
ما هو الذكاء الاصطناعي وكيف يعمل؟
تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي (A.I.) بتحليل كميات كبيرة من البيانات، كما هو الحال في تطوير روبوتات الدردشة مثل ChatGPT التي يمكن أن تقوم بحوارات واقعية مع الأشخاص، أو أدوات التعرف على الصور التي يمكنها تحديد الكائنات والأشياء ووصفها. تركز برمجة الذكاء الاصطناعي على التعلم والتصحيح الذاتي عبر إضافة البيانات وإنشاء خوارزميات لإكمال المهام المطلوبة من برامج وأدوات الذكاء الاصطناعي.
إستخدامات الذكاء الاصطناعي
للذكاء الاصطناعي تطبيقات عديدة. فأدوات وتقنيات الذكاء الإصطناعي تؤدي إلى فرص جديدة في مجالات مختلفة. يُستخدم الذكاء الاصطناعي اليوم في العديد من المجالات مثل:
- الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال: التعلم الآلي (أو Machine Learning وهو علم إنشاء الخوارزميات والبرمجيات لتحليل البيانات المتاحة بهدف التطوير الذاتي للذكاء الاصطناعي) لخدمة العملاء بشكل أفضل. مثال آخر هي روبوتات الدردشة على مواقع الويب للخدمة الفورية.
- الذكاء الإصطناعي في عالم الموضة: يمكن الجمع بين ذكاء التكنولوجيا ولمسات منسّقي الأزياء بهدف خلق تجربة جديدة عبر تعديل التصميم إلى عدّة تصاميم وصولاً إلى تدخل الذكاء الاصطناعي في عمليات التصنيع وتوفير العديد من الموارد ورُبما الأيدي العاملة أيضاً.
- الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية: تحقيق نتائج أفضل للمرضى وخفض التكاليف باستخدام التعلم الآلي لإجراء تشخيصات أسرع. وهناك عدة تقنيات في الرعاية الصحية التي تستخدم اللغة الطبيعية لاستخراج بيانات المرضى (data mining) وتشكيل الفرضيات.
- الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم: يمكن للطلاب الحصول على الإجابات الآلية على الأسئلة التي يطرحونها في الدراسة، والحصول على المساعدة اللازمة للإجابة على الأسئلة الصعبة. ويمكن للذكاء الاصطناعي توفير المساعدة للمدرّسين في المهام الإدارية، وتحليل بيانات أداء الطلاب الدراسي، وتقديم الملاحظات لتلبية احتياجات كل طالب. كما وإنشاء محتوى تعليمي وضمان الجودة الدراسية.
- الذكاء الاصطناعي في ميدان القانون والقضاء: تشير الدراسات إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد على تقليل نسبة الخطأ في القضايا المتشابهة. إنه مساعد افتراضي قد يلجأ إليه العاملون في الشأن القانوني كالمحامين والقضاة، إذ عند عرض واقعة معينة لبرامج الذكاء الاصطناعي، تمتلك هذه الأخيرة تغذية من المعلومات الهائلة وظروف متشابهة من قضايا مماثلة لتخرج بنتائج تُعرض على القضاة. فقد تكون هذه الروبوتات مكملة للجهد الإنساني لضمان العدالة وفي وقت قصير.
- الذكاء الاصطناعي في الصناعة: دمج الروبوتات في سير العمل الإنتاجي. الروبوتات الصناعية قد تحولت في السنوات الأخيرة لتنافس العمال البشريين بكفاءة. واليوم نرى الروبوتات الصناعية جنباً إلى جنب مع العاملين في الصناعة لتخفيف ضغوط العمل وتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف. كما نشهد ابتكار روبوتات تعاونية مصممة خصيصاً للعمل مع البشر وأخرى للعمل في الظروف الصعبة أو الضارة التي تشكل تهديداً للحياة البشرية.
- الذكاء الاصطناعي في التمويل: يساعد الذكاء الاصطناعي المؤسسات المالية في تقديم المشورة المالية وتبسيط عملية شراء المنازل والسيارات للأفراد. ويمكن للمتداولين والمستثمرين استخدام الذكاء الصناعي لتحليل ملايين نقاط البيانات وتنفيذ التداولات بالسعر الأمثل بدقة وكفاءة مما يخفف من المخاطر ويوفر عوائد أعلى.
- الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية: وهذا يشمل روبوتات المحادثة لخدمة العملاء والمساعدين الافتراضيين، وتحسين عملية اتخاذ القرار بشأن القروض وتحديد فرص الاستثمار.
- الذكاء الاصطناعي في النقل: يساعد في تشغيل المركبات المستقلة (ذاتية القيادة)، وإدارة حركة المرور، والتنبؤ بتأخير الرحلات الجوية، وجعل الشحن البحري أكثر أمانًا وكفاءة.
- الذكاء الاصطناعي في الأمن: تحليل البيانات لاكتشاف الحالات الشاذة وتحديد الأنشطة المشبوهة التي تشير إلى التهديدات، عبر استخدام نماذج ونُهج أكثر حساسية واستباقية لتوفير تنبيهات أسرع لهجمات محتملة.
كما يعزز الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية وإمكانية الوصول إلى تطوير عمليات اتخاذ القرار عبر توفير استجابة أسرع للمشاكل التي نواجهها. ويشكل الذكاء الأصطناعي مصدراً لفرص جديدة في العديد من المجالات، فهو حالياً يُستخدم في البحث على الإنترنت والترفيه ووسائل التواصل الاجتماعي وتحويل الصوت إلى نص أو بالعكس، أو إنشاء صورة من خلال نص مثل منصّة Midjourney والعديد من التطبيقات الأخرى المتاحة. وهناك أمثلة تعتبر قيد البحث والتطبيق حالياً، مثل تطبيق SeeingAI من شركة مايكروسوفت الذي يوفر المساعدة للمكفوفين من خلال وصف الأشياء والمشاهد المحيطة بهم عبر استخدام كاميرا الهاتف المحمول.
