في مشهد الموضة العربي والعالمي، يبرز اسم المصمم اللبناني سعيد قبيسي كواحد من أبرز صنّاع الأناقة المعاصرة. منذ انطلاقته، تميز قبيسي برؤية فنية تجمع بين الحرفية العالية والطابع الأنثوي الفاخر، ما جعله الوجهة المفضلة لعدد من النجمات والشخصيات البارزة حول العالم. وقد لمع اسمه بشكل خاص بعد أن تألقت الملكة رانيا العبدالله في أكثر من مناسبة بتصاميمه الراقية، مؤكدة مكانته كأحد أبرز سفراء الإبداع اللبناني في مجال الأزياء الراقية، إلى جانب حضور تصاميمه على السجادات الحمراء العالمية وفي المناسبات الرسمية والفنية الكبرى.
واليوم، يكرّس قبيسي هذا النجاح المستمر من خلال مشاركته اللافتة في أسبوع باريس للهوت كوتور لموسم خريف وشتاء 2025-2026، عبر مجموعة جديدة تجسّد رؤيته المتطورة للمرأة المعاصرة.
المرأة المحاربة... بين الدقة الهندسية والأنوثة المتوهجة
تحمل مجموعة سعيد قبيسي الجديدة ثلاثية لافتة: القوة والصلابة والشجاعة، وهي العناوين التي تنطلق منها رؤيته لامرأة عصرية تجمع بين الثقة والرقة، وبين السحر والإقدام. تأتي التصاميم بهيكل هندسي بالغ الدقة، تعكسه أحجاما كبيرة مستوحاة من فن العمارة، وتتجسد عبر أكتاف ممشوقة تُعبّر عن الفخامة والعزّة، وخصر ضيق يحتضن الجسد بأنوثة واضحة، مع امتداد الفساتين وصولاً إلى الأرض لخلق حضور درامي أنيق.
تم تنفيذ التصاميم بجرأة وحرفية، سواء عبر قصّات الصدر الجريئة أو دقة التفاصيل والخياطة التي تعكس تفرّد الدار، فيما تمايلت أقمشة الشيفون المطرزة بانسيابية تضيف سحراً إضافياً لكل إطلالة. وقد اختار الممصمم أقمشة فاخرة كـ"المخمل"، "الكريب"، "الميكادو"، و"الحرير"، لتمنح التصاميم توازناً فريداً بين الصلابة والمرونة، وتمنح السيدة حرية الحركة ضمن إطار من الترف المدروس. النتيجة؟ أشكال ظلية منحوتة، مدروسة، ومصممة لتأسر الأنظار وتبرز شخصية من ترتديها.
تفاصيل مترفة... وهويّة تُكرّس معايير الدار
استوحيت هذه المجموعة من روح المحارِبة المعاصِرة، لكن من منظور أنثوي راقٍ، ترتكز فيه كل قطعة على خياطة دقيقة وتطريز يدوي يعكس بصمة الدار. تتزيّن بعض التصاميم بنقوش مطرزة تُحاكي الفسيفساء، فيما تتلألأ أخرى بتفاصيل من الخرز الموزّع بدقة على أقمشة الـ"ساتان"، إلى جانب خيوط حرير معدنية وأحجار لامعة زادت من إشراق القطع وحدّدت هويتها البصرية. هذا التلاعب الذكي بين الحرفية والدقة يكرّس معايير دار سعيد قبيسي، ويؤكد مكانته بين نخبة مصممي الهوت كوتور.
أما لوحة الألوان، فجمعت بين قوة اللون ودفء النغمة، وشملت طيفاً أنيقاً من الألوان القاتمة والدافئة مثل: الشمبانيا، الأبيض المائل إلى الإصفرار، الأسود، الرمادي الداكن، العنابي، الأحضر الزمردي، الذهبي، الفضي، البرونزي، والأزرق بدرجاته المختلفة. هذا التنوع اللوني جاء ليُعزّز مفهوم التباين الذي تنسجه المجموعة بين الحضور الطاغي والانسيابية الأنثوية.
في ختام المجموعة، يرسم سعيد قبيسي صورة متكاملة لامرأة لا تُقهر: امرأة أنيقة، واثقة، رقيقة، وساحرة، تحمل في كل تصميم من تصاميمه قصة فنية وهوية متجذّرة في الحرفية والابتكار.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.