يتغير مشهد صناعة التجميل عالمياً ليتخذ نهجاً أكثر وعياً نحو المُستحضرات النظيفة، حيث وضعت رائدتا الأعمال علياء الخفاجي وهند عزيز منطقة الخليج والشرق الأوسط على المسار العالمي الصحيح بتأسيس أوّل شركة من نوعها تختص بتوزيع مُستحضرات التجميل النظيفة ومقرها دبي.
Curated ليست نتاج شغفهما بالمستحضرات النظيفة والاستدامة الحقيقية فحسب، بل يسبقها خبرة وفهم للسوق الإقليمية ودراسة سلوك العملاء وتلبية تتطلعاتهم.
خلال مُقابلتنا مع رائدتَي الأعمال الإماراتية علياء الخفاجي وهند عزيز العراقية الأصل المُقيمة في دبي منذ سنوات، نغوص في أعماق صناعة التجميل النظيفة لكن من وجهة النظر المحلية، هل السوق على استعداد لتبنّي هذا النهج المُستدام؟ وكيف تستقبلها المرأة العربية؟ وما هي معايير اختيار العلامات لتنضم إلى منصة
Curated؟
لماذا قررتما إطلاق شركة لتوزيع مستحضرات التجميل النظيفة؟
كلانا لديه شغف حقيقي واهتمام بالجمال النظيف منذ سنوات. كان من الصعب للغاية أو شبه المستحيل العثور على أي منتجات نظيفة هنا في المنطقة سوى منتجات الشيا محلية الصنع أو المنظفات أو الزيوت الأساسية. ظهرت صناعة التجميل النظيفة منذ ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمان في الغرب، حيث اكتسبت زخماً وابتكاراً كبيرين داخل هذه الصناعة وكان طريقها طويلاً للوصول إلينا. لذلك، بدلاً من الانتظار مرة شاركنا في تأسيس Boxich عام 2017 وهو صندوق اشتراك لمنتجات التجميل النظيفة التي تحتوي على كل شيء من العناية بالبشرة والجمال ومنتجات الصحة وحتى مستحضرات المرأة الخاصة. كانت الفكرة هي اختبار السوق ومعرفة رد فعل المستهلكين في المنطقة.
مفاجأتنا السعيدة كانت وجود عملاء يرغبون في المزيد ويريدون بعض العلامات التي كنا نعرضها. سمح لنا Boxich باحتضان بعض العلامات التي أرادت التوسع في المنطقة وأن يكون لها تأثير ونطاق أوسع. عندها قررنا تأجيل Boxich وركزنا وقتنا وطاقتنا في تأسيس Curated كمنصة توزيع حيث نوزع حصرياً علاماتنا عبر دول الخليج.
يمكننا أن نطلعكن على سر، نحن نستعد لإطلاق Boxich كمنصة للتجارة الإلكترونية التي ستظل تتضمن خيار صندوق الاشتراك قريباً جداً.
ما الذي دفعكما إلى تأسيس شركة CURATED؟
كوننا من الداعمين لجميع الأمور المتعلقة بالبشرة، لدينا هذا الاعتقاد الفطري بأن الحصول على بشرة رائعة يتحقق من خلال ما تضعه في جسمك وكذلك عليه. كانت منطقتنا تعتمد على إخفاء أو تجريد حالتكِ الطبيعية من خلال المكياج وفنون تطبيقه الذي يُعد رائعاً من الناحية الفنية والإبداعية. لكننا غالباً ما ننسى أن بشرتنا هي أكبر عضو لدينا؛ كيف نتعامل معه وما نطبقه عليه أمر بالغ الأهمية لرعايته والعناية به على المدى الطويل.
دافعنا هو تثقيف المنطقة وتحويل عقلية "الاختباء" إلى عقلية تحتضن جمالكِ الطبيعي من خلال بشرة صحية مزدهرة مع المنتجات التي تُحقق ذلك الأمر والأهم أنها ليست ضارة.
