في مقابلة خاصة: كلمات الرسّامة السعودية زينب محمد ألهمتنا مثلما ألهمتنا رسومها | Gheir

في مقابلة خاصة: كلمات الرسّامة السعودية زينب محمد ألهمتنا مثلما ألهمتنا رسومها

ديزاين  May 02, 2019     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

في مقابلة خاصة: كلمات الرسّامة السعودية زينب محمد ألهمتنا مثلما ألهمتنا رسومها

كالنجمة، لافتة للتأمل، هكذا تستقبلك كلمات الرسامة السعودية زينب محمد على حسابها الخاص على انستغرام، وستتأكدين من أنه وصف دقيق حين تقرئين حوارنا معها.
ابنة المملكة العربية السعودية، وبالتحديد مدينة الأحساء الخضراء البهية، عاشقة الرسم والفن منذ طفولتها، حوّلت الموهبة والشغف الفطري إلى إبداعات تخطف الأبصار من جمالها وتفاصيلها البديعة، فكان لا بد من أن نلتقي بها لنتعرّف إليها عن قرب، حيث ألهمتنا كلماتها الكثير مثلما سبقتها إلى ذلك رسومها.

في البداية نودّ أن نتعرّف إليك أكثر: دراستك، نشأتك..

أنا من مدينة الأحساء، تربّيت ونشأت فيها. تخصّصت في علوم الحاسب الآلي، ودرست أيضاً السكرتارية والإدارة المكتبية واللغة الإنجليزية أيضاً.

متى اكتشفتِ أنك تملكين موهبة الرسم؟

منذ سنّ صغيرة والرسم رفيقي؛ كنت أهوى تقليد رسوم أفلام الكارتون وأكتب القصص بناءً على ما أرسمه. عشقت الرسم لأنه أكثر ما يجعلني سعيدة ويشعرني بالهدوء الداخلي، كما أنه كان يجعلني أعيش في عوالم الخيال أكثر حين كنت صغيرة، والآن أصبح روتيناً لا غنى لي عنه؛ إذ أشعر بالفراغ الداخلي إن ابتعدت عن الرسم. ورغم أني انشغلت عنه بالتحصيل العلمي لفترة، لكني رجعت إليه مجدداً محمّلة بالكثير من الشغف والحنين.

ولماذا اخترت الرسم؟ كيف تشعرين حين ترسمين؟

في رأيي أن الرسم يأتي في طليعة مصادر الجمال؛ هو يحوّل الأشياء إلى الأجمل وكأنه يخلق عالماً من الكمال. وأراه محفّزاً للتأمّل، يجعلك ترين الأشياء بنظرة مختلفة. أما شعوري أثناء الرسم فما عساني أقول؛ أشعر بالراحة والهدوء والسعادة تغمرني.

هل هناك مدرسة فنية محدّدة تتبعينها؟ أو هل هناك رسامون عالميون تأثرت بأعمالهم وأساليبهم في إبداعاتك؟

لا أجد أني أتبع مدرسة فنية محددة؛ فغالب رسمي تدريب شخصي، وأرى أن أعمالي متواضعة وبسيطة، ولكن يمكنني القول إن الرسم الأكاديمي والمدرسة الكلاسيكية يستهويانني، وهذا ما أسعى جاهدة إلى تحقيقه. أحب شخصية وذكاء ليوناردو دا فينشي كثيراً، فقد تمكّن أن يخلق بأعماله بصمة متميزة وذكرى مخلّدة في تاريخ الفن، وأراه أحد أكثر الشخصيات الفنية التي أثّرت بمسيرتي الفنية. أيضاً، شخصية الفنان فان جوخ تركت فيّ أثراً واضحاً؛ فهو يرسم بمشاعره وأشعر وكأنه يحكي معاناته في إبداعاته. وقد اطّلعت أخيراً على سِيَر حياة بعض الفنانين، فوجدت أعمالاً ملهمة للغاية لفنانين أمثال دانتي غابرييل، وجون راسكن، ولورنيس تيدما، والكثيرين غيرهم.

