في مشهد اللياقة المتنامي باستمرار في الإمارات العربية المتحدة، يمثّل نادي The Curve Club رؤية جديدة لحركة المرأة في الإمارات، ابتكرته رائدة الأعمال الإماراتية فاطمة، التي أرادت أن تعيد تعريف العلاقة بين الجسد والوعي والاتزان. فالمساحة التي أسستها ليست مجرد استوديو لياقة، بل تجربة متكاملة تُحتضن فيها المرأة وتُعامل كرحلة، بكل منحنياتها وتحوّلاتها. من خلال الـ Curveformer، الجهاز الأول من نوعه في المنطقة، قدّمت فاطمة منهجاً ذكياً للحركة يجمع بين القوة، والدقة، والتوازن. وفي قلب هذا المفهوم، يبرز الاهتمام بالتجربة الإنسانية: شعور المرأة، حضورها، ونموّها الداخلي. ومع توجّه The Curve Club ليصبح منصة للاتصال المجتمعي والإبداعي، تؤكد فاطمة رؤيتها لمساحة تُلهم المرأة وتمنحها مكاناً لتستعيد انسجامها مع ذاتها.
مع فاطمة كان لنا الحوار التالي:
ما الذي يمثّله مفهوم "المنحنى" The Curve بالنسبة لكِ في مسار المرأة ورحلتها نحو التوازن؟
بالنسبة لي، المنحنى هو الحقيقة الكاملة لرحلة المرأة، طريق لا يسير بخط مستقيم ولا بوجه واحد. هو الارتفاع والهبوط، الليونة والقوة، اللحظات التي ننحني فيها دون أن ننكسر. المنحنى هو تذكير هادئ بأن التقدّم لا يحتاج أن يكون مثالياً ليكون مؤثراً. في The Curve Club ندعو النساء إلى تبنّي هذه الفلسفة: اتباع المنحنى الخاص في طريقهن، والعودة إلى الجسد، والتحرك بإيقاعهنّ الشخصي، واحترام كل خطوة في رحلتهنّ نحو العافية.
تذكرين في سيرتك أن لديك "رؤية جديدة لحركة المرأة". ما الفجوة التي لاحظتِيها في مشهد العافية في الإمارات ودَفعتك لتأسيس The Curve Club؟
على الرغم من وجود استوديوهات البيلاتس ومساحات العافية، إلا أن ما كان مفقوداً هو التجربة نفسها. غالباً ما بدت الحصص وكأنها إجراء روتيني، تركيزها على المواعيد والآلات بدلاً من المرأة التي تتحرّك عبرها. أردت مساحة يكون فيها كل تفصيل مقصوداً: أن تشعر المرأة بأنها مرئية، مرافَقة، ومدعومة. حركة مدروسة، بيئة دافئة، وتركيز على إحساسك قبل أدائك. هذه هي التجربة التي يجسّدها The Curve Club.
يُعرّف جهاز Curveformer بأنه نهج "مصقُول وذكي". كيف يعكس هذا الجهاز فلسفتكِ في التوازن والحركة؟ وهل يتجاوز دوره الجانب الجسدي؟
بالتأكيد. Curveformer ديناميكي وذكي، ويتجاوز البيلاتس التقليدي. يرتكز على مبادئ البيلاتس لكنه يدمج القوة والتدريب الوظيفي والحركة المضبوطة ليمنح الجسد تحدياً مختلفاً. بالنسبة لي، هو ليس مجرّد جهاز، بل أداة تمكين. يعلم الوعي والدقة والانضباط، ويمنح المرأة قوة وثقة تنعكس على حياتها كلها. التأثير يتجاوز الجسد، فالمرأة تغادر الحصة أكثر اتّساقاً وارتباطاً بذاتها.
بصفتكِ رائدة أعمال إماراتية، ما التحدي الأكبر في إطلاق هذا المفهوم الجديد؟ وما الذي تعلّمته منه؟
التحدّي لم يكن افتتاح استوديو بيلاتس آخر، بل خلق تجربة جديدة بالكامل لم تكن موجودة في أبوظبي. تقديم مفهوم يقوم على الحركة المتأنية، التدريب الديناميكي، والنمو الشخصي احتاج إلى يقين وصبر وإيمان عميق بالرؤية. تعلّمت أن الابتكار ليس مجرد اختلاف، بل القدرة على استشراف الاحتياجات وصناعة تجارب تُشعر المرأة بأنها في المكان الصحيح. كإماراتية، تعزز لديّ معنى الصمود والشجاعة والقيادة الهادفة.
تتحدثين عن "روح المجتمع" كإحدى ركائز المشروع. كيف تبنين روابط حقيقية في عالم يتّجه نحو التفاعل الرقمي؟
من خلال تصميم مساحة تجعل النساء يشعرن بأنهنّ موجودات، لا مجرد عابرات. كل شيء في النادي مقصود: التخطيط الداخلي، أجواء الحصة، حركة العضوات في المكان، المقهى، وطريقة استقبالهن. نحن لا نقدم حصصاً فقط، بل لحظات وتجارب. حديث قبل الحصة، تنفّس جماعي في غرفة التمدد، قهوة أو مشروب بعد التمرين. هذه اللحظات الصغيرة تبني شعورا بالانتماء الحقيقي.
تهدفون إلى إلهام "إحساس بالتوازن والإلهام". كيف تقيسون هذا الشعور غير الملموس؟ هل هناك لحظة أكدت لك أنك تسيرين في الاتجاه الصحيح؟
المؤشر يكمن في التفاصيل الصغيرة: عضوة تقول إنها تشعر أخيراً بالانسجام، أخرى تدخل متوترة وتخرج خفيفة، أو من تخبرنا أنها تنام أفضل أو تتنفس بعمق. أكثر لحظة أثّرت فيّ كانت عندما قالت إحدى العضوات: "هذا مكاني الخاص… فقاعة أستعيد فيها نفسي". هناك أدركت أن النجاح الحقيقي ليس في الصور، بل في استعادة المرأة لعلاقتها بذاتها.
كيف تأملين أن يساهم The Curve Club في تطوير حوار العافية والتمكين للمرأة في المنطقة؟
أتمنى أن يصبح The Curve Club علامة يُحتذى بها، ليس فقط في الحركة، بل في خلق مساحات تقودها النساء وتحتفي بالهوية الفردية. أطمح أن نعيد تشكيل مفهوم العافية في المنطقة، ليصبح أكثر وعياً، واحتراماً للجسد، وتقديراً للقوة بكل أشكالها. إذا استطعنا أن نُلهم النساء للتحرك بنية، وتفضيل التوازن على الإرهاق، والعودة إلى ذواتهن، عندها نكون قد قدّمنا خطوة حقيقية نحو التمكين.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.