أنواع الذكاء الاصطناعي
- التصحيح التلقائي الآلي: هو نوع من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذي يساعد على البحث عن الأخطاء الإملائية والنحوية في النصوص.
- تحويل الصورة إلى نص: الذي يساعد في تحويل الصور إلى نصوص.
- تحويل النص إلى صورة: يعمل هذا النوع من الذكاء الصناعي على تحليل النص وتحديد المصطلحات الرئيسية، ومن ثم توليد صورة.
- تحويل الصوت إلى نصوص: هو تكنولوجيا الذكاء الصناعي التي تساعد في تحويل الصوت إلى نصوص.
- مساعدة الذكاء الأصطناعي في البرمجة: يساعد الذكاء الأصطناعي في كتابة الرموز وتصحيحها.
- الدردشة والمساعدة في عدة مجالات: برزت مؤخراً العديد من روبوتات الدردشة (Chatbots) على سبيل المثال شات جي بي تي ChatGPT من تطوير شركة Open AI الذي يتيح الإجابة على أسئلة المستخدمين بطريقة مبتكرة وحتى المساعدة في كتابة المقالات، وتقديم أفكار في كافة المجالات.

إيجابيات الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي يوفر مميزات لا مثيل لها في عدة مجالات فهو يساعد في تحسين الأداء العام وفي حل المشكلات بسرعة. وهذه هي بعض المزايا لاستحدام الذكاء الأصطناعي:
- مخاطر أقل: للذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد، بما في ذلك قدرة البشر على التغلب على العديد من المخاطر التي تنطوي عليها المهام من خلال السماح لروبوتات الذكاء الاصطناعي بالقيام بها نيابة عنا.
- الحد من الخطأ البشري: الذكاء الاصطناعي يساعد على خفض الأخطاء البشرية ويزيد من الدقة، وهذا يعتمد على كمية تدعيم نموذج الذكاء الاصطناعي بمعلومات وحلول مسبقة.
- المساعدة الرقمية: تستخدم بعض مواقع الويب مساعدين رقميين مثل روبوتات المحادثة أو برامج الروبوت الصوتية. يمكن لهؤلاء المساعدين الإجابة على جميع أسئلتك باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- أداء الوظائف المتكررة: قد نستخدم الذكاء الاصطناعي لإتمام الأعمال الروتينية بكفاءة وحتى التخلص من بعض المهام "المملة" للأشخاص، مما يسمح لهم بالتركيز على نواحٍ أخرى ليكونوا أكثر إبداعًا ويقلل من الأعمال المتكررة ويحسن الانتاجية.
- المهام والتطبيقات اليومية: يستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام اليومية مثل الخرائط الإلكترونية، الصوتيات، الإجابة على البريد الإلكتروني، التوقعات الجوية وغيرها.
عيوب، سلبيات ومخاطر الذكاء الاصطناعي
- التكلفة العالية لابتكار ذكاء اصطناعي: القدرة على إنشاء أداة يمكنها محاكاة الذكاء البشري ليست بسيطة، فهذا يتطلب الكثير من الوقت، الموارد والمال. كذلك، يحتاج الذكاء الصنعاي إلى الأجهزة والبرامج والمعلومات الجديدة للحفاظ على التحديثات الجديدة، مما يجعله مكلفاً كثيراً. لذلك توجد شركات تبذل هذا المجهود وهدفها تطوير موديلات أو نماذج من الذكاء الاصطناعي وتحديثها مع مرور الوقت وتقديمها للأفراد والمؤسسات عبر اشتراكات مالية، ومن بين هذه الشركات شركة أوبن أيه آي التي ابتكرت في الآونة الأخيرة روبوت الدردشة الذي بات شهيراً والمسمى بـ ChatGPT، وهو إحدى نماذج GPT للذكاء الاصطناعي، للإجابة على أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية وكتابة مقالات عندما يطلب منه ذلك.
- البطالة: الذكاء الاصطناعي قد يقلل الوظائف ويزيد من البطالة في بعض الحالات، لكنه أيضاً قد يزيد من فرص جديدة للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي مثلاً في العديد من الشركات الصناعية.
- قلة الابداع: عيب كبير في الذكاء الصناعي هو أنه لا يستطيع التفكير خارج الصندوق، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي التعلم عبر مرور الزمن مع البيانات المدخلة مسبقاً والخبرات السابقة، لكنه لا يستطيع الإبداع في مجالات جديدة.
- جعلنا كسالى: الذكاء الاصطناعي قد يقلل من استخدام العقل في الابتكار ولا يتطلب تذكر الأشياء أو حل الألغاز، وهذه العادات ممكن أن تسبب مشاكل للأجيال القادمة.
في الختام، يجب أن نعلم أن الذكاء الاصطناعي مجال به العديد من الفرص والمخاطر، ولكن مع التطور المستمر للتكنولوجيا يمكننا الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي في تحسين نوعية الحياة ومن هنا يجب تحديد المخاطر المحتملة. وعند عند العمل على ومع الذكاء الاصطناعي، يجب أن نلتزم بالمبادئ الأخلاقية الأساسية فالذكاء الاصطناعي هو المستقبل، لكن يجب التعامل معه بحذر لضمان خير الجميع.