بصمة المرأة على التطوّر الإنساني والحضاري لا يمكن إنكارها ولا إخفاؤها؛ ومهما مر من وقت فلا بدّ من أن يظهر ذلك الأثر جلياً ليرد الفضل لصاحباته، برغم كل محاولات مداراة تلك الحقيقة. وفي المدة الأخيرة، التفت الكثيرون من المؤرخين الفنّيين إلى تأثير المرأة على مجال الفن التشكيلي، ولا سيما المعاصر، لنتعلم الكثير عن مواهب فنية نسائية لم تنل حقها من الشهرة.
وعلى الرغم من قلة الحديث عن هؤلاء الفنانات، نتعرّف اليوم إلى ست منهن، كان لهن أكبر الأثر على تحويل مسار الفن التشكيلي المعاصر، وأسهمن في تشكيل المشهد الفني كما نعرفه اليوم، وإن لم ينلن التقدير الكافي.
أوكرانية المولد في عام 1885، تُعدّ رائدة مدرسة
الأورفية في الفن التكعيبي، القائمة على استخدام التجريد الصافي والألوان المشعة. درست الفن في ألمانيا وفرنسا، وتزوجت تاجر فنون فرنسياً، ما وصف بأنه زواج مصالح. وبعد طلاقها منه، تزوجت بالرسام الفرنسي روبرت ديلوناي، ومعاً، شكلا تأثير المدرسة الأورفية في الفن التكعيبي. وكانت تهوى أيضاً التصميم الداخلي والديكور، وهذا ساعدها على تصميم منزلها وأثاثه بنفسها، وهو ما وصفته بأنها "عاشت" فنها. وكانت أول فنانة على قيد الحياة، يقيم متحف اللوفر معرضاً استعادياً لمجمل أعمالها الفنية.
فنانة فرنسية من مواليد 1883، درست الفن على يد جورج براك، مؤسِّس الحركة التكعيبية في الفنون. تُعدّ واحدة من مجموعة صغيرة من فنانات تشيكليات اهتممن بالمدرسة التكعيبية في الفن، وطوّرت أسلوباً خاصاً بها في الفن التجريدي. وتميّزت أعمالها بألوان هادئة، وتكوينات ناعمة، منحتها لمسة أنثوية متميزة. رسمت لوحات بورتريه للعديد من مشاهير فرنسا، كما صمّمت ونفّذت ديكورات مسرحية. وفي عام 1983 افتتحت اليابان متحفاً مخصّصاً لأعمالها، ليصير أول متحف فني متخصّص في العالم يضم إبداعات فنانة واحدة. ويعرض المتحف 600 عمل فني من إبداعها.
الفنانة البولندية المولودة عام 1882، حققت شهرة كبيرة في الوسط الفني في أوروبا. في مدرسة كييف للفنون، أسهمت مع فنانين آخرين في نشأة ما يسمّى الفن الروسي الجديد. وبعد زواجها، صارت مع زوجها من أبرز الأسماء في المشهد الثقافي. بعدها انتقلا إلى باريس حيث درست في أكاديمية الفنون لفترة قصيرة، إذ فُصلت من الدراسة لتمرّدها على رؤية وقواعد الأكاديمية الفنية. استمر هذا التمرّد وظهر في أعمالها الفنية ليميز لمساتها عن أبناء جيلها. وتنوعت إبداعاتها بين التكعيبية والانطباعية، والتكعيبية المستقبلية، ولوحات لمناظر طبيعية أو طبيعة صامتة. وأظهرت موهبة فذة أيضاً في رسوم الكتب، وتصميم الديكورات المسرحية.
وُلدت في سويسرا عام 1889. درست الرسم في مدرسة فنون سانت غالين، ثم انتقلت إلى ألمانيا لتدرس تصميم النسيج. انحصر تأثيرها الفني في كافيه فولتير بزيورخ، حتى انتقلت إلى باريس في عام 1928، فبرزت مواهبها المتعددة في تصميم الديكور، والنحت، والتصميم المعماري، وتصميم الأثاث، وتميزت إبداعاتها بتذويب الفروق بين مختلف أنواع الفنون. وتقديراً لإسهاماتها الفنية الكبيرة، أدرجت حكومة سويسرا صورتها على ورقة عملة من فئة 50 فرنكاً في عام 1995.
وُلدت في روسيا عام 1881 لعائلة راقية. درست الفن التشكيلي في معهد موسكو للفنون في 1901، متأثرة بالمدرسة الانطباعية. ظهرت في أعمالها لمسات متباينة من واقعية الحياة وروحانية الدين. وعلى الرغم من عدم استكمالها دراستها بسبب عدم تمكنها من دفع المصروفات، واصلت الإبداع بعد زواجها بالفنان الروسي ميكايل لاريونوف، ومعاً استكشفا طرقاً وأساليب تقدمّية في الفن، أدّت إلى ما أطلق عليه الحركة المستقبلية. وأثرت إبداعاتها في تكوين وعي الفنانين من الأجيال اللاحقة، وأثرت أيضاً في أساليب المدرسة التجريدية.
فنانة برازيلية وُلدت عام 1886، لعائلة ثرية من أصحاب مزارع البن، شجّعتها على حصولها على التعليم الذي ترغب فيه، وأرسلتها إلى برشلونة، حيث انتبهت لشغفها بالفن هناك. درست النحت والفن التشكيلي، والرسم؛ ولكن واجهتها قلة الموارد وجمود القوالب الفنية في البرازيل، وحدّت من إبداعها لفترة. أسفارها إلى باريس ساعدتها على توسيع مداركها، وانضمت إلى مجموعة فنية "غروبو دي سينكو" التي كانت تروّج للثقافة البرازيلية الأصيلة. وظهر تأثرها العميق بثقافتها الأم في لوحاتها، التي امتزجت بلمسات تقدمية، أسهمت في تشكيل الفن البرازيلي المعاصر واستمر تأثيرها حتى اليوم.
النساء وبصماتهن التي لا يمكن إنكارها في أيّ مجال؛ قصص وإبداعات ملهمة على الدوام!
كلمات مفتاحيّة:
ديكور جدران،
آيات محمود، مواليد 1980، وحاصلة على ليسانس الآداب في علم النفس من جامعة عين شمس - أعمل محررة مجتوى التصميم والتكنولوجيا في موقع Gheir الالكتروني؛ ولدي خبرة في تقديم محتوى متعلق بأحدث صيحات وفعاليات فنون التصميم والديكور، وأحدث صيحات الأثاث وألوان الديكورات والأكسسوارات، ومتابعة الفعاليات الفنية المحلية والعالمية المهتمة بمجالات التصميم والديكور، بالإضافة لمتابعة أحدث ما يقدمه عالم تكنولوجيا الانترنت والاتصالات، وأحدث إبداعات عالم السيارات والمركبات.