استقبلت صالة "سوذبيز" منذ أيام كل هواة الفنون الجميلة، والفن التجريدي، لحضور أول معارض
الفنانة التجريدية رويدا حكيم، والمقام تحت عنوان "نور الذهب".
تضمن المعرض مجموعة من 15 لوحة فنية جديدة، منها لوحة بعنوان "الألوان الراقصة"، التي تنبض بالحياة من خلال تداخل الألوان معاً لتشكل لوحة راقصة مرصعة بالذهب المتلألئ، وأخرى بعنوان "Indian Inspiration"، وهي لوحة تصور احتفالاً هندياً في إطار تجريدي. ولوحة "Confetti" لوحة كبيرة من قصاصات الألوان الزاهية تشع بأوراق الذهب تحاكي جمال الحياة بما فيها الحب والسعادة والإيجابية. ولوحة "ليالي دبي" التي تصوّر مدينة دبي بجمال صحرائها وأبراجها وعمرانها وأنوارها التي تضيء أفقها ليلاً.
وتعبّر لوحات الفنانة "رويدا حكيم" عن تأثّرها بعالم الطبيعة وشغفها بالألوان، اللذين يلهمانها أفكارها وترجمتها إلى لوحات فنية تجريدية ممزوجة بمشاعر من السعادة والإيجابية، والتي ميّزتها ضربات الفرشاة التعبيرية والإيمائية باستخدامها لأوراق الذهب.
وكان لنا معها هذه المقابلة، لنتعرّف إلى رؤيتها الفنية عن قرب:
عنوان المعرض "نور الذهب"، فيه الكثير من الشاعرية والجمال. كيف يعبّر عن معرضك؟
الذهب معدن متألّق ينير ويعكس الضوء ويعبّر عن الطاقة الإيجابية والفرح والسعادة والحب؛ معدن يتميز بقوته وليونته ولمعانه وبريقه، من هنا جاء اختيار اسم المعرض "نور الذهب" لأني أراه هويتي الفنية، لأن مجمل لوحاتي مطعّمة بأوراق الذهب، وأنا من عشّاق الذهب ومن جامعي المجوهرات الثمينة.
الفن رسالة، ما هي الرسالة التي تطمحين إلى نشرها من خلال هذا المعرض؟
إن الرسم بالنسبة إليّ أكسجين للحياة وانتعاش يعيد إليّ الإحساس بجمال الحياة وتجدّدها. الرسم رسالة لها أثرعميق على النفس ولها مغزى في الحياة، حيث يكمن الإبداع، والتميز، والأصالة، والتفرد، وهي الوسيلة للتعبير عن الأفكار، والمشاعر، والأحاسيس. فلا شك أننا عندما نرى أي قطعة فنية، غالباً ما تحرّك مشاعرنا تجاه ما نحبه؛ وهذه هي رسالتي: أن أشارك العالم السعادة والإيجابية والحب والفرح من خلال لوحاتي.
في عالمنا اليوم المثقل بالأزمات، كيف تعبّرين عن هذا الواقع؟ وما الذي يؤثّر فيك كثيراً؟
التفاؤل من أهم سماتي، حيث أنّنى أرى نفسي إنسانة إيجابية تفيض بمشاعر السلام والصفاء والحب والسعادة والفرح وهذا ما أعبر عنه في معظم لوحاتي. كما أعتمد في حياتي على مبدأ أن القناعة بما لديك هي مفتاح السعادة الذي يجعل منك شخصاً قادراً على اتخاذ قراراته بحكمة ونجاح. وكوني أحبّ الطبيعة التي هي مصدر إلهامي، والتي تنعكس في لوحاتي من خلال الألوان الزاهية، فإنّني دائماً أرى كل شيء من حولي جميلاً. كما أن استخدامي للذهب بتألّقه الخلاب الذي يطغى على لوحاتي، أشبه بالرقصات الأنيقة في الحفلات التي تبعث بالإيجابية وتعكس الإبداع.
