عرض أزياء ديور لموسم ربيع وصيف 2025 لم يكن مجرّد عرض تقليدي للأزياء، بل كان احتفالاً بروح الرياضة والفن على حد سواء، بما يتماشى مع توجّهات العلامة في عام 2024، الذي وُصف بأنه "عام الرياضة لديور". مع استضافة باريس للألعاب الأولمبية، كانت مشاركة مجموعة LVMH كـ "شريك مميّز" للألعاب أمراً متوقعاً، إذ أسهمت ديور في تصميم ملابس أداء الفرق والمشاركين في الحفلات الافتتاحيّة والختاميّة، مع إبراز دعمها للفنانين والرياضيين في مختلف المجالات.
الشراكة مع الرياضة:
في إطار شراكتها مع نجوم الرياضة، وخاصة الرياضات الجماعيّة مثل كرة القدم ودوري NBA وWNBA، استثمرت ديور في التعاون مع عدد من الرياضيين الصاعدين الذين جسّدوا قيم التمكين التي تؤمن بها ماريا غراتسيا كيوري، المدير الإبداعي للدار. كان من أبرز هذه الخطوات الإعلان عن فريق ديور للألعاب الأولمبية، الذي ضم رياضيّات مثل ماري باتوييه، بولين ديرولي، إيستيل موسلي،ولويس-آينا تابوليه، وبياتريس فيو غراندي. هؤلاء النساء جسّدن قوة الإرادة والشجاعة، ما جعل هذه الخطوة ملائمة تمامًا لرؤية كيوري التي تدعم النساء وتمكنهن في مختلف المجالات.
العرض والأداء الفني:
قبل انطلاق العرض، قادت الفنانة الإيطالية والمنافسة في رياضة الرماية، صوفيا جينيفرا جياني، أو المعروفة بـSAGG Napoli، افتتاح العرض بطريقة تفاعليّة مبتكرة. كانت جياني قد بدأت ممارسة الرماية في عام 2020، وظهرت في التركيب الفني الذي صممته بنفسها، وأطلقت الأسهم نحو هدف في نهاية المنصّة، بينما كانت العارضات يسرن حولها. هذا التفاعل بين الفن والأزياء أضاف لمسة حيويّة وجديدة للعرض، بعيداً عن الأساليب التقليدية التي تضع الفن كخلفية فقط.
تأثر العرض بالتراث الرياضي:
أوضحت ديور من خلال العرض أن للرياضة مكانة خاصة في تاريخ العلامة. كما جاء في الملاحظات الصحفيّة، لطالما كانت الملابس الرياضية جزءاً من هوية العلامة بفضل تأثير والدة كريستيان ديور، التي كانت ترتدي ملابس الفروسيّة، مما ألهمه لاحقًا لدمج عناصر رياضية مثل بدلات السباحة والتزلج في مجموعاته. مع تولي مارك بوهان إدارة الدار في عام 1962، تم تقديم خط "ديور سبورت" المخصّص للنساء اللواتي يعشقن الحركة والحرية.
في مجموعة ربيع وصيف 2025، استلهمت كيوري من تلك الروح لتقدّم رؤية جديدة للمرأة الأمازونية التي تتحرر من القيود التقليديّة. جاءت التصاميم أكثر حيوية ومرونة، مع إدخال قطع مثل ملابس السباحة ذات التصميمات غير المتناسقة، والفساتين المصنوعة من القماش الجيرسي الخفيف، والسراويل المزوّدة بأحزمة. أضافت هذه القطع طابعاً شبابياً وإحساساً بالحركة والحرية، وهو ما يُعتبر خروجاً عن تصاميم ديور التقليدية.
الإطلالات الجمالية:
من جانب آخر، كان لمسات الماكياج التي قدّمها بيتر فيليبس، المدير الإبداعي والمرئي للماكياج في ديور، مستوحاة من فكرة "ما بعد الرياضة". أكد فيليبس أن الإطلالات عكست النساء القويات اللواتي بدأن وكأنهن قد خرجن للتو من تمرين رياضي أو معركة بطوليّة. استخدم فيليبس قلم العيون الأسود Diorshow On Stage 099 تحت العين بطريقة غير منتظمة، وطالب العارضات بإغماض أعينهن ليبدو وكأنهن كنّ في نشاط بدني مكثف، ما أضفى على الإطلالة حيوية وجرأة.
باختصار، جاء عرض ديور لموسم ربيع وصيف 2025 ليشكل مزيجاً مثيراً بين الفن والرياضة، إذ نجحت ماريا غراتسيا كيوري في تقديم مجموعة تتمتع بروح شبابيّة وحيوية، مع لمسات تقليدية من تاريخ العلامة.
كلمات مفتاحيّة:
فساتين،
ازياء يومية،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.