الأحجار الكريمة في المجوهرات: تاريخ حيّ وقطع فاخرة | Gheir

الأحجار الكريمة في المجوهرات: تاريخ حيّ وقطع فاخرة

مجوهرات  Oct 17, 2015     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
Loading the player...
×

الأحجار الكريمة في المجوهرات: تاريخ حيّ وقطع فاخرة

هل سألتِ نفسك منذ متى بدأتِ تعشقين المجوهرات؟ إنه سؤال صعب لجميعنا وكأنّ شغفنا بالمجوهرات هذا يأتي مع الجينات الوراثية عبر الأجيال، فمنذ الأزل عرفت الأحجار الكريمة بفوائدها وجمالها، وأهمّها الأحجار الثلاثة الرئيسية: السافير و الياقوت والزمرّد، فحجر السافير يُعرف بأنه يجلب الرخاء والأمان ويطرد الخوف، أما حجر الياقوت فإنه رمز الحب ويقوّي القلب، أما حجر الزمرّد الفاخر فهو رمز الامل.

واستخدمت الأحجار الثلاثة الثمينة منذ الأزل ولكل منها تاريخ حيّ حافل بالأساطير، حتى في التاريخ الحديث ظهرت هذه الأحجار الكريمة في مجوهرات فاخرة ابتداءً من الخواتم وصولاً إلى تيجان الملوك والأمراء، ولكن لم تكن هي فقط من يصنع جمال المجوهرات بل دخلت أحجار أخرى ملونة كريمة وشبه كريمة إلى عالم المجوهرات وكانت تؤثر وتتأثر بالثقافة والأزياء و الوضع الاقتصادي في كل عصر من عصور التاريخ، فكيف كانت؟
أحجار العقيق الحمراء سجلت حضوراً قوياً في فترة العصر الجورجي في أوروبا القرن الثامن عشر، حينها تميّزت بقصات مسطحة تحاكي شكلها الطبيعي مع زخارف نباتية متميّزة مثل مشبك DB Gems Portugues المصمّم منذ عام 1730 م وسوار من تصميم Simon Teakle، وفي الفترة ما بين القرنين الثامن عشر و التاسع عشر تميزت المجوهرات الملونة بأحجار متنوّعة فكانت أشبه بكرنفال مترف من الزبرجد والجمشت والتوباز الذي كان من الأحجار التي اشتهرت بها البرتغال وإسبانيا في أوروبا قبل عام 1809.
في العصر الفيكتوري في أوروبا توافرت المجوهرات للنساء بمختلف الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، وبعدما كانت تُصنع قطع المجوهرات القديمة يدوياً تغيّرت طريقة الإنتاج بعد الثورة الصناعية فبدت أكثر سرعة وأقل كلفة، واستخدم حينها صائغو المجوهرات معاني ورموز الأحجار في تصميم مجوهراتهم التي اقتبسوها من العصور الوسطى والقديمة منذ زمن الفراعنة، على سبيل المثال كانت توضع المجوهرات بحبات اللؤلؤ، التي كانت تعني الدموع، مع حبات العقيق الأسود في مناسبات الحزن والحداد.
وخلال فترات العصر الفيكتوري الطويلة شهدت تلك الفترة وخلال القرن التاسع عشر استخدامات واسعة لأحجار فاخرة متنوعة ومنها العقيق اليماني الذي لقي رواجاً بعد وفاة الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا، ولكن أكثر حجر ثمين عاش أمجاده في العصر الفيكتوري كان الفيروز الذي يرمز إلى الحب وصدّ الحسد والعين، و رصعت المجوهرات بأشكالها بالفيروز الأزرق الثمين مع الذهب أو الأحجار الكريمة الأخرى فوجدناها في المشابك والقلائد والأساور مثل السوار العتيق Kentshire المصنوع منذ عام 1838 في فرنسا من الذهب عيار 18 قيراطاً والفضة والفيروز المرصوف على شكل ثعبان مع عينين من الياقوت الأحمر.
وخلال نهاية العصر الفيكتوري انتشر استخدام حجر الأوبال في المجوهرات المختلفة، وفي عصر الفن الحديث استُخدمت الأحجار المختلفة في تعزيز التصميم ذاته بطريقة واقعية وطبيعية وأحياناً هندسية باستخدام أحجار القمر والجمشت، وبعد أن تأثر المصمّموون والصاغة بالثقافات الآسيوية والهندية بات تنوّع الأحجار واضحاً على قطع المجوهرات بإضافة حجر الجاد و اللبيس مع الأحجار الكريمة الأساسية الثلاثة مثل الدبوس الفاخر La Vieille Russie Art Deco من عام 1920 والمصنوع من البلاتينيوم و الماس والعقيق اليماني الأسود مع حبّات مقطوعة بقصة الكابوشون لأحجار الياقوت والسافير والزمرّد والجمشت والسيترين.
في عصرنا الحالي باتت الأحجار شبه الكريمة مثل السيترين أو الياقوت الأصفر و الأميثيست تُستعمل بأحجام كبيرة فقط في القطع الصريحة والفاخرة، بحيث ترصّع بالماس و تُقرن مع أحجار الياقوت أو الزمرّد الفاخر مثل قطعة السيترين الكبيرة في خاتم الذهب الأبيض والأصفر عيار 18 قيراطاً وماسات تجاور الحجر على يمينه ويساره، هذا الخاتم المترف وُجد من فترة الأربعينيات.
المجوهرات