علي خليل عن علامة LEVUMA: مجوهراتنا هي فن تحويل الذكريات إلى شيء أبدي | Gheir

علي خليل عن علامة LEVUMA: مجوهراتنا هي فن تحويل الذكريات إلى شيء أبدي

مجوهرات  Oct 23, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

علي خليل عن علامة LEVUMA: مجوهراتنا هي فن تحويل الذكريات إلى شيء أبدي

من قلب مدينة أنتويرب البلجيكية، حيث يُصاغ الألماس منذ قرون بحرفية لا تُضاهى، وُلدت علامة LEVUMA عام 2016 على يد الشقيقين علي وميّسا خليل، لتُجسّد إرث أربعة أجيال من الخبرة في عالم الألماس، وتحوّله إلى رؤية تحتفي بالحميمية، والإرث، والجمال الدائم. تقدّم الدار مقاربة مختلفة للفخامة — فخامة هادئة تُقاس بالدقّة والتأمّل لا بالزخرف والمبالغة. في محترفاتها في أنتويرب، تُصاغ كل قطعة على مدى مئات الساعات لتروي حكاية من الضوء والخلود، مستخدمة أندر أنواع الألماس الملوّن والأحجار الاستثنائية. تخاطب LEVUMA نخبة من العملاء حول العالم من خلال مواعيد خاصة في لندن ودبي والرياض وباريس وغشتاد، حيث تُقدَّم المجوهرات كتجربة شخصية عميقة تجمع بين الفنّ والحرفة الرفيعة. ومن بين أبرز إبداعاتها، تتألّق قلادة وأقراط Rosée Éternelle التي ارتدتها ماريا كاري في حفل MTV لعام 2025، كرمزٍ للفخامة الصامتة التي تُعرّف هوية الدار.

في هذا الحوار الخاص، يتحدث علي خليل، المؤسس المشارك والمدير الإبداعي، عن العلاقة التي تجمع بين الإرث العائلي والابتكار المعاصر، وعن فلسفة LEVUMA التي ترى في الألماس أكثر من حجر ثمين — بل ذاكرة حيّة تنبض بالنور والجمال.

تعود جذور علامة LEVUMA إلى تقليد عائلي عريق في عالم الألماس. كيف أثّرت تجاربك الشخصية خلال نشأتك في هذا المجال على رؤية الدار اليوم؟

نشأت محاطة بالألماس — ليس فقط كأحجار ثمينة، بل كرموز للإرث، والصبر، والدقّة. علّمني والدي وجدّي كيف أقرأ الألماس كما يقرأ الآخرون الكتب — أن أفهم حياته، ونقائصه، ونوره. هذه الحساسية شكّلت رؤية LEVUMA : تكريم الانضباط الذي ورثناه من أجدادنا، مع التعبير عنه بطريقة عصرية تنبض بالمشاعر. بالنسبة إليّ، يجب أن تحمل كل قطعة مزيجاً من الجذور والروح — ثقل التاريخ مع انتعاش الخلق الجديد.

تركّز العلامة على الحميمية والإرث والجمال الدائم. كيف تترجم هذه القيم في تصاميمك؟

بالنسبة إليّ، تبدأ الحميمية من العلاقة التي نبنيها مع عملائنا — من الثقة، والحوار، والفهم العاطفي الذي يسبق كل إبداع. كل قطعة تحمل قصة تربطنا بالشخص الذي سيرتديها. أما الإرث، فينعكس في طريقة الصنع: كل تفصيل وكل زاوية تُنجز يدوياً في أنتويرب باستخدام المهارة الأوروبية التقليدية. أما الجمال الدائم، فيتحقق من خلال الانسجام — حوار بين التصميمم والألماس، حيث يُبرز كل منهما الآخر ليولّد شعوراً بالكمال الهادئ. أسلوب LEVUMA هو "الكلاسيكية المعاصرة": عصري في الروح، وخالد في التكوين.

