها حيث شاء، وقال له بلال: يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، وقال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا نام: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. وثبت أيضا بأسانيد صحيحة أن الإنسان إذا قبضت روحه فتقول الملائكة: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي راضية مرضيا عنك، ويقال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ساخطة مسخوطا عليك، وفي الحديث الصحيح: إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فقد سمى المقبوض وقت الموت ووقت النوم روحا ونفسا. انتهى بتصرف.
وقد تطلق الروح على الهواء الخارج من البدن والداخل فيه، والبخار الخارج من القلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لفظ الروح والنفس يعبر بهما عن عدة معان: فيراد بالروح الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه، ويراد بالروح البخار الخارج من تجويف القلب من سويداء الساري في العروق، وهو الذي تسميه الأطباء الروح، ويُسمى الروح الحيواني، فهذان المعنيان غير الروح التي تفارق بالموت التي هي النفس.
الفرق بين النفس والروح في الاسلام

حقيقة الروح مما استأثر الله به فلا يعلمها أحد إلا الله سبحانه وتعالى، والروح والنفس بمعنى واحد، فهما مترادفان، وما داما كذلك فلا يقال أيهما أقوى في التحكم في العقل والجسد، وإليك بيان كلام أهل العلم عن الروح والنفس، قال ابن العربي في أحكام القرآن عند تفسير قوله تعالى: وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً {الإسراء:85}
والروح خلق من خلق الله تعالى جعله الله في الأجسام فأحياها به وعلمها وأقدرها، وبنى عليها الصفات الشريفة والأخلاق الكريمة، وقابلها بأضدادها لنقصان الآدمية، فإذا أراد العبد إنكارها لم يقدر لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع لأنه قصر عنها وقصر به دونها.
الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين
,وضع علماء المسلمين نظرية وحيدة في الفرق بين الروح والنفس، وهذه النظرية تنص على أن الإنسان يتكون من تركيبتين وليست ثلاثة، وهاتان التركبيتان هما الروح والبدن، كما يقول ان الروح هي النفس كما تكون هذه النظرية هي ذاتها النظرية المأخوذ بها عند فلاسفة اليونان القدامى.
ولكن لا يتبع علماء المسلمون الفلاسفة اليونانيين بل هذه النظرية مبنية على المعتقدات الإسلامية التي يؤمنون بها، وذلك لأن أفعال الإنسان تتكون من قسمين هما أعمال مادية وأعمال معنوية، وكذلك الحال بالنسبة إلى ذات الإنسان التي تنقسم إلى قسمين هما الجسد والروح.
الفرق بين النفس والروح في الفلسفة
يمجد أفلاطون الروح ويحتقر الجسد، ويعتبره مصدرًا للعمى والتشويش لأن أساسه حسي ويعتمد على الحواس الخمس المعروفة، أما الروح فهي أساس النظر الصحيح وذلك لأن أساسها عقلي، ولكي تصبح شخصًا فيلسوفًا يجب أن تمارس على نفسك التحويل الذي يؤدي من وجهة نظر أفلاطون إلى الانشطار لثنائية الروح والجسد.
ويقول أفلاطون [[ ينبغي التخلص من حَمَق الجسد . إنَّ إنطواء النفس على ذاتها وبُعدها عن الجسد إنما هو التفلسف على الحقيقة ]] .
حيث تكلم هنا أفلاطون عن النفس بدلًا من الجسد، ليظهر سؤال هل الروح بالنسبة لأفلاطون هي النفس، حيث الديانة المندائية تمجد النفس وتحتقر الروح، لأنها مصدر لكل الشرور في الحياة، والنفس هبة من الله.
مرجع:
www.mlzamty.com
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.