رغم الأمطار التي فاجأت الجميع وتساقطت بغزارة على برج إيفل وضفتَي نهر السين، تحولت باريس مساء أمس إلى قُبلة أنظار العالم، إذ نجحت في تنظيم حفل افتتاح أسطوري لدورة الألعاب الأولمبية الأسطورية على الرغم من بعض التحدّيات الأمنية التي واجهتها وتجلت في تعطيل شبكة القطارات وعرقلة حركة الآلاف من المسافرين عبرها.
ففي عرض باهر، جمع بين الألعاب النارية التي أضاءت برج إيفل والكثير من المؤثرات البصرية المبتكرة التي أمتعت الحضور، قام كل من ماري-جوزيه بيريك وتيدي رينر بإشعال المرجل الأولمبي إيذاناً بانطلاق أولمبياد باريس 2024، كما بدأ الحفل بمقطع فيديو ظهر فيه أسطورة كرة القدم الفرنسي، زين الدين زيدان، الذي ساعد فرنسا على الفوز بنهائي كأس العالم 1998 على ملعب فرنسا، وهو يركض في أنحاء المدينة حاملا الشعلة الأولمبية، قبل أن يمررها لبعض الشباب، وذلك قبل العرض غير المسبوق على نهر السين بمشاركة 6800 رياضي أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية، في حين أمتعت النجمة ليدي غاغا الحضور بعدد من أجمل الأغنيات، وتألقت في هذه المناسبة بزي صُمم خصيصاً لها من قِبل دار Dior، بينما كانت سيلين ديون مفاجأة الحفل، إذ أطلّت للمرة الأولى بعد إعلان إصابتها بمرض عصبي، على خشبة العرض لتقدم أغينة "نشيد الحب" التي اختتمت فيها حفل الافتتاح.
أدت المغنية الفرنسية سيلين ديون أغنية "نشيد الحب"، وهي الأخيرة في حفل الافتتاح، كما تألقت بدورها بتصميم أبيض مزين بالكريستال من Dior . وكان وصول الفِرق المشاركة في هذه الألعاب استثنائياً هذه المرة، إذ حضرت على متن قوارب خاصة تحمل أعلام بلدانهم، عبرت نهر السين بمحاذاة برج إيفل، تحت زخات المطر المتساقط بغزارة وأصوات هتاف الجماهير الغفيرة. وقد بلغ عدد القوارب 85 قارباً فاستغرق وصولها بالكامل حوالي 3 ساعات و45 دقيقة، في ظل إجراءات أمنية مشددة، وقد نُشر القنّاصة على أسطح مباني باريس على طول النهر، لتحييد أي مسلّح يستهدف الحشود أو وفداً من الرياضيين على متن قارب أو رئيس دولة أو حكومة زائر. وبدت المناطق المطلّة على نهر السين حصناً منيعاً خلال الأيام الأخيرة، واقتصر عبور الحواجز الحديدية على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزودين برمز تعريف خاص.
فللمرّة الأولى في التاريخ، أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيس، شاهده 320 ألف متفرّج من مدرّجات بُنيت خصيصاً على ضفاف النهر، ونحو 200 ألف من على شرفات المباني المجاورة.
وكما تجري التقاليد، ضمّ القارب الأوّل بعثة اليونان التي تعتبر مهد الألعاب الحديثة واستضافت نسختها الأولى في 1896، قبل أن تتبعه قوارب الوفود الأخرى في مستهل احتفال شاركت فيه نجمة البوب الأميركية الشهيرة ليدي غاغا.
ويشارك حوالي 10500 رياضي من أكثر من 200 دولة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الحديثة، التي ستستمر حتى 11 أغسطس/آب، وسيجري التنافس فيها على 329 ميدالية ذهبية في 32 رياضة.
وفود ملكية ورئاسية.
وكان الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون وزوجته بريجيت حاضرين في قصر الإليزيه لاستقبال الوفود الرئاسيّة والملكية التي حضرت حفل الافتتاح، ومن بينهم سمو أمير قطر تميم آل ثاني وشقيقته الشيخة هند، الأمير ألبير دو موناكو وزوجته الأميرة شارلين، فريدريك ملك الدانمارك وزوجته الملكة ماري، ويليام-أليكسندر ملك هولندا وزوجته الملكة ماكسيما، فيليب الخامس ملك بلجيكا وزوجته الملكة ماتيلد، فيليب السادس ملك إسبانيا وزوجته الملكة ليتيسيا، السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن، رئيس الورزاء اللبناني نجيب ميقاتي وعقيلته، وعدد كبير من الشخصيات الرفيعة المستوى الأخرى.
كما التُقطت الصور لعدد من الملوك والرؤساء في المدرج الرياضي وهم يتابعون فعاليّات حفل الافتتاح الذي احتفى أيضاً بـ"فريج" Phryge، وهو الرمز الأحمر الجديد الخاص بدورة باريس.
حقائق حول دورة الألعاب الأولمبية في باريس
• تعودة الألعاب الأولمبية إلى باريس بعد مرور 100 عام، وقد استضافت هذه الألعاب مرتين في السابق، الأولى في العام 1900 والثانية في العام 1924.
• سيتنافس المشاركون للفوز بـ329 ميدالية، وستتم صياغة هذه الميداليات بقطع حديد من برج إيفل.
• استغرق وصول الشعلة الأولمبية التقليدية إلى باريس 68 يوماً.
• يبلغ عدد التذاكر المتاحة للبيع نحو 10 ملايين تذكرة، ونحو 3.4 مليون تذكرة للألعاب البارالمبية.
• تهدف الدورة الحالية إلى توفير 50% من انبعاثات الكربون مقارنةً بدورتي لندن وريو، وذلك من خلال استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% خلال المنافسات.
• تُقام فعاليات البرنامج الأولمبي عبر 35 موقعاً مختلفاً في 3 مناطق رئيسية: 13 في باريس، 12 في إيل دو فرانس، و10 في مناطق أخرى من فرنسا.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.