تُعرف أنتويرب بأنها عاصمة الألماس في العالم. كيف أثّرت هذه المدينة على مقاربتك لفنّ المجوهرات الراقية؟

وُلدت في أنتويرب، لذا فإن روح المدينة تجري بطبيعة الحال في عروق LEVUMA. إنها مدينة جميلة وغنية بالتاريخ والفن، تعرف بفخامتها الهادئة ودقّتها وحرفيتها ونزاهتها. علّمتني نشأتي هناك أن الجمال الحقيقي لا يحتاج إلى صخب، بل يتجلّى في التفاصيل، والتناسب، والصدق. شكّلت أنتويرب ذوقي وانضباطي، وعلّمتني أن أقدّر الرقيّ على حساب المبالغة، وأن أبتكر قطعاً نقية وملهمة في آن.

تستغرق بعض قطعكم مئات الساعات من العمل. هل يمكنك أن تصفي لنا العملية الإبداعية والتقنية وراء ولادة قطعة من LEVUMA؟

كل شيء يبدأ من حجر — أو أحياناً من مجموعة أحجار استثنائية "تتحدث" مع بعضها البعض. أقضي أياماً أدرس زواياها ونِسَبها ونورها، متخيلةً كيف يمكن أن تنسجم معاً بتناغم. بعدها نبدأ بالرسم والنحت وصناعة النماذج الأولية — أحياناً عشرات المرات — إلى أن يصبح التصميم "حتمياً"، أي كأنه لم يكن ممكناً أن يكون على غير تلك الصورة. ثم تبدأ المرحلة الدقيقة من المطابقة: يجب أن تتنناغم كل أحجار الألماس في الحجم والنسبة واللمعان، وغالباً ما يُعاد قطع بعضها للوصول إلى التوازن المثالي. ومن هناك، يتولّى حرفيونا في أنتويرب إحياء القطعة عبر مئات الساعات من العمل اليدوي، من الترصيع الدقيق حتى اللمسة النهائية. النتيجة يجب أن تبدو طبيعية وسلسة، كأن الألماسات وُجدت منذ البداية بهذا الشكل.

يُعدّ الألماس الملوّن والقطع المصمّمة حسب الطلب جزءاً أساسياً من مجموعاتكم. ما الذي يجذبك إلى هذه الأحجار وكيف تختارينها؟

لطالما سحرني الألماس الملوّن — ندرته الفائقة، وفرادته، وعمق جماله لا مثيل لها. لا يوجد حجران متشابهان، كل منها يحمل شخصيته وعاطفته ونوره الخاص. يجذبني هذا الغموض، وتحدّي احتواء أكثر تعابير الطبيعة ندرةً في تصميم يليق بها. أما القطع المصمّمة حسب الطلب، فهي التعبير الأسمى عن الفخامة — إبداعات تُصنع يداً بيد مع العميل، عبر الثقة والرؤية والمشاعر المشتركة. أحبّ هذه الرحلة التي تبني إرثاً مشتركاً، وتحول القصة الشخصية إلى قطعة خالدة تُورَّث عبر الأجيال. إنها ليست مجرد مجوهران، بل فنّ تحويل الذكريات إلى شيء أبدي.

تتبدّل الصيحات، بينما تحكي قطعك قصصاً خالدة. كيف توازنين بين الإلهام المعاصر والتصميم الدائم؟

أفعل ذلك بإزالة كل ما هو زائد، وبالحرص على انسيابية التصميم. قطعنا جريئة في فكرتها، لكنها دقيقة في تنفيذها — الألماسات تبدو وكأنها تطفو، والأشكال متوازنة، والنِّسَب مثالية. أقول دائماً: الفخامة الحقيقية لا تتبع الموضة، بل تتخطاها. والنتيجة هي مجوهرات تبدو معاصرة اليوم، وخالدة في الغد.

