إن كنت من قارئاتنا في المملكة العربية السعودية أو في زيارة إليها قبيل 31 أغسطس الجاري، فلا تفُتكِ زيارة واحد من أمتع وأبهج المهرجانات الثقافية التي يمكنك تصورها.
مهرجان "رجال الطّيِّب" الذي انطلق في الثاني عشر من هذا الشهر، هو احتفالية جمالية وثقافية بتاريخ وتراث واحدة من أجمل مناطق المملكة، يرتبط بموسم السودة المُقام في مدينة أبها السعودية حيث تتألق جبال عسير وحضارتها من حصون وقرى "رجال ألمع" التي يعود تاريخها إلى 900 عام مضت، وتُعد صرحاً ثقافياً يحتضن الجمال والعمارة التراثية حتى اليوم، بفضل أهل المنطقة الذين حرصوا على بنائها وتطويرها حتى اليوم.
تتبدّى لكِ ملامح مهرجان رجال الطِّيب مع بداية الرحلة من مدينة أبها إلى رجال ألمع، التي تمتد على مسافة 60 كيلومتراً، تستقبلك الطبيعة الخلّابة المتميزة لهذه المنطقة التي تتفرّد بجبال خضراء من أشجار العرعر الكثيفة، بالإضافة إلى امتداد تاريخ طويل للمنطقة، يظهر لكِ من خلال لوحة بصرية متضافرة من موروث أهالي المنطقة في ارتداء ملابس ملونة أو أطواق الورد المليئة بالرياحين مع خلفية من الطبيعة الخضراء الخلّابة.
إن الفعالية تراثية ثقافية تهدف إلى الاحتفاء بهذه الثقافة المحلية لمناطق "رجال ألمع" و"تهامة"، ومن هنا يأتي استخدام عنوان "رجال الطِّيب" لتميز سكان هذه المدن بارتداء أطواق الورد، للاحتفاء بجميع مكوّنات التراث والثقافة العسيرية الجنوبية. وتمتد الفعاليات بين القرية التراثية ووادي الخليس، تتنقّلين خلالها بين أروقتها وساحاتها ومبانيها، لتتعرّفي إلى الثقافة الغنية لرجال الطِّيب من خلال فعاليات متنوعة، تبدأ بالسوق التراثية، "الحي" حيث تُعرض الحرف القديمة.
هذا بالإضافة إلى عروض ثقافية متنوعة، يستقبلها المسرح الذي جُهّز خصيصاً للمهرجان، والذي يقدّم عروضاً لتسع فرق شعبية لعرض 40 لوناً شعبياً جنوبياً ليغطي جميع الألوان الفلكلورية المحلية، مثل «لعبة رجال الطِّيب» و«الخطوة» و«العرضة»، في أجواء مفعمة بعبق التاريخ والتراث.
هذا بالإضافة إلى الجزء الشعبي أو الفلكلوري بالمهرجان، الذي تستمتعين به ضمن فعاليات "وادي خليس"؛ الوادي القديم الذي جُهّز وزُوّد بالكهرباء والجلسات حيث تشارك في فعالياته مشاركات من الأسر المنتجة وعروض الفنانين التشكيليين.
أما أبرز فعاليات المهرجان التي ارتبط عنوان المهرجان بها، فهي "أطواق الورد". وهي مشاركة تفاعلية بينك وزوار المهرجان وبين المختصّين لصناعة أطواق الورود أو "عصائب الورد"، المعروفة محلياً باسم اللويات"، وهي تُعدّ رمزاً ثقافياً يحمل دلالات من ثقافة المنطقة وأزيائها ومناسباتها، وتتغير وتتباين باختلاف المناسبة التي تُرتدى من أجلها. كما تشهد "حديقة الورد" عدداً من تشكيلات الزهور المخصّصة التي تعطي نوعاً من الجمال للمكان، واستُخدمت فيها النباتات العطرية المحلية.
المهرجان الممتد على مدار 20 يوماً لغاية 31 أغسطس، تستمتعين من خلاله بالعديد من الفعاليات التراثية والثقافية والفلكلورية، بالإضافة إلى أمسيات فنية وشعرية، وعروض للإسقاط الضوئي، إلى جانب بستان الطِّيب المفتوح ومقهى الحبق ومحل العطور ومجسمات الورد الجمالية.
ألوان متنوعة من الفعاليات بتنوع ألوان الورود والأشجار في انتظارك؛ فلا تفُتكِ زيارته.
كلمات مفتاحيّة:
رحلات سياحية،
آيات محمود، مواليد 1980، وحاصلة على ليسانس الآداب في علم النفس من جامعة عين شمس - أعمل محررة مجتوى التصميم والتكنولوجيا في موقع Gheir الالكتروني؛ ولدي خبرة في تقديم محتوى متعلق بأحدث صيحات وفعاليات فنون التصميم والديكور، وأحدث صيحات الأثاث وألوان الديكورات والأكسسوارات، ومتابعة الفعاليات الفنية المحلية والعالمية المهتمة بمجالات التصميم والديكور، بالإضافة لمتابعة أحدث ما يقدمه عالم تكنولوجيا الانترنت والاتصالات، وأحدث إبداعات عالم السيارات والمركبات.