ما هي عملية اختياركما للعلامات؟
رغم أن عمليتنا تبدو بسيطة، لكنها تستغرق وقتاً طويلاً، وعلى الرغم من أننا على دراية تامة بالعلامات التجارية الموجودة ولدينا وجود في الصناعة، ما زلنا نخصص الوقت للبحث عن العلامات وقيمها وتركيباتها. يحدث هذا خلال فترة نراقب فيها العلامات عن كثب، ونجرب المنتجات بأنفسنا قبل بدء المُناقشات.
إنها دائرة كاملة ننظر فيها إلى ماهية المستحضرات وكيفية عملها، وصدق العلامة في إنتاجها وشفافيتها والتغليف واستدامتها وما إلى ذلك. لا يتعلق الأمر فقط بما يبدو رائعاً أو ما هو رائج. الجزء الأفضل حقاً هو البحث عن العلامات التجارية المستقلة المذهلة مع مؤسسين رائعين وراءهم قصة ما.
هل رأيتما حاجة إلى ماركات تجميل نظيفة في المنطقة؟
بكل تأكيد، كان هناك اهتمام حقيقي متزايد من المستهلكين في المنطقة الذين يريدون جمالاً نظيفاً ويريدون بوعي إجراء هذا التحول. الأسباب تختلف، بالنسبة إلى البعض تكون الحساسية تجاه المنتجات الموجودة في الأسواق بسبب المواد الكيميائية المستخدمة، أما بالنسبة إلى البعض الآخر، فهي تأتي من أسلوب حياة يتسم بالتغيير النابع من الصحة والرفاهية الذي يُترجم طبيعياً إلى منتجات التجميل التي يستخدمونها. مع البعض الآخر، يكون الفهم المتزايد للمعلومات بشأن صناعة التجميل وعدم خضوعها لتنظيم المنتجات المليئة بالمواد الكيميائية والإضافات التي يمكن أن تكون ضارة وتؤدي إلى تراكم السموم في جسمكِ على المدى الطويل، خاصة إذا تسربت في مجرى الدم. أما الجزء الآخر فبات واضحاً في الأمهات الجدد اللواتي يبحثن بحذر عن منتجات التجميل النظيفة أثناء الحمل وبعده.
لماذا تعتقدان أن الأشخاص والنساء على وجه التحديد يهتمون أكثر في الوقت الحاضر بالنهج النظيف/ الأخضر/ المستدام للمنتجات النظيفة؟
إضافة إلى ما قيل في الإجابة السابقة. الناس أكثر وعياً هذه الأيام. يرغب المستهلكون في الشعور بأنهم يتخذون قرارات واعية عند التسوق خاصة عندما يكون الأمر شخصياً جداً، يريد الناس أيضاً أن يشعروا بأن لديهم دوراً يؤدونه في الخيارات التي يتخذونها وكيف يمكن رؤية ذلك بتأثير إيجابي. وحقيقة، صناعة التجميل تُستخدم لمرة واحدة يجعل الجهد المبذول للاستثمار في العلامات لها رسالة أكبر تتجاوز مجرد المنتج نفسه قد يكتسب ويستمر في اكتساب شعبية وطول العمر وولاء العملاء. على سبيل المثال، الأشياء المصنوعة من عبوات قابلة لإعادة التدوير بالكامل، أو مكونات من مصادر مستدامة، أو العمل مع المجتمع للحصول على المكونات وما إلى ذلك. هذا يسمح للمستهلكين بالشعور بالرضى من الداخل والخارج على حد سواء، وهذا موجود في العديد من ماركات الجمال النظيف التي لديها هدف أعمق لتحقيقه.
ومن ناحية أخرى، نجد أن لعلامات مستحضرات التجميل النظيفة، مستوى من الحميمية أو المباشرة مع المستهلكين ما يسهل عليكِ التواصل مع العلامة ومؤسسيها على المستوى الشخصي. على سبيل المثال، غالباً ما تعيش إندي لي Indie Lee على صفحتها على انستغرام وهي تشارك قصتها وتستمع للمستهلكين وتتفاعل معهم.
