بعد بيروت، الدوحة، المنامة، باريس، مراكش، دبي، القاهرة وعمّان، اختارت مبادرة "
تكريم" هذا العام الكويت لتقيم حفلها السنوي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي تولّت تقديمه الإعلامية ليلى الشيخلي تحت رعاية صاحب السموّ الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبحضور أكثر من ألف مدعوّ من مختلف أنحاء العالم.
من بين المكرّمات، لفتتنا السيرة الذاتية للدكتورة ناديا سقطي، وهي سعودية من أصول سورية، متخصّصة في طبّ الأطفال والغدد والوراثة، اكتشفت ثلاث متلازمات تحمل اسمها، بعد سنوات من التخصّص في الولايات المتحدة واجتهاد في العمل في المملكة العربية السعودية.
المتلازمات الثلاث هي: سقطي-نيهان-تيسدال (1971)، وودهاوس-سقطي(1981) وسنجد-سقطي(1983)، وهي تشغل اليوم منصب مستشارة مميزة في "مستشفى الملك فيصل" في السعودية.
معها كان الحوار التالي:
لقد اكتشفتِ ثلاث متلازمات وراثية حملت اسمك. في عالم الطب والعلوم، ما الذي تعنيه هذه الاكتشافات تحديداً؟ كيف تساعد على تحسين عملية التشخيص وتحديد العلاج المطلوب؟
المتلازمات الثلاث هي عبارة عن أمراض نادرة، بفضل التقدم في العلوم الوراثية و الطفرة الجينية بات بإمكان العائلات التي لديها هذه الحالات النادرة، الحصول على فحص جنين خلال الحمل أو فحص خلايا البويضات المُلقّحة.
بعد هذا الإنجاز الكبير، ما الذي تطمحين إلى تحقيقه في مجال الطب؟ ما الذي تعملين عليه اليوم؟
الاستمرار في العمل، أعتقد أنني قادرة على خدمة الأطفال سواء ممّن لديهم أمراض أو حتى الأصحّاء منهم، أنا الآن أبلغ 80 عاماً لكنني حققت العديد من الأشياء التي كنت أتمنّاها.
عندما تنظرين إلى مجتمع الطبيبات من حولك، هل تشعرين بالرضى؟ أي هل تشعرين بالرضى عمّا حققته السيدات العربيات في مجال الطب حتى الآن؟
أنا فخورة بكوني امرأة عربية، فهي في كل أنحاء الأرض و في بلادها أيضاً، استطاعت أن تُصبح طبيبة و مهندسة و محامية و جراحة و أمّاً و مُربية و أن تُعلم الحب، لا تختلف كثيراً المرأة عن الرجل لكن لديها قدرة أكبر على تحمّل المشاق.
برأيك، ما هي المشكلات الرئيسية التي يواجهها طب الأطفال في الدول العربية؟ ما الذي يحتاج إليه لكي يتمكن من أن يخطو خطوات كبيرة نحو الأمام؟
طب الأطفال هام للغاية فالعناية بالأطفال و بتطوّر صحتهم هي أهم شيء لأنهم رجال و نساء المستقبل، هناك العديد من المستشفيات الخاصة للأطفال في كل الدول، و من ملاحظتي للملكة العربية السعودية خلال الـ40 عاماً الماضية، وجدت اهتماماً كبيراً بمراكز الأطفال و أقسام الأطفال في جميع المستشفيات.
أمّا الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، فالاهتمام بهم و التعليم المُبكر يمنحهم نتائج أفضل، و في المملكة توجد عدة مراكز تهتم بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مثل متلازمة داوني سيندروم أو مشكلة التوحد، و الأفضل لهم دمجهم بالمدارس العادية مع تخصيص برامج خاصة، أتمنى في جميع أنحاء الوطن العربي أن يكون الاهتمام بالأطفال عالياً و أن تُهيّأ المراكز لهم لأنهم رجال وسيدات المستقبل.
هل تعتقدين أن السيدة العربية اليوم تمكنت فعلياً من تكريس وجودها في مختلف مجالات الحياة؟ هل أخذت حقها في الاعتراف بكفاءتها وإمكانياتها على قدم المساواة مع الرجال؟
اليوم، تحقق المرأة الكثير لكنها لم تصل بعد إلى ما نتمنّاه، لكن أعتقد أنها توجد اليوم في عدة مجالات عمل فمثلاً ما لاحظناه هذا العام أن جميع من حصلوا على جوائز "تكريم" هنّ من السيدات بالرغم من عدم قصد ذلك، هي فقط المُصادفة.
شهدت المملكة العربية السعودية أخيراً الكثير من الإصلاحات، من خلال احتكاكك اليومي بالسيدات السعوديات، كيف كان تأثير هذه الإصلاحات على حياتهن اليومية؟
أعتقد أن المرأة نفسها هي من تقرّر واقعها، وعليها المُثابرة على العمل بدون توقف مع طرق جميع المجالات، كانوا في الماضي يعتقدون أن المرأة فقط تعمل في طب الأطفال و التوليد بينما اليوم نجد النساء يبرعن في الجراحات المختلفة.
بالنسبة للمملكة و رؤيتها لعام 2030، النساء يعملن اليوم في كافة المجالات، لذلك هناك تقدّم كبير للمرأة مساواة بالرجل و يحق لها العمل في أيّ مجال.
كامرأة، أتمنى النجاح للسيدات في كل العالم، فالمرأة تشعر بالظلم، ليس فقط في العالم العربي، بل حتى في الغرب، هناك تمييز بحقها، رغم أنها أثبتت كفاءتها ووجودها في كل نواحي الحياة. وفي ما يتعلق بالمملكة، أتوقع أن نرى قريباً تعيين النساء في مناصب كبيرة، كأن تكون سفيرة أو أن تمثّل المملكة في هيئة الأمم المتحدة.
لقد كُرّمتِ ضمن مبادرة "تكريم". ما الذي تضيفه هذه الخطوة إليك؟
بالنسبة إلى "تكريم"، لقد حضرت عدة مقابلات للسيد ريكاردو كرم و كانت فكرته رائعة و تمنّيت أن أحصل معه على مقابلة في يوم من الأيام، لتعريف العالم إلى الإنسان العربي سواء كان امرأة أو رجلاً، و إبداعه، لأنني أعتقد أننا نحن العرب شعب عريق فقط يحتاج لإفساح المجال للتقدم.