الفرق بين الحمد والشكر | Gheir

الفرق بين الحمد والشكر

أدعية  Mar 04, 2020     
اشترك في قناتنا على يوتيوب

الفرق بين الحمد والشكر

الحمد والشكر هما لفظتان بمعنى واحد، ولكن كل لفظة منهما لها معنى خاص بها. ويعزى هذا التساؤل إلى ورود عدد من النصوص في القرآن الكريم، وقد جاء الحمد في أول سور القرآن في سورة الفاتحة نفسها.

وقد وردت نصوص ذكرت شكر الله على نعمه وفضائله التي أنعم بها على العباد في القرآن الكريم فما الفرق بين الحمد والشكر، وما هو معنى كل كلمة منهما ومدلولها الشرعي؟ هذا ما سنعرفه في هذه المقالة.

ما الفرق بين الحمد والشكر

اختلف أهل العلم في الحمد والشكر هل بينهما فرق، على قولين :

القول الأول : أن الحمد والشكر بمعنى واحد، وأنه ليس بينهما فرق، واختار هذا ابن جرير الطبري وغيره .

قال الطبري رحمه الله : " ومعنى( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) : الشكر خالصًا لله جل ثناؤه، دون سائر ما يُعبد من دونه .... "، ثم قال رحمه الله بعد ذلك : " ولا تَمانُع [ أي : اختلاف ] بين أهل المعرفة بلغات العرب من الحُكْم لقول القائل : "الحمد لله شكرًا " بالصحة، فقد تبيّن - إذْ كان ذلك عند جميعهم صحيحًا - أنّ الحمد لله قد يُنطق به في موضع الشكر، وأن الشكر قد يوضع موضعَ الحمد ؛ لأن ذلك لو لم يكن كذلك، لما جاز أن يُقال : " الحمد لله شكرًا " " انتهى من "تفسير الطبري" (1/138) .

القول الثاني : أن الحمد والشكر ليسا بمعنى واحد، بل بينهما فروق، ومن تلك الفروق :

  • أن الحمد يختص باللسان، بخلاف الشكر، فهو باللسان والقلب والجوارح .
  • أن الحمد يكون في مقابل نعمة، ويكون بدونها، بخلاف الشكر لا يكون، إلا في مقابل نعمة .

الفرق بين الحمد والشكر في القرآن

قال ابن كثير رحمه الله – في معرض رده على كلام ابن جرير السابق – (1/32) : " وهذا الذي ادعاه ابن جرير فيه نظر ؛ لأنه اشتهر عند كثير من العلماء من المتأخرين : أن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية، والشكر لا يكون إلا على المتعدية.

ولكنهم اختلفوا أيهما أعمّ الحمد، أو الشكر على قولين، والتحقيق أن بينهما عموماً وخصوصاً، فالحمد أعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه ؛ لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية، تقول حمدته لفروسيته، وحمدته لكرمه . وهو أخص لأنه لا يكون إلا بالقول، والشكر أعم من حيث ما يقعان عليه ؛ لأنه يكون بالقول والفعل والنية، كما تقدم . وهو أخص ؛ لأنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية : لا يقال شكرته لفروسيته، وتقول شكرته على كرمه وإحسانه إليّ، هذا حاصل ما حرره بعض المتأخرين والله أعلم " انتهى .

الفرق بين الحمد والشكر والثناء والمدح

الفرق بين الحمد والشكر

المدح هو ذكر المحاسن، والثناء بذكر الجميل، والمدح لا يستلزم المحبة، والمدح هو اخبار مجرد، وقيل أن المدح هو ذكر المحاسن بمقابل أو بدون مقابل، والمدح يكون بذكر الجميل سواء كان اختياريا أو غير اختياري.

أما الحمد فهو الذكر بالجميل الاختياري أو ذكر المحاسن دون إحسان، وهو ذكر الله بصفات الكمال، وقيل هو ذكر المحمود بصفات الكمال بمعنى ذكر صفات الكمال لله سبحانه وتعالى وإن لم يبدو سببًا لذلك لأن الله عز وجل مستحق لذلك، وله ما أعطى وله ما منع، والحمد يكون على الصفات الذاتية وعلى العطاء.

الفرق بين الحمد والشكر لابن عثيمين

قال الشيخ ابن عثيمين عن الفرق بين الحمد والشكر «الشكر» يكون بالقلب، وباللسان، وبالجوارح؛ ولا يكون إلا في مقابلة نعمة؛ فسببه أخص من سبب «الحمد»؛ ومتعلَّقه أعم من متعلق «الحمد»؛ فيختلفان إذاً من حيث السبب؛ ويختلفان من حيث المتعلق؛

سبب «الحمد» كمال المحمود، وإنعام المحمود؛ فإذا كان سببه إنعام المحمود كان «الحمد» من «الشكر»؛

أما «الشكر» فسببه واحد؛ وهو نعمة المشكور؛ وأما متعلق «الحمد» فيكون باللسان فقط؛ وأما متعلق «الشكر» فثلاثة: يكون باللسان، والقلب، والجوارح؛ وعليه قول الشاعر:

(أفادتكم النعماء مني ثلاثة - يدي ولساني والضمير المحجبا)

قال ابن القيم -رحمه الله- : (والفرق بينهما : أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته، والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب . ومعنى هذا : أن الشكر يكون : بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافاً، وبالجوارح طاعة وانقيادا .

ومتعلقه : النعم دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال : شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه، وهو المحمود عليها كما هو محمود على إحسانه وعدله .

والشكر يكون على الإحسان والنعم، فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس، وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس، فإن الشكر يقع بالجوارح والحمد يقع بالقلب واللسان).

مرجع:

www.saaid.net

من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.

الأدعية