ها نحن ندخل قلب الموسم الشتوي، ذلك الوقت الذي نتوق فيه إلى لحظات من الدفء الفاخر وسط مشاهد يغمرها البياض، حيث تتحوّل الرحلات إلى طقوسٍ تهدّئ الروح وتنعش الحواس. اخترنا لكم مجموعة استثنائية من الوجهات التي تمنح هذا الشتاء معنى مختلفًا—وجهات تحتفي بالفخامة، تتزيّن بطبيعة آسرة، وتقدّم تجارب تُشبه الحلم لكل من يبحث عن متعة الاستكشاف وتقديس لحظات الحياة الجميلة.
كورشوفيل – سحر الألب الفرنسي بأسلوب ألتيما
حين نذكر الشتاء الفاخر، فإن كورشوفيل تتقدّم المشهد كواحدة من أعذب أيقونات جبال الألب. وفي ديسمبر 2025، يستقبلنا فندق ألتيما كورشيفيل مجددًا بروحٍ تتوهّج بالأناقة، على ارتفاع 1650 مترًا فوق سطح البحر. ما يميّز التجربة هنا هو ذلك التوازن النادر بين إحساس الشاليه الخاص الذي يمنحك دفء المنزل، وخدمات فندقية من فئة الخمس نجوم تُلبّي كل أمنياتك.
من إطلالاتٍ تبهر القلب على القمم المكسوّة بالثلج، إلى إمكانية الانطلاق مباشرة إلى أكبر منطقة تزلج في العالم، تبدأ المغامرة منذ اللحظة الأولى. سواء كنتِ مبتدئة تستكشفين الثلج بخطوات واثقة، أو متحمسة لخوض تحدي لو غران كولوار الشهير، فإن كل مسار هنا يحمل وعدًا بالحرية والمتعة. وبعدها… يأتي الدور على الدلال. سبا ألتيما يمنح البشرة بريقًا جديدًا بفضل علاجات سيد تو سكين توسكاني وأوغستينوس بدر، بينما يختتم اليوم بأمسية دافئة تعانقها نكهات زوما العالمية، في تجربة إيزاكايا تحمل روح اليابان إلى قلب الألب. إنها رحلة تحتفي بكل ما يجعل الشتاء موسماً للحب، للترف، وللجمال.
مونتانا – الغرب الأمريكي بثوبه الثلجي
هناك، حيث تعانق السماء قمم الجبال وتتناثر أشجار الصنوبر بهيبةٍ ساحرة، يطلّ منتجع ون آند أونلي مونلايت بايسن في نوفمبر 2025 كعنوانٍ جديد للرحلات الشتوية الفاخرة في الولايات المتحدة. وسط 8000 فدان من البراري البيضاء، يتداخل التصميم الخشبي الدافئ مع روح المكان البرّية، ليخلق مشهدًا يشبه لوحة هادئة.
المنتجع يوفّر وصولًا مباشرًا إلى منحدرات بيغ سكاي عبر التليفريك الخاص، ليمنح محبّي التزلج مغامرات لا تنتهي. أما بعيدًا عن الثلج، فتنتظركم رحلة في عالم الشتاء الأمريكي: التزلج على الجليد، ركوب الدراجات الثلجية، والاستكشاف في أحضان متنزه يلوستون الوطني… هناك حيث تنفجر الينابيع الحارّة وسط البياض في لوحة خلابة لا تُنسى.
الفخامة هنا ناعمة، لا تتباهى بصوت عالٍ، بل تتسرّب بهدوء إلى يومك. سبا المنتجع يمنح الجسد توازنًا جديدًا، بينما يقدّم مطعم أكيرا باك تجاربه الأولى في قلب الطبيعة الأمريكية بلمسة آسيوية عصرية. إنها رحلة تتقاطع فيها المغامرة مع السكينة، والرفاهية مع روح البراري الساحرة.
نيويورك – المدينة التي لا تنام… حتى في الثلج
من فيفث أفنيو الذي يلمع كذهب الشتاء، إلى التزلج في سنترال بارك تحت أضواء المدينة، تبدو نيويورك في هذا الموسم كمدينة تعزف سيمفونية من الضوء والجمال. فندق ذا بيننسولا نيويورك، الذي خضع مؤخرًا لتجديد فاخر، يدعوك لاعتلاء منصة المشهد الشتوي من قلب مانهاتن.
غرف بتفاصيل من عشرينيات القرن الماضي، صالات تحتضن أصوات البيانو، وإطلالة ساحرة من "بين توب" حيث تتلألأ ناطحات السحاب. هنا تكون الرحلة دعوة لتذوق الحياة بكل تفاصيلها: تسوق راقٍ، ثقافة متجددة، ومطعم كليمنت الذي يقدم نكهات موسمية بتوقيع أنيق. نيويورك في الشتاء ليست وجهة… إنها قصة رومانسية مع المدينة.
ميلانو – الأناقة الإيطالية في موسم الأضواء
ميلانو في الشتاء تشبه امرأة ترتدي أجمل معاطفها وتضيء خطواتها بابتسامةٍ دافئة. في نوفمبر 2025، يفتح فندق كارلتون ميلانو أبوابه ليقدّم فصلًا جديدًا في سفر الفخامة الإيطالية. في قلب حي الموضة، تُعيد روحو روكو فورتي صياغة الرفاهية عبر 71 غرفة مصممة كبيوتٍ صغيرة للراحة والأناقة.