أخيراً من وجهة نظر تتعلق بالصحة، وليس محاولة للقلق والتخويف، ولكن بدلاً من محاولة التركيز على زيادة الوعي، هناك المزيد والمزيد من الدراسات التي تربط السرطان وبعض الأمراض الداخلية بالمنتجات التي نستخدمها. من المعتاد الآن، وفي كثير من الحالات تكون النصيحة الحاسمة التي يقدمها أطباء الأورام عندما يُشخّص مصاب بالسرطان التحول إلى المنتجات الخالية من المواد الكيميائية. مثال شائع هو مزيل العرق، حيث إن المنتج قريب جداً من العقد الليمفاوية، خاصة في حالات النساء نظراً لأن المنطقة قريبة جداً من الثدي، فمن الضروري استخدام مزيل العرق النظيف. من جانبنا، جربنا واختبرنا العديد من العلامات وتركيباتها ونفخر الآن بتمثيل كل من Corpus Naturals وTaos Aer.
هل تشعران بأن العملاء في منطقتنا لا يزالون بحاجة إلى التثقيف في ما يتعلق بتبنّي نمط حياة أكثر أخلاقية؟
نعم، لا يزال هناك الكثير من التعليم الذي يحتاج إلى التنفيذ والتأثير في المنطقة. على الرغم من أننا ذكرنا أن الاهتمام المتزايد موجود، يجب أن يكون التعليم على وجه التحديد بين الفئة السكانية الأكبر سناً أكثر جرأة. لا تزال أساسيات أسباب التحول إلى أسلوب نظيف أو فوائده وأهميته ضرورية في مشاركة هذه الرسالة دون غرس الخوف مما هو غير نظيف وما يمكن أن يؤدي إليه. هذا يمتد حتى إلى الممارسة العامة والتعليم لاعتماد أسلوب حياة أكثر وعياً.
في العديد من المنازل والمناطق هنا، لا تزال ممارسة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام غير شائعة. إن تقليل الاستهلاك هو أمر آخر يُخطئ فيه الكثيرون أيضاً. لكننا نعتقد أن الناس يحاولون حيثما أمكنهم ذلك، ويتبنون الأساليب خطوة بخطوة. ومحاولة الابتعاد عن الجماهير في الخيارات التي يتخذونها.
هل تظنان أن مفهوم "الجمال النظيف" وُجد ليبقى، أم إنه مجرد صيحة قد تتلاشى مع مرور الوقت؟
هنا في المنطقة، تحديداً في الإمارات العربية المتحدة، دائماً يوجد شيء جديد رائج... أفضل شيء آت وما إلى ذلك...، ولكن في صناعة التجميل، فإن النظافة موجودة بالتأكيد وسنستمر في رؤيتها تنمو خلال السنوات القليلة المقبلة. لقد أوضحت العلامات التجارية المستقلة والناشئة للجمال النظيف رسالة مفادها أن ابتكار منتجات نظيفة ومستدامة يمكن أن يكون فعالاً ويمكن أن يكون بنفس الفعالية، دون الحاجة إلى الطرق المُختصرة لاستخدام المواد الكيميائية الضارة والقاسية. لقد مهدت الطريق في صناعة التجميل لتغيير شكل ما هو قادم، وكيف ستحذو العلامات التجارية الكبرى حذوها قريباً في وجود تركيبات أكثر شفافية وتوسيع تأثيرها لأهداف اجتماعية وبيئية أكثر أخلاقية أيضاً
برأيكما ما هي أهم 3 قضايا تتعلق بالاستدامة في صناعة التجميل؟
1- سوء الفهم بين المصطلحات التسويقية المفرطة المستخدمة مثل نظيفة وطبيعية وعضوية وكيف أن ذلك يسيء فهم الرسائل.
2- التغليف المستدام = منتجات نظيفة. مفهوم خاطئ شائع ليس بالضرورة صحيحاً.
3- العلامات والأسماء التجارية الجماهيرية تقفز على الاستدامة باستخدام أساليب تسويقية تدّعي بأنها نظيفة ولكن عندما تنظر إلى قائمة المكونات، لا يوجد أي من المكونات نظيفة.
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.