في اليوم الأخير من أسبوع الهوت كوتور الباريسي لخريف 2019، قدّمت دار Viktor & Rolf مجموعتها الجديدة التي ألقت تعويذة سحرية على أهم القضايا الجدلية في عالم الموضة اليوم وهي البيئة، بدون مبالغة أو إفراط في التعبير عن الاستدامة وغيرها، نجح فيكتورهورستينغ ورولف سنورين في إعادة تذكيرنا أن الموضة فنّ قبل أي شيء والهدف هو الاستمتاع بها.
نبدأ بنقطة الإلهام وحجر الزاوية لتشكيلة الكوتور وهي أعمال الفنانة والكيميائية كلاودي يونغسترا Claudy Jongstraمُبتكرة الأقمشة التي تمتلك تقنية فريدة في صناعة الصوف الطبيعي، فهي تربّي الأغنام وتقصّ الصوف بنفسها، ومن خلال النباتات في حديقتها الخاصة تستخرج الصبغات الطبيعية لتبتكر أقمشة صوف بتعرّجات مُختلفة، وقال عنها رالف سنورين: "الأمر كإلقاء تعويذة إيجابية تُخبرنا بأن كل شيء مُمكن أن يحدث"، في إشارة إلى سهولة تبنّي الاستدامة.
بدأت المجموعة بمعطف صوف باللون الأزرق الداكن وانتقلت إلى معطف طويل يزدان كمّاه بالكشكش البارز بأسلوب tie dye ويتدرّج طويلاً بالأسلوب الدراماتيكي، هذا الصوف الأنيق دخل في عدة تصاميم مثل الفستان المُنتفخ مع الكمين المُنسدلين.
انتقل المصممان بعد ذلك في جولة إلى الطبيعة تجسّدت عناصرها في الرسوم على الأقمشة مثل الشمس، والتلال الخضراء ورسوم القمر والفضاء، واللافت كان تزيين الفساتين بأطواق دائرية للرسوم التي جسّدت طابعاً أنثوياً للحرف اليدوية وربما إشارة منهما إلى ضرورة العودة إلى البدايات والطبيعة.
يجب التوقف عند هذه المجموعة والنظر إلى أبعد من تصاميمها، فمن الطبيعة تحوّل الصوف إلى تصاميم مُبتكرة لكن بدون إخفاء ملامحه البدائية الطبيعية وكأنها رسالة بأن الطبيعة لا تخلو من الجمال، أما الرسوم والنقوش للأزهار والشمس فجاءت بصورة مباشرة بسيطة بدون تعقيدات لتجسيد البيئة من حولنا، بينما جاءت دوائر الرسم والحياكة بالخيوط تعبيراً عن الحرفية اليدوية.
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.