تقدّم LEVUMA خدماتها لعملاء نخبة حول العالم من خلال مواعيد خاصة. كيف تخلقون تجربة فريدة وشخصية لكل عميل؟

كل علاقة تبدأ بالثقة. معظم عملائنا نلتقيهم بشكل خاص — في منازلهم، أو الفنادق، أو على يخوتهم، أو في أماكن حميمة — بعيداً عن الأجواء التجارية المعتادة. نصغي بعمق لقصصهم، نفهم أذواقهم ومشاعرهم، ثم نبتكر أو نختار القطع التي تعكس شخصياتهم. العديد من عملائنا أصبحوا أصدقاء مقربين. العملية ليست تجارية أبداً، بل شخصية وسرّية ومبنية على التواصل الإنساني. هدفنا دائماً أن نبني علاقة طويلة الأمد، وأن نرافق عملاءنا في لحظاتهم السعيدة — من المحطات الكبرى إلى المناسبات الخاصة التي تضيف معنى للحياة.

حظت قلادة وأقراط Rosée Éternelle باهتمام عالمي بعد أن ارتدتها ماريا كاري في حفل MTV VMAs لعام 2025. كيف شعرتِ عند رؤية تصاميمك على منصة بهذا الحجم؟

كان لحظة مؤثرة إلى حدّ لا يوصف — ليس فقط من أجل الشهرة، بل لأن ماريا كاري جسّدت روح القطعة: الأبدية، القوة، والتألّق. استغرق تنفيذ Rosée Éternelle أكثر من 600 ساعة من الحرفية الدقيقة، مع مطابقة وإعادة قطع كل ألماسة لتحقيق التناغم الكامل. رؤيتها تتلألأ على مسرح عالمي كان تتويجاً لرحلة طويلة من العمل، واحتفالاً بفلسف LEVUMA : أن الجمال الحقيقي، حين يكون صافياً، يتحدث لغةً يفهمها الجميع.

في عالم يتغيّر بسرعة، كيف تحافظ LEVUMA على الابتكار دون أن تفقد جذورها؟

نحن نبتكر من خلال التطوّر الهادئ، لا عبر القطيعة. فالابتكار في LEVUMA لا يعني مطاردة الجِدّة، بل إيجاد طرق جديدة للتعبير عن القيم الخالدة. نجرب قصّات جديدة للألماس، أو مواد متقدمة مثل التيتانيوم لنحقق الخفة والانسيابية، ومع ذلك تبقى الحرفية تقليدية تماماً، بلمسة حرفيينا في أنتويرب. الإرث بالنسبة إلينا ليس الماضي، بل الأساس الذي نبني عليه كل يوم. نحافظ عليه من خلال التمسك بمعايير التميّز، مع السماح للتصميم والتقنية بالتطور الطبيعي. هذا التوازن بين التقاليد والحداثة هو ما يُبقي LEVUMA نابضة، وذات صدى عاطفي دائم.

أصبحت الاستدامة محوراً أساسياً في عالم المجوهرات. كيف تتعامل LEVUMA مع مسألة المصادر الأخلاقية والممارسات المسؤولة؟

الاستدامة بالنسبة إلينا مسألة نزاهة واحترام — للطبيعة، وللناس، وللإرث. نحن نستخدم فقط الألماس المستخرج أخلاقياً والذهب المعاد تدويره، ونتعاون مع مناجم تُحدث أثراً إيجابياً في مجتمعاتها المحلية. كل قرار نتخذه يستند إلى قناعة بأن الفخامة الحقيقية يجب أن تخلق خيراً يتجاوز الجمال. كما نعمل على تأسيس "مؤسسة LEVUMA"، التي ستركّز على دعم التعليم في المناطق المحرومة، خصوصاً تلك المرتبطة بإرث عائلتنا في تجارة الألماس. نؤمن بأن التعليم هو الوسيلة الأعمق والأطول أثراً لتمكين المجتمعات، وأن الاستدامة لا تتعلق بالمواد فحسب، بل ببناء مستقبل أكثر معنىً وعدلاً.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

المجوهرات