اكتشاف أثري جديد: أقدم مسجد في الإمارات يلقي الضوء على تاريخ العين كمنارة إسلامية واقتصادية | Gheir

اكتشاف أثري جديد: أقدم مسجد في الإمارات يلقي الضوء على تاريخ العين كمنارة إسلامية واقتصادية

ديزاين  Sep 10, 2018     
×

اكتشاف أثري جديد: أقدم مسجد في الإمارات يلقي الضوء على تاريخ العين كمنارة إسلامية واقتصادية

يعمل حالياً علماء الآثار في دائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي على دراسة أحدث المكتشاف لأقدم مسجد معروف في الدولة، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1000 عام خلت، ويكشف عن جوانب مهمة من حياة المجتمع خلال تلك الفترة.

وأفاد فريق العلماء بأن المسجد يعود إلى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في عهد الدولة العباسية.

إذ تميّزت تلك الفترة بالانتشار السريع للإسلام والذي أدى إلى موجة كبيرة من التغيير والتطوّر في جميع أنحاء الإمارات، حيث رسّخ الدين الجديد منظومة القيم والمعتقدات التي تركت بصمتها على تاريخ البلاد في القرون التالية.

وقف الفريق على ذلك الكشف التاريخي المهم بالقرب من موقع بناء مسجد الشيخ خليفة في العين، ويتضمّن الموقع عدة أفلاج (أنظمة الري) وثلاثة أبنية عل الأقل بُنيَت جميعها من الطوب، وتبدو أنها بقايا لقلعة صغيرة وعدة أبنية أخرى.

وتتميز تقنية الفلج بتاريخ عريق في العين يرجع إلى 3,000 عام، وكان سكان المستوطنة يحصلون على احتياجاتهم من المياه العذبة من تلك الأفلاج التي بنوها بالقرب من المستوطنة. وفي العصر الإسلامي الأول، أدخل سكان العين العديد من التحسينات على تقنية بناء الأفلاج باستخدام الطوب اللبن المحروق لضمان استقرار ومتانة القنوات الممتدة تحت الماء. وقد عُثر على هذه الأفلاج في حالة جيدة.

وقد أدرك فريق العلماء أن المبنى هو في الحقيقة مسجد عندما وجدوا محرابين في الغرفة الداخلية والساحة الخارجية، وهو ما يشير إلى أن الناس اعتادوا الصلاة داخل المسجد وخارجه، تماماً كما يفعلون اليوم.

وضم الموقع أيضاً أجزاء من أوانٍ، يُرجّح أنها استُخدمت للوضوء داخل المسجد، ويعود تاريخها إلى الفترة بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين. وبناءً على هذه الاكتشافات واختبارات تحديد العمر الزمني بالكربون المشع لأحد الأفلاج المجاورة، فإن هذا المبنى يُعد أقدم مسجد معروف في دولة الإمارات العربية المتحدة.

هذا الاكتشاف المذهل يعزز اكتشاف المسجد المبني بالطوب اللبن مكانة مدينة العين على الخريطة العالمية كمركز حضاري منذ العصور الإسلامية الأولى. ويعكس هذا المسجد البسيط مدى انتشار الإسلام ودوره الحيوي في المجتمع المحلي خلال هذه الفترة التاريخية المبكرة في الدولة.

ويرسم هذا الكشف الأثري خطوطاً عريضة لشكل الحياة في العين في العصور الإسلامية الأولى، والتي تماثل إلى حد كبير شكل الحياة اليوم. فإلى جانب بساتين نخيل التمر المعتمدة على مياه الأفلاج، أشار اكتشاف المسجد إلى أحد المقومات الرئيسة الأخرى في مجتمع مدينة العين خلال هذه الفترة، حيث فتح انتشار الإسلام أبواب التبادل التجاري والتواصل الثقافي مع العالم.

وعُثر في الموقع أيضاً على أوانٍ خزفية مستوردة من مناطق أخرى في الخليج العربي، بالإضافة إلى قطع من الخزف الصيني في المسجد والأبنية المجاورة، والتي ينم طرازها الفريد أنها تُنتج في مقاطعة غوانغدونغ في جنوب الصين، والذي ازدهرت تجارته في شرق آسيا والشرق الأوسط.

الاكتشافات الأخيرة توضح أن المدينة، التي كانت تُعرف حينذاك باسم توام، كانت جزءاً من نظام اقتصادي عالمي نشط. وقد شاركت على الأرجح في حركة التجارة عبر أحد الموانئ الموجودة في هذا الوقت، مثل جميرا في دبي أو جلفار في رأس الخيمة.

وكان علماء الآثار في دائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي قد اكتشفوا ديراً مسيحياً يعود إلى هذه المرحلة التاريخية المبكرة في جزيرة صير بني ياس. ويؤكد اكتشاف الدير المقومات النبيلة والقيم السامية للمجتمع في أبو ظبي في هذه الفترة، وأبرزها التسامح وقبول الأديان الأخرى، والتي لا تزال إحدى السمات الأساسية للحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولا تزال الإمارات تكشف لنا من تاريخها ما يثبت خطواتها نحو مستقبل زاهر!

آيات محمود، مواليد 1980، وحاصلة على ليسانس الآداب في علم النفس من جامعة عين شمس - أعمل محررة مجتوى التصميم والتكنولوجيا في موقع Gheir الالكتروني؛ ولدي خبرة في تقديم محتوى متعلق بأحدث صيحات وفعاليات فنون التصميم والديكور، وأحدث صيحات الأثاث وألوان الديكورات والأكسسوارات، ومتابعة الفعاليات الفنية المحلية والعالمية المهتمة بمجالات التصميم والديكور، بالإضافة لمتابعة أحدث ما يقدمه عالم تكنولوجيا الانترنت والاتصالات، وأحدث إبداعات عالم السيارات والمركبات.

الديزاين