حوار خاص مع مؤسسة Tripat: أؤمن بأن للمجوهرات المعاصرة قدرة فريدة على حفظ التراث | Gheir

حوار خاص مع مؤسسة Tripat: أؤمن بأن للمجوهرات المعاصرة قدرة فريدة على حفظ التراث

مجوهرات  Nov 25, 2025     
×

حوار خاص مع مؤسسة Tripat: أؤمن بأن للمجوهرات المعاصرة قدرة فريدة على حفظ التراث

من عمق الحرفية الهندية وروح الجمال المعاصر، تنطلق Tripat كعلامة تعيد تعريف مفهوم المجوهرات اليومية عبر قطع خالدة تحمل طابعاً شخصياً وشاعرياً. بأسلوب يمزج الإرث بالحداثة، تُصاغ كل قطعة من الذهب المعاد تدويره وتُرصّع بأحجار كريمة مختارة بعناية، لتصبح أشبه بذكرى تُولد مع من ترتديها. ومع أول ظهور للعلامة في المنطقة عبر عرضها المرتقب في دبي نهاية نوفمبر، تستعد Tripat لفتح فصل جديد من الحوار بين الشرق والغرب، مقدّمة مجوهرات تعكس إحساساً عميقاً، ورؤية تحتفي بالمرأة وقصصها. مع المصممة Sanah Khurana كانت لنا المقابلة التالية:

ما الذي ألهمك لإطلاق علامة Tripat، وكيف ينعكس إرثك الهندي في فلسفتك التصميمية؟

Tripat ليست مجرد فن أو شغف بالنسبة لي، بل هي تحية لجدّتي التي تحمل العلامة اسمها. كانت عاشقة للمجوهرات الكلاسيكية والخالدة، وهذا الشغف انتقل إليّ وظلّ في داخلي كالبذرة. ومع أنني درست وعملت في تصميم الأزياء، فإن هذه البذرة لم تزهر إلّا في عام 2021 بعد إنهائي لدراسة الماجستير وعملي مع مصممة مجوهرات هولندية. عندها اكتشفت شغفي الحقيقي، ووجدت نفسي غارقة في الرسم والتخطيط والأحلام.
في الهند، غالباً ما تكون المجوهرات الموروثة قطعاً فخمة وثقيلة، محفوظة في صناديق المخمل ولا تظهر إلّا في المناسبات. أحب هذا الإرث، لكنني رغبت في إعادة صياغته. أردت مجوهرات تراثية لكن خفيفة، عصرية، ممتعة، وتتحرك بانسيابية. أردت للأحجار الكريمة أن تكون حرّة، تماماً كالشابات اللواتي سيرتدينها. لذلك صمّمت تعليقات وقلادات قابلة للتحويل والابتكار، تُمزج وتُنسّق بطُرق تعبّر عن فردية كل امرأة.

كيف توفّقين بين الحرفية التقليدية واللمسات العصرية في مجموعاتك؟

التقاليد جزء أساسي من وجداني، لكنني شعرت أنها بحاجة إلى التطوّر. فالكثير من القطع التقليدية تُعجبنا لكنها تبقى في الصناديق. أردت إعادة تخيّل هذه القطع لامرأة اليوم، وأن أصنع مجوهرات أرتديها الآن وأورثها لاحقاً.
لم يكن من السهل إيجاد حرفيين قادرين على ترجمة هذا التوازن الدقيق بين التراث والحداثة. لكنني كنت محظوظة بلقاء كارغرز يمتلكون خبرات متوارثة، وفي الوقت نفسه نظرة مستقبلية. هم، مثلي، يدركون قيمة التقليد وضرورة تطويره ومشاركته مع العالم.

كيف تختارين القصص أو الرموز أو المشاعر التي تُحوّلينها إلى مجوهرات؟

أحب هذا السؤال كثيراً. سأكون صريحة: لدي ضعف كبير أمام القصص الذكية والأشياء البسيطة التي تخفي حكايات مذهلة. خذي مثال صدفة الـ conch . كنت أحب جمعها مثل أي طفل، لكنني حين اكتشفت أنها رمز للإله فيشنو في الهندوسية، وأنها تُستخدم يومياً في الطقوس، وأن صوتها كان يعلن بدء ونهاية الحروب في الأزمنة القديمة… شعرت بقشعريرة. هذا النوع من القصص يشعل خيالي فوراً، ويجعلني أرغب في التعبير عنه بفني.

