منذ الأزل، ارتبطت المرأة بالمجوهرات ارتباطاً عاطفياً يتجاوز حدود الزينة. فهي تختار القطعة التي تروي قصتها، وتلمس وجدانها، وتُعبّر عن حسّها الجماليّ وهويتها الفردية. وفي كل مرحلة من حياتها، تبقى المجوهرات مرآة لذكرياتها ولحظاتها الخاصة. من هذا المنطلق، تطلق دار شوميه الفرنسية العريقة مجموعتها الجديدة للمجوهرات الراقية بعنوان "جواهر من الطبيعة "Jewels by Nature، كتحيّة مُرهفة للطبيعة بكل تعقيداتها وجمالها.
مجوهرات تحتفي بعالم حيّ نابض
المجموعة مؤلّفة من 54 قطعة تُجسّد من خلالها شوميه رؤيتها لعالم النبات والحيوان بوصفه كنزًا ثمينًا يجب تقديره، والحفاظ عليه، وتوريثه عبر الأجيال. تتمحور التصاميم حول ثلاث رؤى: الطبيعة الخالدة، الزائلة، والمتجددة. وقد استعانت الدار بعناصر من البيئة مثل الورود، البرسيم، الفراشات، السرخس، النحل، الطيور واليعاسيب، لإبداع قطع فنيّة تتنفس الجمال في كل تفصيل منها.
في الفصل الأول، نُشاهد الطبيعة الخالدة من خلال طقم Wild Rose المستوحى من تاج أرشيفي يعود للعام 1922، حيث تتفتح الوردة البرية بماسات صفراء نابضة بالحياة، في تناغم شاعري بين التاريخ والبراعة الحديثة. أما Clover and Ferns فيُمثل حواراً بين البرسيم والسرخس، مُرصّعاً بزمرّد كولومبي فاخر يعكس الحرفية والدقة في تنفيذ كل تفصيل نباتي.
بين الأزهار والرياح... شعر الطبيعة المتغيّرة
أما الفصل الثاني من المجموعة، فيأخذنا إلى مشاهد عابرة من الطبيعة، تُجسّدها أزهار قصيرة العمر مثل القرنفل والسوسن والداليا. وهنا يبرز طقم Carnation كقطعة فنية استثنائية بلونه الأزرق، المصقول بحرفية من الياقوت والماس، ليخلق تدرّجات لونية تحاكي الألوان المائية. وفي Sword-Lily، تتجلّى الزنابق على هيئة كروم من الماس تلتف حول العنق بأناقة عضوية، فيما يعبّر طقم Sweetshrub عن شاعرية نادرة تجمع بين اللآلئ، السبينيل، والياقوت الورديّ.
الطبيعة في هذا الفصل تظهر عابرة، لكنها آسرة، مثل لحظة ضوء تخطف الأنفاس ثم تختفي. وتُجسّد الفراشات والزهور هذه الهشاشة بجمالٍ لافت.
تجديد وإحياء... في لغة الذهب والأحجار
في الفصل الثالث، تنبع الحياة من جديد في مشاهد تحاكي الإحياء والتجدّد. أزهار الماغنوليا والداليا وزنبق الماء تطلّ كرموز للخصوبة والتجدد، وترافقها طيور القرقف الأزرق واليعاسيب في تحليقٍ خيالي. في طقم Water Lily، تلتقي أحجار التوباز الإمبراطوري والسبينيل في تركيبة تنطق بالشعر، بينما تُحاكي التفاصيل الدقيقة انعكاسات الضوء على سطح الماء، مُستحضرةً لوحة انطباعية حيّة.
نحل... يحلّق بين الأحجار
يبرز النحل في هذه المجموعة كبطل خفيّ، إذ يجسّد الرابط الحي بين الطبيعة والإنسان. وقد اختارته شوميه منذ عهد نابليون رمزاً للقوّة والحكمة، وهنا يتكرّر ظهوره في بروشات بنقشة قرص العسل مرصّعة بالأحجار، كتذكير بدوره الأساسي في التلقيح، وفي الحفاظ على توازن الطبيعة.
التزام بالحرفيّة والاستدامة
ولأن الجمال لا يكتمل من دون وعي أخلاقي، تلتزم شوميه باستخدام الأحجار الكريمة القابلة للتتبّع، بما في ذلك الماس المُعتمد من عملية كيمبرلي. وتُصمّم القطع في "12 فاندوم"، محترف الدار الباريسي، حيث يعمل أمهر الحرفيين على نحت الذهب وتطعيمه بأحجار مختارة بأقصى درجات الدقة.
شوميه: دار تتنفس الطبيعة
منذ أن بدأ مؤسس الدار ماري إتيان نيتو يوقّع رسائله بعبارة "صائغ طبيعي" في عام 1780، ورسالة شوميه كانت واضحة: الطبيعة ليست مصدر إلهام فقط، بل فلسفة كاملة. ومع مجموعات مثل La Nature de Chaumet و Le Jardin de Chaumet، وحتى المعرض الفريد الذي أُقيم في الدوحة عام 2024 بعنوان Chaumet & Nature، أثبتت الدار أنها واحدة من القلائل الذين يُجيدون تحويل الطبيعة إلى مجوهرات فنية تُلامس القلب قبل العين.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.