في خطوة مفاجئة لفتت الأنظار خلال القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة 15 أغسطس في ألاسكا، تبيّن أن السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب وجّهت رسالة شخصية إلى بوتين، سلّمها زوجها باليد أثناء لقائهما في قاعدة "إلمندورف-ريتشاردسون" بمدينة أنكوراج.
ميلانيا، التي لم ترافق زوجها في رحلتها، نشرت نص الرسالة عبر حسابها على "إنستغرام" يوم السبت 16 أغسطس، حيث ركّزت على قضية الأطفال المتضررين من الحرب في كل من أوكرانيا وروسيا.
كتبت ميلانيا في رسالتها: "كل طفل يحمل في قلبه الأحلام نفسها، سواء وُلد في ريف متواضع أو مدينة عريقة. إنهم يحلمون بالحب وبالأمان وبفرص تليق ببراءتهم." وأضافت: "بوصفنا آباء، تقع على عاتقنا مسؤولية غرس الأمل في الجيل القادم، وبوصفنا قادة، فإن مسؤوليتنا لا تقف عند حدود أوطاننا، بل تمتد إلى جميع أطفال العالم."
وخاطبت بوتين مباشرةً قائلة إن حماية براءة الأطفال تعني خدمة الإنسانية بأكملها، لا روسيا وحدها، مؤكدة أن هذه الرؤية الجريئة قادرة على تجاوز الانقسامات البشرية. وختمت رسالتها بدعوة صريحة: "إنها اللحظة المناسبة، وأنتَ، السيد بوتين، قادر على تحويلها إلى واقع بقلمك."
قمة من دون اختراق حقيقي
ورغم الطابع الإنساني للرسالة، فإن اللقاء الذي استمر قرابة ثلاث ساعات لم يفض إلى أي اختراق جوهري في ملف الحرب الأوكرانية. ترامب أعلن بعد الاجتماع: "لا اتفاق حتى الآن. لا يوجد اتفاق حتى يكون اتفاقاً فعلياً." فيما أشار بوتين إلى وجود "تفاهم"، وهو ما نفاه الرئيس الأميركي.
ترامب أوضح أنه سيطلع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدداً من القادة الأوروبيين على تفاصيل المباحثات، مؤكداً أن الضغوط ستستمر على موسكو.
رسائل متضاربة وتصعيد كلامي
المشهد كان أكثر تعقيداً مع تضارب تصريحات ترامب نفسه خلال الأسبوع. ففي مؤتمر صحفي، هدّد بـ"عواقب شديدة" إذا لم يوقف بوتين الهجمات على أوكرانيا، لكنه سرعان ما اعترف أمام الصحافيين أنه لا يتوقع إقناع الرئيس الروسي بوقف استهداف المدنيين.
التوتر تصاعد أيضاً على خلفية سجال علني بين ترامب وديمتري مدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن حالياً. مدفيديف حذّر ترامب من "اللعب بلعبة الإنذارات النهائية"، فردّ الأخير على "تروث سوشال" معلناً أنه أصدر أوامر بتموضع غواصتين نوويتين أميركيتين في مناطق مرتبطة بروسيا، تحسباً لأي تصعيد.
وعود انتخابية تتراجع أمام الواقع
هذا الفشل في إحراز تقديم يعيد إلى الواجهة وعود ترامب الانتخابية التي أطلقها خلال حملته عام 2024، حين قال إنه قادر على إنهاء الحرب خلال 24 ساعة من دخوله البيت الأبيض. إلا أنه اعترف مؤخراً بأن ذلك التصريح كان "ساخراً بعض الشيء"، موضحاً أن قصده الحقيقي هو السعي إلى حل سريع، وإن لم يكن فورياً.
بين السياسة والإنسانية
وبينما لم تُثمر المفاوضات عن نتائج ملموسة، تبقى رسالة ميلانيا ترامب بمثابة بُعد إنساني نادر في مشهد سياسي شديد التعقيد. خطابها العاطفي الذي ركّز على الأطفال بدا وكأنه محاولة لإضفاء روح من الأمل وسط تصاعد لغة التهديدات والوعيد.
قد لا تكون الكلمات كافية لوقف حرب دامية، لكن ظهورها في هذا التوقيت يُظهر أن أصواتاً داخل البيت الأبيض تسعى لإعادة النقاش إلى جذوره الإنسانية، بعيداً عن الحسابات الاستراتيجية وحدها.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.