Tripat تستخدم الذهب المعاد تدويره والأحجار الكريمة المستخرجة بمسؤولية. كيف تشكّل الاستدامة والأخلاقيات هوية العلامة؟

الاستدامة والأخلاقيات جزء جوهري من قناعاتي قبل تأسيس Tripat بسنوات. كنت أعرف منذ البداية شرطين لا يمكن التنازل عنهما: ألا ألحق أي ضرر بالأرض، وأن يُعامل كل شخص يعمل على قطع Tripat باحترام وعدالة. لذلك أرفض استخدام مواد ذات مصادر مشكوك بها، أو التعامل مع مورّدين يفتقرون للشفافية. على الصعيد الشخصي، أتنقّل بدراجتي الكهربائية للحفاظ على بصمة كربونية منخفضة، وأعتمد نظاماً منزلياً خالياً من الهدر. وفي المستقبل، أطمح بأن تصبح Tripat علامة حاصلة على شهادة B-Corp .

قطعك توصف بأنها “مجوهرات حديثة قابلة للتوارث”. كيف تضمنين أن يحمل كل تصميم رابطاً عاطفياً مع من يرتديه؟

المجوهرات تصبح شخصية حين ترتبط بمشاعر وتجارب من يقتنيها. أحب أن أمنح العملاء مساحة لجعل قطعهم أكثر قرباً لقلوبهم. فعميلة رُزقت بتوأم خصّصت قلادة Tulip بأحجار الميلاد الخاصة بهما: الزمرد والأماثيست. وأخرى رغبت في نقش اسم ابنتها مع نجمة صغيرة على تعليق Ghungroo . هذه التفاصيل الصغيرة لا نكتفي بالسماح بها… بل نشجّعها.

ماذا يعني لكِ إطلاق Tripat لأول مرة في الشرق الأوسط؟

الشرق الأوسط، وبشكل خاص دبي، ليس مجرد وجهة بالنسبة لي. إنه مدينة تربط الماضي بالمستقبل، حيث يلتقي السوق التقليدي بناطحات السحاب. لم يكن هناك مكان أفضل للكشف عن مجموعتي الأولى التي تمزج بين تجاربي الشرقية وحساسيتي الغربية. وللمفارقة الجميلة، فقد عشت في دبي لفترة قصيرة في طفولتي… ومنذ ذلك الوقت وأنا أحبها.

هل طوّعتِ عناصر تصميمية خاصة بالمنطقة، أم تفضلين الحفاظ على طابع عالمي؟

أجد من المدهش كيف تنتقل الرموز والأساطير بين الثقافات عبر الزمن. مجموعتي تستوحي من عوالم متعددة، وليس من منطقة محددة. ورغم أنني لم أُدخل عناصر محلية مخصّصة للشرق الأوسط، فإن كثيراً من الرموز في المجموعة تبدو مألوفة هنا. مثل تعليقة الـBeetle المستوحاة من رمز إعادة الولادة في مصر القديمة، أو قلادة الـJaali التي تُذكّر بالعمارة الفارسية. رؤيتي هي أن تخاطب Tripat المرأة العالمية التي تقدّر الجمال الحديث والإرث العريق في آن واحد.

كيف يمكن للمجوهرات المعاصرة أن تحفظ التراث الثقافي وتظلّ جذابة لجمهور عالمي؟

أؤمن بأن للمجوهرات المعاصرة قدرة فريدة على حفظ التراث عبر إعادة تقديمه بشكل يناسب زمننا. ليس الهدف نقل الشكل التقليدي كما هو، بل إبقاء روحه—المعنى، والرمز، والقصة—مع صياغة تصميم حديث، مرن، وقابل للارتداء اليومي. حين نُوازن بين الحرفية والأناقة العصرية، نكون قد منحنا التراث حياة جديدة.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

المجوهرات