في زمن يبحث فيه الجميع عن لحظات من الخفة والبهجة، جاء عرض المصمم Jonathan Simkhai لربيع وصيف 2026 ليقدّم جرعة ناعمة من التفاؤل، ويعيد تعريف الأناقة من منظورٍ أكثر بساطة ومرحاً. العرض حمل معه نَفَس كاليفورنيا الحرّ، وشغف المصممم بمدينته الأمّ لوس أنجلوس، حيث ارتسمت ملامح "فينيس بيتش" وروح فيلم Lords of Dogtown في تفاصيل المجموعة، لتتحول المنصّة إلى مساحة مشبعة بروح الساحل والحرية.
فساتين براقة وروح صيفية
من أوّل لحظة، لفتت الأنظار الفساتين القصيرة المطرّزة بالترتر المتلألئ، والتي بدت وكأنها تلتقط أشعة الشمس لتعيد توزيعها. التصميم الأكثر خطفاً للأنفاس كان باللون الأزرق المائي، الذي استحضر صورة قشور الأسماك المتلألئة، وكأن العارضات خرجن للتو من أعماق البحر. وفي المقابل، قدّم Simkhai الفساتين الصيفية المصنوعة من دانتيل الغيبيور الرقيق، ليضيف لسمة رومانسية ناعمة وسط الطابع المرح للمجموعة. هنا تحديداً برزت جذور المصمم، إذ يعود شغفه بالدانتيل إلى إرث عائلته، حيث كان جدّه يملك مصنعاً للأقمشة المطرّزة في طهران خلال السبعينيات.
لمسة رجعية وأناقة غير مصقولة
العودة إلى الماضي لم تغب عن المجموعة. شغف Simkhai بالقطع المستعملة والثريفنغ من "روز بول" انعكس بوضوح في القطع ذات الطابع الفينتاج. الجينز الممزق عند الركبتين أضفى جرأة عفوية، فيما جاءت القمصان الجلدية المتجعّدة لتكسر فكرة الكمال وتقدّم أناقة "غير مكتملة" لكنها آسرة. هذا التوازن بين القطع المصقولة وتلك العفوية جعل العرض أكثر واقعية وقرباً من أسلوب حياة المرأة المعاصرة.
من الشباك إلى الأصداف
من أبرز القطع التي لاقت صدى واسعاً، الفساتين الشبكية المزيّنة بتمائم ذهبية على شكل أصداف، التي أوحت بشباك الصيادين العالقة على الشاطئ. أما القمصان المصنوعة من صدف أم اللؤلؤ فذكّرتنا بأجواء باكو رابان الأيقونية، مع لمسة حداثية تتماشى مع موسم الإجازات. هذه التفاصيل أكّدت قدرة Simkhai على المزج بين الحرفية العالية والإبداع المرح، ليقدّم قطعاً تصلح كتصريحات جمالية بقدر ما هي عملية.
إكسسوارات بروح العطلة
الأكسسوارات لم تكن مجرّد إضافات، بل جزء أساسي من هوية العرض. الحقائب الجلدية المصمّمة على شكل شبك منسوج حملت الطابع العملي مع جرعة من الابتكار، فيما جاءت الصنادل ذات الكعوب النحتية كترقية أنيقة للـ"فليب فلوب" الكلاسيكي. هذه اللمسات جعلت المجموعة تنضح بأجواء السفر والعطلات، وكأن Simkhai أراد أن يمنحنا بطاقة سفر رمزية من خلال الأزياء.
موضة كوسيلة للبهجة
يمكن القول إن مجموعة Simkhai لربيع وصيف 2026 هي تحية للحياة البسيطة، دعوة لاحتضان روح الصيف والاحتفاء بالأنوثة بطريقة مرحة وخفيفة. مزيج من النوستالجيا والحداثة، ومن الخفة والعملية، يجعل هذه المجموعة أقرب إلى أسلوب حياة أكثر من كونها مجرد أزياء موسمية. إنها خزانة صيفية متكاملة للمرأة التي تبحث عن التوازن بين الراحة والجاذبية، بين الحلم والواقع.
في النهاية، ترك لنا العرض شعوراً بأن الموضة لا تزال قادرة على أن تكون مساحة للبهجة، وأن الفستان القصير المتلألئ أو القميص الممزّق قد يحملان في طيّاتهما أكثر مما نتصوّر: تذكرة صغيرة إلى عالم أكثر بساطة، وأقل تعقيداً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.