روبيرتو كافالي ربيع 2026: بريقٌ أكثر هدوءاً وشغف يهمس بالذهب | Gheir

روبيرتو كافالي ربيع 2026: بريقٌ أكثر هدوءاً وشغف يهمس بالذهب

اسابيع الموضة  Sep 27, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

روبيرتو كافالي ربيع 2026: بريقٌ أكثر هدوءاً وشغف يهمس بالذهب

بين الحذر العالمي والأجواء المشبعة بالقلق، قرر فاوستو بوليزي أن يواجه التحدي مع دار روبيرتو كافالي من خلال العودة إلى الـDNA الخاص بالدار: الذهب. لكن الذهب هنا لم يكن مجرد رمز للبذخ، بل وسيلة للاحتفاء بتراث كافالي، وفي الوقت نفسه لإعادة صياغته بلغة جديدة أقل صخباً وأكثر شاعرية.

الذهب كلغة أساسية

العرض افتُتح بتصاميم تفيض بالذهب: ثنيات أشعة الشمس على فستان حملته كارن إلسون، بدا وكأنه مستعار من بريق هوليوود القديمة، لكن أُقرن مع صندل مسطّح حديث ليكسر الكلاسيكية. الدنيم لم يُترك على حاله، بل اكتسى بملمس شرس يبتعد تماماً عن الجينز التقليدي. أما المخمل الحريري المحروق (dévoré) فجاء ليمنح الفساتين الانزلاقية ملمساً مجسّماً يدعو للمس. هنا، نجح بوليزي في استحضار رموز كافالي الجمالية، لكنه صاغها هذه المرة في أجواء أكثر انسيابية وأقل استفزازاً.

إرث الدار بين السخرية والجرأة

لطالما ارتبط اسم روبيرتو كافالي بالإفراط: خطوط النمر، الطباعة الحيوانية، القصّات الكاشفة، وكل ما يشي بمزاج احتفالي متوحش. في هذه المجموعة، كانت الرموز حاضرة: قصّات تكشف الشبرة عبر الـcut-outs، فساتين تلمع بالترتر على شكل خطوط حيوانية، وأحذية بوت من جلد الأفعى مهيأة لسهرة صاخبة. غير أنّ كل ذلك بدا أقل ضجيجاً مما اعتدناه. بدلاً من أن يصرخ العرض، بدا وكأنه يهمس، مقدماً فكرة أن الجاذبية يمكن أن تكون أكثر إغراء حين تُقدَّم بهدوء.

من الصخب إلى الحلم

التحول الجوهري في ربيع 2026 كان في الألوان والجو العام. فبدلاً من الانفجارات اللونية الصاخبة، قدّم بوليزي لوحة من البرونزي والبلاتيني والعاجي والشمباني. ألوان لم تكن شمسية بقدر ما كانت قمرية، تمنح العرض طابعاً حالماً أقرب إلى "جنة نجم روك" أكثر منه إلى "غابة برية". المرأة هنا لم تعد فقط الـGlamazon التي تحتكر الضوء، بل شخصية أكثر استقلالية، ترتدي بنطالاً معدني اللمعة أو فستاناً من حلقات السلاسل المعدنية، وتفرض حضورها من دون أن تضطر إلى رفع صوتها.

توازن بين الرجولة والأنوثة

التنسيق أشار أيضاً إلى عالم مشترك، حيث يمكن للرجال والنساء ارتداء تصاميم متماثلة: بدلات من جلد الأفعى، جاكيتات بلمعان لاميه مزدانة بالشراريب، أو قطع محايدة في تصميمها لكنها مشبعة بالرمزية. الكاستينغ وإيقاع العرض أسهموا في هذه الوحدة، ما منح المجموعة تماسكاً نادراً في تاريخ الدار.

شجاعة في التخفيف

قد يعتبر البعض أن بوليزي لعبها بأمان، مبتعداً عن استفزازاته المعهودة، لكن ربما كان هذا هو التمرّد الحقيقي. المخاطرة لم تكن في الإثارة البصرية المعتادة بل في الجرأة على التخفيف. فالتنانير الطويلة حلت محل القصيرة، والتفاصيل الحادّة أفسحت المجال لخطوط أكثر سيولة. النتيجة كانت إعادة تعريف للترف: ليس كصرخة صاخبة، بل كحضور واثق ينساب بهدوء.

حين تهمس الأناقة

ما قدّمه بوليزي لم يكن ثورة على إرث كافالي بقدر ما كان محاولة لتنقيته. فقد حافظه على جاذبية الجسد والاحتفاء بالأنوثة، لكنه ألبسهما ثوباً أكثر نضجاً ورقة. هذه الأناقة الجديدة ليست أقل إثارة، بل ربما أكثر عمقاً لأنها تترك مجالاً للتأمل. فبدلاً من أن تُبهرك فوراً، تدعوك لتكتشفها تدريجياً، مثل قصيدة تُقرأ أكثر من مرة.


في لحظة تبحث فيها بيوت الأزياء الماكسماليّة عن أشكال جديدة للجرأة، طرح روبيرتو كافالي سؤالاً جريئاً: هل يمكن للإغراء أن يهمس؟ عرض ربيع 2026 أجاب بالإيجاب. لقد سمح بوليزي للهوية الأصلية أن تتنفس، وبدلاً من أن يحاول إعادة اختراع الحلم الكافالي، تركه يتطور بهدوء، ملفوفاً بخيوط الذهب وشراريب الحلم.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

اسابيع الموضة