على مدار أربع سنوات، كان جناح الفنون الإسلامية مجرد غرفة صغيرة في أحد أركان متحف الفنون البريطاني، غير متميزة ولا تليق بتمثيل هذا الفرع المذهل من فروع الفنون، الذي يعبّر عن حضارة كاملة حكمت قسماً كبيراً من العالم لمئات السنين.
ولكن بتمويل من
مؤسسة البخاري الماليزية، افتُتح
جناح جديد يضم كل مقتنيات المتحف من الفنون الإسلامية، من مقتنيات من الحقبة العثمانية، والحقبة المملوكية، وبالصورة التي تبرز جماليات تلك التحف الفنية بالشكل اللائق.
الجناح الجديد يحتل مكاناً متميزاً من مبنى المتحف، ومكوّن من غرفتين شاسعتين وبأسقف مرتفعة، يُعرض فيهما 1600 قطعة فنية – ويستغرق الجناح بمعروضاته جولة يمكن أن يفقد الواحد فيها الوقت أو طريقه بسهولة!
وعلّقت فينيشا بورتر: "قيمة جناح الفنون الإسلامية على الجناح الجديد بأنه لا يبرز فقط القطع الفنية بصفتها تكوينات فنية، بل أيضاً يعبّر عن الخامات المستخدمة في تكوين تلك القطع، والتي تعبّر عن الوجه الفني للحضارة الإسلامية، وتؤرّخ لها، والتأثيرات التي مرت بها في مختلف الدول الإسلامية، التي تمتد من غرب أفريقيا وحتى الصين من القرن السابع وحتى الآن.
وتتراوح القطع المعروضة من تحف فنية، تشكّلت لغرض التعبير عن إبداعات الفنانين في تلك الحقب التاريخية، إلى قطع للاستخدام اليومية، تبرز جماليات الفنون التي ظهرت في تلك الفترة، وظهرت حتى في أصغر القطع وأكثرها عادية.
وتتضمن قطعاً مشكّلة من المعدن من الموصل في العراق، وبلاطات مزخرفة من إيران وتركيا، وقطعاً خزفية من كاشان في إيران، بالإضافة إلى القناديل الزجاجية المشغولة من الفترة المملوكية في مصر. بالإضافة إلى قطع متميزة للفترة السابقة التي تدل على ازدهار الحضارة الإسلامية، مثل حجر البازلت المنقوش من الأردن، وقطع من النسيج والملابس المنقوشة من مختلف الدول الإسلامية ما بين أفريقيا وآسيا، وغيرها الكثير من القطع المتميزة التي ترسم خطاً فنياً لجغرافية العالم الإسلامي في فترات الازدهار المختلفة.
وقد تلقّى الجناح الجديد استحسان النقاد الفنيين وكل المهتمين بالفنون، لا سيما التاريخية منها. فإن كنت تخططين لزيارة قريباً لبريطانيا، فاحرصي على زيارة المتحف، والاستمتاع بمعروضات الجناح التي تعبر عن الحضارة الإسلامية في قمة ازدهارها.
كلمات مفتاحيّة:
ديكور جدران،