وما هي الحالة الذهنية أو المزاجية أو النفسية التي تحفزك على الإبداع؟
إبداعي يبدأ عندما أشعر بالفرح والسعادة والحب والسلام. وأنا من خلال مشاعري التي تتحكّم بفرشاتي أحرص على تصوير قدرة اللغة في الوصول إلى العمق من خلال اختيار الألوان المناسبة.
وأي التقنيات أو المدارس الفنية التي تؤثر على رؤيتك الفنية أو تعلّمت منها، أو تشعرين أنها تعبّر عنك أكثر من غيرها؟
من خلال شغفي بدراسة تاريخ فن الرسم، تأثرت بكل ما هو فن جميل وراقٍ، وعمدت في لوحاتي على استخدام أشكال بسيطة وألوان زاهية تبعث للناظر إليها بالفرح والإيجابية والسعادة ويحثّه على الابتسام. أما استخدامي لأوراق الذهب الخالص، فهي من أهم تقنياتي الخاصة التي أضفيها على لوحاتي بطريقة متميزة.
كما أنني من المعجبين بأعمال الفنان التشكيلي وليم دي كوننغ، وطريقة تعبيره عن لوحاته، واستخدامه للألوان والحركة وضربات الفرشاة. وأحب أيضاً أعمال فان جوخ بألوانها وملمسها وطريقة إضفاء الإضاءة عليها. ومن إحدى اللوحات المفضّلة لديّ لوحة الموناليزا لدا فينشي والتي أجدها جميلة جدا بكل ما فيها من غموض. كما أحب كل عمل فني يجسد الطبيعة بألوانها التي تجلب لي السعادة.
مع التوجّه النسوي العالمي والحرص على تمكين النساء، هل تشعرين أنك واجهت مشكلات كفنانة لأنك امرأة؟
بالنسبة إليّ، أرى أحد أهم أسباب نجاحي في مسيرتي الفنية والمهنية هو كوني امرأة أولاً وسيدة أعمال ثانياً، هذا بالإضافة إلى دعم وتشجيع أسرتي وأصدقائي. أما بالنسبة إلى المشاكل فإنا أراها تحدّيات لتطوير ذاتي ومهاراتي لتحقيق الأفضل ورفع مستوى تطلّعاتي.
ما هو العمل الحلم الذي تطمحين لتحقيقه يوماً؟ وهل هناك فنان تحلمين بالعمل معه؟
طموحي لا حدود له! والوصول إلى العالمية هو حلم أي فنان والرقي بالفن وتجسيد رسالته من خلال الإبداع. ومن خلال هذا المعرض الذي يُعدّ الأول لي، أتطلّع لانتشار أعمالي عالمياً، والآن أنا بصدد التحضيرات لإقامة معرض لأعمالي الفنية في باريس ويليه معرض فني في لندن.
برأيك: ما هو مستقبل الفن في العالم العربي؟ هل تظنين أن المتذوق العربي يعطي الفن ما يستحقه من تقدير واهتمام؟
إن حركة الفن التشكيلي والتجريدي في المنطقة العربية انتقلت من المفهوم التقليدي السابق، لتواكب الفنون المعاصرة التي تعتمد على الفكرة ليكون الفن أداة لتوصيلها. وبدأ فن الرسم يأخذ أبعاداً واتجاهات مختلفة، بسبب الانفتاح والتواصل مع الثقافات الأخرى، وكل من يتابع الحركة الثقافية وتجلّياتها في الوطن العربي والإمارات خاصة، يلاحظ ما تتميز به من الحيوية والحراك، وينتبه إلى كمّ كبير من الفعاليات الثقافية المتنوعة خاصة مع وجود العديد أهم الفنانين وجامعي اللوحات الفنية. وعند قراءة المشهد الثقافي في العالم العربي عموماً، تتبدّى سمة التنوع الفكري والفني والاتساع الجغرافي لمتذوقي الفن الذي يحققه الرسم ثقافياً في السنوات الأخيرة.
الطبيعة مصدر إلهام وسعادة وإيجابية لرويدا حكيم، وتألق الذهب يعزز من ذلك الإلهام، بتأثير طغى على لوحاتها. تعرّفي إليها.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.