في مجموعته الجديدة للهوت كوتور لخريف وشتاء 2025–2026، يكشف المصمّم اللبناني زياد نكد عن كنز مخبّأ بين خيوط الفخامة والتراث، اختار له اسم "كنز" – كلمة تعني الكثير بلغتنا، وتحمل في طيّاتها وعداً بجمالٍ غير مكتشف. على منصّة عرضه، تتحوّل كل إطلالة إلى أثرٍ من عصرٍ ذهبيّ، حيث تلتقي الحِرَفية العالية بسحر القصص الغابرة. القصّات طويلة ومهيبة، تنساب بتأنٍ فوق الجسم، محمّلة بتطريزات كثيفة تتلألأ كأنها كواكب تستقرّ على مخمل داكن أو تول شفاف، فيما ينساب الضوء فوقها كما لو أنه يوشوش أسرار الأنوثة القديمة.
في هذه المجموعة، تتنوع القصات بين الفساتين ذات الأكتاف المنسدلة وتلك المصممة بأسلوب قصة عروس البحر التي تبرز مفاتن الجسد بكل رقي وأنوثة، وتأتي بعضها خفيفة الظل لتتماوج بخفة مع شق جانبي جذاب. أما بعض الفساتين الأخرى إذ تبرز تقطيعات هندسية جريئة فتضفي لمسات عصرية آسرة. ويأتي البعض في تناغم مثالي مع خامات المخمل الفاخر المطرز بعناية ليجتمع الحرفي بالتفاصيل الدقيقة مع الإبداع في التصميم، فتتجلى الأنوثة بفساتين تليق بمناسبات استثنائية ويعبّر المصمم عن ذوقه الرفيع وأسلوبه الخاص المختلف في فن الإبداع والتطريز والمزج بين الأقمشة، بأسلوب يأسر الألباب.
لوحة ألوان مشتهاة: بين رومانسية الحنين وحدّة المعمار
لوحة الألوان التي اختارها نكد للمجموعة توحي بتجربة حسّية مدروسة: بورغندي كالنبيذ المعتّق، أخضر زمردي ينبض بالعمق، وردي مغبرّ، أزرق كحليّ كسماء منتصف الليل، وألوان معدنية لامعة من ذهب وفضة وأبيض لؤلؤي. إنها درجات تنتمي إلى عالم الملوك والفنانين الحالمين، تتجلى على أقمشة تنوّعت بين المخمل الكثيف والتول الشفاف والموسلين الخفيف، مما خلق توازناً بين الثقل والانسياب، بين اللمسة الكلاسيكية والانطباع العصري. هذه الثياب لا تكتفي بأن تزيّن الجسد، بل تحتفي به، تتراقص على تفاصيله، وتدعوه إلى حوار بين البنية والهشاشة، بين الإغراء والاحتشام.
فستان ملائكي يحاكي العصر
يشكّل فستان الزفاف حكاية أخرى من حكايا المصمم، إذ يكتب المصمم زياد نكد فصلاً جديداً من فصول الألبسة الفاخرة عبر فستان زفاف استثنائي يحاكي أسلوب المرأة العصرية. يأتي التصميم بقصة ضيّقة تبرز أنوثة العروس بكل رقي، وتتناغم فيه التطريزات اللامعة مع حبوب الكريستال المتلألئة لتعكس نعومة لا متناهية على قوامها. ويتميّز الفستان بشق جانبي مزيّن بالكشكش ينساب برقة، لينثر تفاصيله على ذيل الفستان بأسلوب شاعري أخّاذ.
خاتمة أسطورية في قصر منسيّ: عندما يهمس التاريخ بالموضة
ربما كانت ذروة العرض في الفستان العرائسيّ الختامي: قطعة ساحرة تنتمي إلى عالم الخيال، مزدانة ببودي كورسيه محبوك بدقة، وشق جانبيّ تزيّنه كشكشات متدرجة، وتنورة خلفية تجرّ أثرها على الأرض كضوء القمر حين ينعكس على الرخام. صور الحملة الترويجية التُقطت في قصر مهجور وسط جبال لبنان، كان يوماً فندقاً فاخراً، واليوم تحوّل إلى صدى لذاكرة الزمن. في هذا الفضاء، يتجلّى عمل نكد كفعل مقاومة للنسيان، حيث يعيد للأماكن – وللنساء – ألقاً كاد أن يُنسى. "كنز" ليست مجرد مجموعة أزياء، بل شهادة على قدرة الموضة أن تحيي ما اندثر، أن تنفض الغبار عن الجمال، وتحوّله إلى أسطورة معاصرة.
كلمات مفتاحيّة:
فساتين سهرات،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.