كشفت مجموعة LVMH الفرنسية الفاخرة في نوفمبر الماضي عن أضخم صفقة في تاريخ قطاع الرفاهية، حين أعلنت عن خططها للاستحواذ على علامة المجوهرات الأميركية الأشهر تيفاني أند كو Tiffany & Co بقيمة تتجاوز 16 مليار دولار، ما أدى إلى انتعاشة غير مسبوقة وتفاؤل يُحيط بمستقبل الموضة الفاخرة العالمية، وقال حينها الرئيس التنفيذي لشركة LVMH، برنارد أرنو إن تيفاني "ستزدهر لقرون مقبلة".
الأمور لم تسر على ما يرام، وتدهور الاتفاق الأغلى ثمناً حيث أعلنت LVMH أنها ستنسحب من الصفقة، وذلك بعدما استشهدت المجموعة بطلب غير عادي من الحكومة الفرنسية لتأجيل إتمام الصفقة، بالإضافة إلى أسباب مُتعلقة بالأضرار التي لحقت بصناعة الرفاهية بسبب الوباء.
وعلى الفور، رفعت تيفاني أند كو دعوى قضائية في محكمة ديلاوير لمحاولة إجبار LVMH على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية بموجب اتفاقية الاندماج، ويقول روجر فرح رئيس مجلس إدارة تيفاني أند كو: "نأسف لاضطرارنا إلى اتخاذ هذا الإجراء، لكن LVMH لم تترك لنا أي خيار سوى بدء التقاضي لحماية شركتنا ومسهمينا".
انتقام سياسي أم تأثير كورونا؟
قالت LVMH في بيانها إنها لا تستطيع إتمام الصفقة مع تيفاني أند كو كما هي في صورتها الحالية، وأشارت إلى طلب وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي تأجيل الصفقة إلى ما بعد 6 يناير 2021، وذلك في أعقاب تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على مجموعة من المنتجات الفرنسية.
من خلال قراءة بيانات الطرفين، لا يُمكن إغفال الجوانب السياسية حتى إن بعض خبراء الاقتصاد وصفوا الأمر بأنها "لعبة سياسية" للانتقام من أميركا بعدما هددت بفرض رسوم جمركية على السلع الفاخرة الفرنسية في رد على الضرائب التي فرضتها فرنسا سابقاً على الخدمات الرقميّة، وأثّرت بدورها على الشركات الأميركية العملاقة مثل أمازون وفيسبوك.
من جهتها، صرّحت تيفاني أند كو أنه بموجب شروط اتفاقية الاندماج تتحمل LVMH جميع المخاطر المالية المتعلقة باتجاهات الصناعة والظروف الاقتصادية، وخلال الفترة الماضية ألمحت عدة تقارير إلى أن LVMH استغرقت وقتاً أطول مما كان متوقعاً في البداية، وتزايدت المخاوف في بعض الأوساط من أنها كانت تُماطل خلال إجراءات إتمام الصفقة.
السبب الحقيقي وراء توقف الصفقة
المشهد الضبابي في أميركا بعد الأحداث العنصرية والانتخابات الأميركية المُرتقبة إلى جانب التدهور العام في الاقتصاد بعد تفشي الجائحة، كان ضمن الأسباب التي يُشير إليها خبراء الاقتصاد كمعوقات أمام مجموعة LVMH الفرنسية للاستحواذ على تيفاني أند كو، فيما يُرجح البعض بقوة أن الدافع وراء انسحاب LVMH من إتمام الصفقة هو "مناورة تكتيكية" من أجل وضع شروط أخرى أو رُبما خفض قيمة الصفقة، أو للتفاوض ومُراجعة التعريفات الجمركية الجديدة المفروضة على السلع الفرنسية في أميركا وإن كانت تيفاني أند كو تُشير إلى أن التعريفات الجديدة المُقترحة لم يُعلن عنها أو تُناقش علناً.
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.