المدينة تتحول إلى مسرح للضوء والفن، والفندق يدعوك للتماهي مع هذا الإيقاع: عشاء بإبداعات الشيف فولفيو بيرانجيليني، استراحة في الحديقة الداخلية، ثم جلسة عافية في سبا آيرين فورتي حيث تنسجم الطبيعة مع الهدوء. إنها ميلانو كما نحبها—ذوق، ثقافة، وسحر لا يزول.
بيرشتسغادن – حيث تهمس الألب البافارية للروح
هناك في حضن الجبال الألمانية، تتربّع كمبينسكي بيرشتسغادن كقصيدة شتوية من الرقي. الفندق يجاور الحدود النمساوية ويطلّ على مشاهد تدفعك لتوقيف الزمن لبرهة. في الشتاء، يتزيّن المكان بطبقات الثلج، وتصبح الأنشطة رحلة في عالم أبيض: تزلج، مشي بأحذية الثلج، جولات ليلية بالمشاعل، ورحلات تلفريك إلى ارتفاعاتٍ تخطف الأنفاس.
وفي المساء؟ تتجدد نشوة الحواس في مطعم PUR الحائز على نجمتي ميشلان، أو في تراس مطعم يوهان غريل المطل على الجبال. كل لحظة هنا محمية من صخب الحياة، وتترك في القلب أثرًا لا يُمحى.
الأردن – البحر الميت وتلك الروح العربية الدافئة
شتاء البحر الميت هو شتاء السكينة. فندق كمبينسكي عشتار البحر الميت يشبه جنّة تطفو على أطراف الماء، حيث الملح يخفف الأوجاع والطين يشفي الجسد. بين تسعة مسابح و345 غرفة بإطلالات مباشرة على البحر، يعيش الزائر ترفًا طبيعيًا لا يشبه أي مكان آخر.
جلسات علاج بالطين، غروب مذهل، ومغامرات قريبة تأخذك إلى وادي الموجب، وادي رم، جرش، والبتراء. إنها رحلة روح قبل أن تكون رحلة جسد.
سلوفاكيا – جبال التاترا وحكايات الثلج
في أعالي جبال الكاربات، يقف جراند كمبينسكي هاي تاتراس كقصر من الحكايات. إطلالة على بحيرة جليدية، غرف فخمة، وروح تحاكي جمال الطبيعة. الشتاء هنا مليء بالتزلج، السفاري الثلجية، والدراجات الجليدية. وبعد النهار، تناديك المدفأة والسبا وتذوّقات الطعام الرفيع. إنها أوروبا كما في القصص القديمة… لكن بترف اليوم.
سيشل – لمن يرغب بشتاء بلا معاطف
ليس كل شتاء يجب أن يكون أبيض. في باي لازار – سيشل، الشتاء يكتسي بلون الفيروز. فندق كمبينسكي يقدّم تجربة تجدد روح المسافر بين رقصات موتيا، دروس الطهي الكريولي، مغامرات الغوص، ورحلات إلى غابات فال دي ماي الساحرة. إنها دعوة للهروب إلى دفء استوائي يعيد ترتيب الأحلام.
اكرا – نبض أفريقيا الحديثة
في غانا، يقدّم كمبينسكي جولد كوست سيتي اكرا تجربة تمزج روح أفريقيا المعاصرة بالدفء الثقافي. المدينة تنبض بالحياة، والفندق يمنحك مفاتيح اكتشافها عبر موقعه المثالي، مطاعمه، سباه الفسيح، وقربه من المواقع الثقافية الشهيرة. إنها وجهة لمن يحب السفر بعين مفتوحة على العالم.
بورتوروز وسلوفينيا – عناق البحر والذوق الأوروبي
فندق كمبينسكي بالاس بورتوروج يجمع بين التاريخ والهندسة الإمبراطورية والطعام الفاخر. هنا تنتظرك مغامرات الصيف والشتاء، من البحار الأدرياتيكية إلى القرى الساحرة ورحلات الكمأ وزيت الزيتون. إنه ملاذ لعشّاق الذوق الرفيع.
بانسكو – لؤلؤة البلقان البيضاء
بانسكو… وجهة تأخذ بيدك نحو جبال بيرين، حيث تتجاور المغامرة والطبيعة والثقافة. فندق كمبينسكي غراند أرينا يضعك مباشرة على منحدرات التزلج ويوفر تجارب متنوعة بين الرياضات الشتوية، الجولات الطبيعية، وزيارات الدير التاريخي. إنها أوروبا الشرقية في أجمل هيئة لها.
في نهاية هذه الرحلة حول العالم، ندعوك أن تمنحي هذا الشتاء حقه—أن تختاري وجهة تُشبه قلبك، وتضعي حقيبتك حيث تلتقي الفخامة بالنقاء، والمغامرة بالسكينة. العالم واسع، وجماله بلا حدود… وكل تجربة منه تُضيف إلى ذاكرتك فصلًا خاصًا. فهل أنتِ مستعدة لرحلتك التالية؟
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.