في التاسع من يوليو 2025، قدّم الثنائي الهولندي فيكتور أند رولف عرضاً لا يُنسى ضمن أسبوع باريس للهوت كوتور، كشفا خلاله عن مجموعتها لخريف وشتاء 2025–2026 بعنوان : "الطيور الغاضبة". وكما هو متوقّع من الثنائي المعروف بتاريخه الطويل في كسر التقاليد، لم تكن الريشات مجرّد زينة، بل أداة تعبير جمالي وفكري في آنٍ واحد.
استُلهمت المجموعة من صورة عابرة لريشة، لكن التنفيذ تجاوز أي مقاربة تقليدية. فبدلاً من استخدام الريش الطبيعي، تم تصنيع ما يقارب 11,500 "ريشة" يدوياً من أقمشة شفّافة ومواد صناعية ملوّنة، قُصّت وشُكّلت بعناية مذهلة لمحاكاة جمال الريش الحقيقي، فجاءت النتيجة مشهديّة وساحرة. وتكاملت الإطلالات مع قبّعات درامية من توقيع ستيفن جونز، مصنوعة من التول والبلاستيك الملون.
اللافت في العرض كان الطرح الثنائي لكل تصميم: حيث عرضت كل قطعة محشوّة بريشات ناعمة، يقابلها نسخة مطابقة بالتفصيل لكن "مفرغة" تماماً. هذا التباين المقصود أعاد إلى الأذهان تجارب فيكتور أند رولف في التسعينيات، وفتح الباب أمام قراءة مزدوجة: الأولى تحتفي بالفخامة والدراما من خلال الأحجام المبالغة بها، والثانية تكشف عن جوهر الخياطة والانسيابية من دون تزويق. النسخ المحشوة أشاعت إحساساً بالحيوية والبهجة، بينما بدت الإطلالات "المفرغة" أشدّ تقشّفاً وتمرداً، وكأنها تسائل ما هو ضروري فعلاً في الجمال.
عنوان المجموعة، "الطيور الغاضبة"، أثار تساؤلات: هل هو تلميح إلى اللعبة الإلكترونية الشهيرة؟ أم نقد مستتر للحالة العالمية المربكة؟ الإجابات تبقى مفتوحة، تماماً كما أراد المصممان، تاركين للخيال حرية التأويل.
في نهاية المطاف، قدّم فيكتور أند رولف عرضاً يُجسّد جرأتهما الفكرية والجمالية، عرضاً لا يخشى أن يُسائل، يُربك، ويُدهش في آنٍ معاً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.