أي العناصر تركّزين عليها أكثر في عملك: التقنية أم الألوان أم الشكل النهائي للوحة؟

أحرص ألا أفقد تركيزي الكامل على كل هذه العناصر المذكورة، فأحب انتقاء كل ما هو جميل ومتميز. والأهم بالنسبة إليّ "ما الذي سأخرج به من هذا العمل"؟ فأعمل على إبراز مواطن الجمال وإشباعها لأضمن استمتاع المشاهِد والمتذوّق.

عرّفينا إذن إلى الرسالة التي تحاولين نشرها من خلال فنّك..

أرى أن رسالتي الأساسية هي نشر الجمال، وأحلم بتحويل الأرض إلى محطات فنية يمر بها الناس فيستمتعون ويتذوقون هذا الجمال.

في رأيك، هل ترين متذوّقي الفنون يمثّلون شريحة واسعة من مواطني وسكان المملكة العربية السعودية؟ وهل تجدين الدعم والمساندة في مجتمعك؟

بالتأكيد! فهناك الكثيرون من الفنانين والفنانات الساعين نحو الفن ومحبّيه ومتذوّقيه. كما أنتمي لمجموعة فنية راقية وفريدة، مجموعة "حكايا الفن" التي تؤدي دوراً ثقافياً وتطويرياً، وتقيم دورات وورش فنية والعديد من الأنشطة والرحلات الفنية الثرية فنياً، وأنا على ثقة أنها تحرص على الارتقاء بالمشهد الفني المحلي دائماً.

لا شك أن الثقافة العربية تواجه أزمة هوية وأزمة مصير حالياً، كيف تدافعين عن قيمها الحقيقية من خلال فنك؟

في رأيي أن الفنان هو فكر متنقّل ومتحرّر، يصنع بفنّه الحلقة التي من شأنها ربط الأجيال معاً، ودور الفن هو دور واسع أشمل من مجرد مزاولة الحرفة، فمتى ما كان الفنان واعياً لما يصنع سيكون حينها وعاء نظيفاً ينقل الفكرة والمبدأ التي من شأنها أن تخلّد معها صاحبها. ودوري هنا كفنانة أن أنتقي المبدأ المناسب والهادف وأعمل على تخليده بفني؛ فأنا أؤمن بأن اللحظة التي أعيشها هي تاريخ للأجيال المقبلة وبحول الله أسعى إلى أن أكون تاريخاً مشرّفاً وهادفاً.

بصفتك فنانة سعودية، أي العناصر الموجودة في ثقافتك وبيئتك المحلية تلهمك أكثر من غيرها؟

كما أسلفت الفنان المفكر يستلهم من معطيات بيئته ما يستطيع أن يسخّره لصنع تاريخه المشرق، وبالنسبة إليّ، فإن القيم التي نشأنا عليها والثوابت الاجتماعية والدينية والتراث الأصيل كل ذلك كفيل بأن يصنع الفكر الذي يولد الإلهام والإبداع.

هل الحلم ضروري لكل فنان حتى يواصل الإبداع؟ وما هو حلمك الخاص؟

الحلم والطموح هو الحافز للتطور والارتقاء من المستويات الاعتيادية إلى المستويات الاستثنائية والمتفرّدة؛ وإن كنت أود أن أكون تاريخاً متميزاً فلا بد من أن يكون حلمي كذلك متميزاً. فأنا أحلم أن أصنع وأحقق ما لم يستطع أن يحققه غيري، وأن أكون بصمة متميزة في تاريخ الفن عموماً، وأن أكون راضية عن نفسي بصورة خاصة، وهذا يستلزم أن أكون فنانة واعية مفكرة وألا أكون مجرد رسامة ممارِسة لحرفة الرسم.
الوعي، المثابرة، الشغف، والطموح، جميعها عوامل محرّكة لموهبة وإلهام الرسامة المبدعة زينب محمد التي ألهمتنا الكثير خلال حوارنا معها.
الديزاين