للممثلة إليزابيث تايلور علاقة حب مع المجوهرات تتخطى كل الحدود... هذا الحب بدأت فصوله تتفتّح، منذ أن رأت عيناها النور عندما كانت لا تزال طفلة رضيعة. في تصريح لها، أوضحت تايلور ذات يوم: "قالت لي أمي إنه عندما وُلدت، بقيتُ مغمضة العينين ثمانية أيام. ولما فتحت عينيّ، كان خاتم الزواج الذهبي الذي وضعته في إصبعها، أول شيء رأيته في حياتي".
ومنذ ذلك الوقت، سعت إليزابيث تايلور للحصول على أغلى المجوهرات ثمناً في العالم، وعلى أجملها، وأكثرها حصريةً وفخامةً، والتي حملت توقيع دور راقية، شأن بوشرون وبولغاري وكارتييه وشوبارد وتيفاني وفان كليف أند أربلز وديفيد ويب وغيرها...
عام 1945، حصلت ليز على أول قطعة مجوهرات ثمينة، كانت عبارة عن بروش ذهبية مرصّعة بالأحجار الكريمة، وقد قدّمتها هديةً لوالدتها، بعدما عمدت إلى ادخار مصروفها لأشهر، حتى تتمكن من جمع ثمن هذه القطعة.
الأحجار الكريمة تزيّن إطلالة إليزابيث
في مرحلة الشباب الأولى، بدأت الشابة الجميلة تقتني المجوهرات البسيطة، إلى أن تزوّجت بمايك تود، الذي كان يروقه أن يدلل زوجته بإهدائها المجوهرات الفاخرة، من بينها طقم من الياقوت والماس من كارتييه، خاتم خطوبة مرصّع بالماس، وعقد من الماس بتصميم معتق قديم.
لم تكن إليزابيث بحاجة إلى مناسبة معينة لكي تتزيّن بالمجوهرات الفاخرة. فكل يوم بالنسبة لها كان يحمل معه الكثير من الأسباب للاحتفال وللتألق بإطلالة تخلب الألباب. وهي التي كانت تمتلك من الجمال ما يكفي ليجعلها واحدة من أجمل نساء العالم، لم يكن ينقصها سوى القليل من البريق لكي تتحوّل إلى ملكة حقيقية تمتدّ حدود مملكتها، مملكة الجمال والأناقة والإغواء، إلى مختلف أصقاع الأرض.
عندما تزوجت بريتشارد بورتون، تمكنت إليزابيث تايلور أيضاً من الحصول على عدد من أهمّ قطع المجوهرات في العالم. الحب كان قوياً بينهما، لدرجة أن بورتون لم يكن يحتاج إلى أيّ ذريعة، لكي يقدّم المجوهرات الباهظة لحبيبته. وقد سبق لتايلور أن أعربت عن إعجابها الكبير ببورتون، إذ قالت: "لم أكن أحتاج لأن أتناقش معه بشأن المجوهرات... لقد كان كريماً للغاية، إلى درجة أنه كان يقدّمها لي تلقائياً". ومعاً، تمكنا من الحصول على بعض قطع المجوهرات التي لم تتكرر عبر التاريخ، شأن طقم The Grand Duchess Vladimir ، وهو طقم من الماس والزمرّد من بولغاري،خاتم ماسة Krupp بلغت قيمته آنذاك 385 ألف دولار، عقد لؤلؤ La Peregrina حصلت عليه بمناسبة عيد ميلادها الـ37، وغيرها... فلطالما رغب بورتون في الحصول على القطع الفاخرة، وتحديداً تلك التي تحمل معاني تاريخية مميزة.
اللؤلؤ لزينة الشعر أيضاً!
وكان لإليزابيث تايلور أيضاً أسلوبها الخاص في التزيّن بالمجوهرات. فلطالما طلبت من مصفف شعرها في باريس، أن يزيّن رأسها بحبات اللؤلؤ، أو عقد شعرها باستعمال بروش مرصّع بالأحجار الكريمة الفاخرة.
وفي حفل The Proust Ball، خطفت تايلور الأضواء من أرقى الشخصيات التي ضمّت الأميرة غريس كيلي ودوق ودوقة ويندسور وأودري هيبورن، عندما ظهرت وهي تزيّن شعرها بالأحجار الكريمة والمجوهرات التي حملت توقيع دار فان كليف أند أربلز.
إليزابيث تايلور... تعير مجوهراتها!
غير أن عشق ليز الكبير للمجوهرات لم يمنعها من أن تكون كريمة ومعطاءة، إذ لم تتردّد هذه المرأة الفاتنة، في إعارة بعض مجوهراتها للمتاحف، أو السماح لبعض المعجبات بتجربتها، حت يتمكن الناس في العالم أجمع، من تقدير قيمة هذه القطع وروعتها. ويروي البعض أنها أعارت بروشاً من الزمرد والماس بقيمة 150 ألف دولار، لإحدى الممثلات في مسرحية هاملت، لكي تستعمله كزر أمان، بعدما تضررت سحابتها!
وفي عام 2002، أصدرت إليزبيث تايلور كتاباً عنوان "قصة حبي غير المشروعة مع المجوهرات"، أتاحت من خلاله للجمهور الاطلاع على مجموعتها الغنية والفاخرة من المجوهرات. وفي إحدى الصفحات كتبت: "أنا محظوظة حقاً بامتلاكي بعض قطع المجوهرات المهمة، رغم أنني لا أصدّق أنني أمتلك هذه الحليّ، أشعر بأنني هنا لأحرسها، ولكي أمنحها أفضل عناية ممكنة، ولكي أسهر على سلامتها، وأغدق عليها بالحب".
وفي صفحة أخرى كتبت: "عندما أنظر إلى مجوهراتي، أدرك كم أنني فتاة محظوظة، وأحياناً أفكر ماذا سيحلّ بها، فقد ينتهي بها المطاف في مزاد علني، وستتفرّق في مختلف أصقاع الأرض، وأتمنى على كل من سيشتري إحدى هذه القطع، أن يحبها تماماً كما أحبها أنا، وأن يدرك أن اقتناء المجوهرات، ما هو إلا هدية مؤقتة. ففي الحقيقة نحن "المالكين" لسنا سوى رعاة لهذه القطع. فلا يمكن لأحد أن يمتلك اللوحات الخالدة، لا يمكن لأحد أن يمتلك شيئاً بهذا الجمال. نحن فقط مشرفون وأوصياء على هذه القطع".
بعد وفاة إليزابيث تايلور في مارس عام 2011، تحققت نبوءتها، إذ طرحت مجموعتها التي ضمّت حوالى 300 قطعة مجوهرات فاخرة، للبيع في المزاد العلني في لندن... وهكذات تفرّقت هذه المجوهرات، وإن بقيت خالدة في ذاكرة الجمهور العريض، لكونها دائمة الارتباط بصورة الممثلة التي سحرت الدنيا بجمالها...