ليس من قبيل الصدفة أن تطلق علامة Hermes نسخة جديدة من عطرها الشرقي الأيقوني Ambre Des Merveilles، ضمن عبوة جديدة مزيّنة بالخط العربي الجميل من توقع الخطاط العراقي وسام شوكت.
فمن منّا لا يعرف علامة Hermes ويدرك أنها تتصدّر قائمة الماركات الفاخرة حول العالم؟ فهذه العلامة التي لطالما كانت الخيار المفضّل لدى النجمات والمشاهير، كرّست اسمها على مرّ السنوات، بفضل الجودة التي اشتهرت بها منتجاتها، والحرفية العالية في تنفيذ كل تصاميمها، والدقة المتناهية في تقديم أيّ منتج جديد.
وبما أن لـHermes مكانة متميّزة في المنطقة العربية، إذ يحرص عشاق الأناقة وهواة الحياة المترفة على اقتناء العديد من منتجات الماركة، لم يكن من المستغرب أن تطلق هذه النسخة الجديدة المفعمة بالروح العربية الشرقية، وذلك قبل أيام من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.
الحدث من قلب واحة صحراوية
بعيدًا عن أجواء المدينة الدائمة الازدحام ومسائها الصاخب، اختار فريق عمل Hermes فندق ومنتجع باب الشمس، وهو أشبه بواحة خضراء في قلب الصحراء، على بعد عشرات الكيلومترات من الأبنية الشاهقة وأصوات أبواق السيارات، لاستضافتنا مع عدد من الصحافيين، في حدث متميّز رُفع خلاله النقاب عن النسخة الجديدة من عطر Ambre Des Merveilles.
وقد اختير هذا المكان بالذات نظرًا للدلالات التي ينطوي عليها، فهو بمتاز بهندسة معمارية مستوحاة من الهندسة العربية الخليجية، كما يعكس الإرث العربي والتقاليد المحلية بأجمل صورها. وكان كل من مبتكر العطر جان-كلود إلينا، والخطاط وسام شوكت حاضرين لتعريفنا إلى الكثير من أسرار هذا الإصدار المتميّز والمحدود الكمية.
عطّار لا يضع العطر!
كان الجزء الأكثر تشويقًا في هذا الحدث، اللقاء مع جان-كلود إلينا الذي كشف لنا الكثير من الاسرار المذهلة عن مزج الروائح وكيفية تركيب العطور، وما الذي يجعل فاخرًا، وسلبيات العمل خبيرًا في مجال العطور...
فجان-كلود إلينا يُعدّ أحد أبرز صانعي العطور في العالم.. وُلد في غراس ببروفانس في فرنسا، وكان والده عطاراً. في عام 2004، أصبح صانع العطور الرئيس في دار Hermesحيث فاقت مبيعات العطور منذ ذلك الحين الضعف. أقامت الشركة مختبراً لإيلينا قرب منطقة غراس في فيلا تعود هندستها إلى حقبة الستينيات، تحيط بها غابات الصنوبر الأسود، وتطل على شاطئ كوت دازور عبر إحدى نوافذها العريضة. أصدر مذكراته بعنوان: The Diary of a Nose: A Year in the Life of a Parfumeur..
فهذا الرجل المبدع لم يعمل يومًا في غير مجال تركيب العطور، وقد نجح عبر السنوات في مزج العديد من الروائح الطبيعية والصناعية معًا، التي أصبحت تُعدّ مرجعًا في تركيب العطور حول العالم.
هذا الرجل المتميّز لا يضع العطر أبدًا، مخافة أن يؤثر ذلك في حكمه على العطور التي يركبها، غير أنه يترك الحرية الكاملة لزوجته في وضع العطور التي تستهويها.
وكما يمزج الروائح بموهبة كبيرة، يستطيع جان-كلود إلينا أن يبتكر الأطباق الشهيّة من نكهات وأصناف مختلفة. فـ"اختراع" طبق ما، يشبه إلى حد بعيد ابتكار عطر جديد من خلال مزج الروائح المختلفة.. أو على الأقل، هذا ما أسرّ لنا به جان كلود الذي يتمتع بشخصية مرحة وجذّابة للغاية.
العطر والخط
Ambre des Merveilles أو عنبر الروائع، ليس عطرًا جديدًا من دار Hermes، ولكنه يقدّم اليوم بنسخة جديدة محدودة الإصدار خاصة بالمنطقة العربية، في عبوة تحمل الاسم العربي بخط جديد متميّز من توقيع الخطاط العراقي المبدع وسام شوكت.
فالعنبر، ذلك الراتينج الذي يحفظ آلاف السنين بداخله.. العنبر بلونه العسليّ والذهبيّ المفعم بالشمس.. تلك القصة الرائعة، ما بين البهجة والحسيّة، عندما تلتقي الفانيليا بدفء المسك ونداوة الباتشولي. العنبر، رائحة حارّة تغلّف الجسد وتتّحد مع البشرة الى حدّ الإثارة.
عنبر الروائع أو Ambre des Merveilles يجمع كل هذا معًا في هذا الإصدار الاستثنائي الذي يولد تحت سماء الشرق. أقدامه في الأرض ورأسه بين النجوم، يعيد جان كلود إلينا، عطّار الدار، كتابة التأليف بعبق العود من أجل المرأة الحسيّة، الغامضة والخالدة، بعدما وجد من يتواطأ معه: الفنان الخطّاط وسام شوكت. فالخطّ الذي يتقنه شوكت، يجمع بين التقليد الحرفيّ الرائع وديناميكية الثقافة العربية المعاصرة، ما يزيد من التأثير المضخّم للزجاجة الكروية، ومن بريق مطر النجوم المشعشع على الوجه الأمامي.
يحتفيان معًا بالشرق، ذلك الشرق الأكثر غنى والأكثر غموضًا، المرهف للغاية والرائع في حداثته أيضًا.
بعد التعرّف إلى هذه النسخة بروحها الشرقية المتجددة، كان لا بدّ من الانتقال إلى طاولة العشاء التي امتلأت بأطايب المطبخ العربي، وخلاله، واصلنا التعرّف عن كثب إلى العطار الشهير ووسام شوكت، واستمعنا إلى الكثير من القصص الجميلة حول ابتكار العطور، وتأليف أساليب خط جميلة وجديدة.