تبدو ترشيحات غولدن غلوبز لعام 2026 وكأنها تعكس مزيجاً مثيراً بين عودة الأسماء الكبيرة إلى الواجهة وصعود موجة عالمية جديدة تعيد تشكيل خريطة الجوائز الأميركية. هذا العام، بدا واضحاً أن المزاج السينمائي يميل نحو الأعمال التي تجمع بين البعد الإنساني العميق والطرح السياسي أو الثقافي الجريء، فيما حافظت الأفلام غير الناطقة بالإنكليزية على حضور لافت يؤكد اتساع أفق الصناعة وتحررها من مركزيتها التقليدية.
في صدارة الترشيحات، جاء فيلم One Battle After Another للمخرج بول توماس أندرسون، الذي تصدّر المشهد بتسع ترشيحات كاملة، بينها أفضل فيلم كوميدي، أفضل إخراج وأفضل سيناريو، إضافة إلى خمسة ترشيحات تمثيلية تعكس قوة طاقمه المكون من مشاهير. الفيلم، كما تشير ردود الفعل الأولى، يُعد إحدى أبرز المحطات في مسيرة أندرسون، لما يحمله من طرح سياسي معقّد وصياغة سينمائية محكمة.
أما المخرجة كلوي تشاو، فعادت بقوة من خلال فيلمها Hamnet، المستوحى من العلاقة التي جمعت وليم شكسبير بزوجته آنيس. العمل حصد ستة ترشيحات في فئات الدراما، جامعاً بين الحساسية البصرية المعتادة لدى تشاو وقدرتها على تحويل الحكاية التاريخية إلى تجربة إنسانية نابضة.
اللافت أيضاً كان حضور فيلم Sinners للمخرج رايان كوغلر، الذي نجح في تقديم خليط غير مألوف بين مصاصي الدماء والتعليقات الاجتماعية. الفيلم حصل على سبعة ترشيحات، بينها أفضل فيلم درامي، أفضل إخراج وأفضل إنجاز سينمائي، ليؤكد مرة أخرى قدرة كوغلر على مخاطبة الجمهور العريض دون التنازل عن العمق الفني.
الطابع العالمي للترشيحات كان أكثر وضوحاً هذا العام. الدراما النرويجية Sentimental Value حصدت ثماني ترشيحات، بينما سجّل الفيلم الفرنسي It Was Just an Accident حضوراً قوياً بأربع ترشيحات تحت توقيع المخرج الإيراني جعفر بناهي. إلى جانب ذلك، برزت كوريا الجنوبية والبرازيل بأعمال تجاوزت فئة الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، لترتقي إلى ترشيحات في التمثيل والأغنية والرسوم المتحركة.
في المقابل، لم تُحقّق بعض الأفلام المنتظرة الأداء المتوقع، مثل After the Hunt للوكّا غوادانيينو، الذي خرج بترشيح واحد فقط لجوليا روبرتس، وكذلك Wicked: For Good الذي اكتفى بترشيحات ثانوية.
بهذه القائمة المتنوعة، تؤكد غولدن غلوبز 2026 أن السينما أصبحت أكثر انفتاحاً وتعدداً، وأن المنافسة الحقيقية باتت تتجاوز حدود هوليوود نحو مشهد عالمي أكثر ثراءً وجرأة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.