منذ أن أطلقت هيرميس سلسلة Chaîne d’ancre عام 1938 بتصميمها المستوحى من السلسلة البحرية، تحوّلت هذه القطعة إلى رمز خالد يعبّر عن القوة والحرية والانتماء إلى عالم الدار الباريسي. اليوم، تعود هذه الأيقونة العريقة بحلّة جديدة أكثر ابتكاراً، حيث قاد المصمّم بيير هاردي إبداعاته ليمنحها بُعداً معاصراً لا ينفصل عن إرثها الكلاسيكي. النتيجة مجموعة مجوهرات آسرة تجمع بين النعومة والجرأة، البساطة والتعقيد، لتلبي ذوق المرأة التي تبحث عن قطعة تحمل توقيعاً فنياً فريداً وتُبرز شخصيتها المتمرّدة.
بين البساطة والقوة
تعتمد هيرميس في هذه المجموعة على فلسفة التضاد: اللين في مواجهة الصلابة، والحد الأدنى في مواجهة الفخامة المطلقة. فكل حلقة في سلسلة Chaîne d’ancre تتحوّل إلى مساحة للتجريب، حيث نرى النسخة المصغّرة الرقيقة التي تكمل إطلالة يومية بسيطة، إلى جانب النسخ الضخمة اللافتة التي تفرض حضورها كختم مميّز يزيّن العنق أو المعصم. وفي كل الأحوال، تبقى البصمة واحدة: شكل السلسلة الذي لا يخضع للزمن.
براعة التفاصيل وحرفية الاستثناء
ما يميّز هذه المجموعة أنّها لا تكتفي بتجديد الشكل فحسب، بل تتوغل في عالم الخامات والأحجار الكريمة. نرى الذهب الأبيض أو الوردي وقد ازدانت حلقاته بأحجار الماس المرصوف في تشكيلات بديعة تعكس الضوء ببريق متغيّر، بينما تتزيّن قطع أخرى بالياقوت الأزرق أو الإسبنيل الأسود لتضفي عمقاً درامياً. وفي إحدى التحف اللافتة، يسطع عقد Chaîne d’ancre من الذهب الوردي المرصّع بـ 5,191 ماسة بوزن إجمالي بلغ 53.62 قيراطاً، تزيّنه حجر سفير برتقالي بقطع وسادة يزن 14.97 قيراطاً – قطعة تجسّد قمّة الفخامة الفرنسية.
تغييرات مفاجئة في المقياس
يلعب بيير هاردي بمهارة على مفهوم التباين في الأحجام. فالسلسلة نسفها قد تظهر بأشكال دقيقة أشبه بالهمسة، أو ضخمة جريئة تتدلّى كتصريح بصري قوي. هذا اللعب على المقياس يحوّل السلسلة من تفصيل صغير إلى بطل رئيسي في الإطلالة، ليمنح المرأة حرية اختيار ما يناسب شخصيتها ومزاجها.
مجوهرات تتخطّى التقاليد
لا تقتصر المجموعة على العقود والأساور فقط، بل تتعدّاها إلى قطع مبتكرة تعكس جرأة الدار. نرى السلسلة وقد تحوّلت إلى خاتم مزدوج أو ثلاثي بتصميم البانك يعبّر عن روح شابة متمرّدة، أو إلى حقيبة صغيرة Minaudière من الذهب الأبيض المرصّع بالماس يمكن ارتداؤها حول العنق أو المعصم كسوار نفيس. كما نجد الأقراط الأحادية التي تحمل بريقاً عصرياً، والأساور التي تجمع بين الذهب الوردي والفضة في مزيج غير متوقع. كل هذه الابتكارات تحافظ على الروح الفروسية الخاصة بهيرميس، لكنها تضيف إليها لمسة مستقبلية.
رحلة عبر الأحجار والألوان
إلى جانب الماس والياقوت، تحتفي هيرميس في هذه المجموعة بتنوّع الأحجار الكريمة. نرى التورمالين الأخضر بقطع بيضاوي (4.63 قيراطاً) يتجاور مع تورمالين متعدد الألوان بقطع كابوشون (46.55 قيراطاً) في عقد من الذهب الوردي، ليشكّلا معاً لوحة لونية آسرة. وفي إصدار آخر، تتلألأ أساور Calypso من الذهب الأصفر المرصّع بـ59 ماسة بوزن 2.54 قيراطاً، تتناغم مع قرط مفرد يضم ماسة رقيقة (0.09 قيراط). هذه الاختيارات تكشف عن شغف الدار باللعب على التناقضات اللونية والجمع بين النفحات المشرقة والدرامية في آن واحد.
أسلوب شخصي وهوية مميّزة
تتميّز Chaîne d’ancre الجديدة بأنها لا تفرض شكلاً واحداً للأنوثة، بل تفتح المجال أمام المرأة لتعيد صياغة هويتها عبر أسلوبها الخاص. فهي قد تختار عقداً بسيطاً من الفضة لإطلالة نهارية، أو خاتماً بتصميم البانك من الذهب الوردي لجرعة من الجرأة، أو قلادة مرصعة بالألماس لتزيّن مساءً استثنائياً. هذا التنوع يجعل المجموعة عابرة للزمن والمناسبات، ووفية في الوقت ذاته لجوهر هيرميس: المزج بين الحرفية الفائقة والابتكار الفني.
بين الماضي والمستقبل
بجرأتها وأناقتها، تثبت مجموعة Hermès Chaîne d’ancre أنّ المجوهرات ليست مجرد زينة، بل هي لغة فنية تعبّر عن الهوية والحرية والرغبة في التفرّد. إنها قطع تتحوّل مع مرور الزمن من إكسسوارات إلى رموز، ومن مجرّد تصميم إلى أسلوب حياة. ومع كل حلقة من حلقاتها، تؤكد هيرميس أنّها لا تزال سيدة التفاصيل، القادرة على تحويل أبسط الأشكال إلى أكثرها فرادة وتأثيراً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.