الحاجة إلى تجسيد ثراء الثقافة المحلية التقليدية والمعاصرة كانت المُحرك وراء إبداعات ندى السليطي مُصمّمة المجوهرات القطرية، ومؤسّسة دار هيرات لابتكار قطع فريدة تعكس الثقافة والهندسة المعمارية، وبالرغم من إلهامها المحلي لكنها تتمتع بخطوط عالمية مُعاصرة جعلتها تحصد العديد من الجوائز العالمية المرموقة.
عبر مُقابلتنا ترافقنا ندى السليطي في رحلتها إلى عالم المجوهرات، وكيف أسست علامتها هيرات HAIRAAT ذات البصمة المعاصرة، تنبض تصاميمها بالتفاصيل الدقيقة المُترفة وابتكارات حُلي الإيربود الفريدة من نوعها، وتُشاركنا نصائحها لتنسيق المجوهرات بجرأة.
أخبرينا عن روح Hairaat وكيف تأسست علامتكِ؟
يكمن جوهر Hairaat في الازدواجية الفريدة للخيوط الثقافية "التقليدية" و"الحديثة" المنسوجة معاً لابتكار قطع ذات روابط خالدة. في عام 2011، عندما بدأت هذه الرحلة لأول مرة، كان هدفي هو الجمع بين الثقافة والهندسة المعمارية الرائعة في قطر مع أعلى معايير تصميم المجوهرات الفاخرة. يكمن جمال هيرات في التراث الفريد والقصص والذكريات التي تتكشف عنها كل قطعة.
هذه الحاجة إلى تجسيد ثقافتنا في المجوهرات نابعة في الأصل من قضاء وقتي في أوروبا. بقدر ما أعجبت بالمجوهرات التي أعشقها، لا يسعني إلا أن ألاحظ النقص الواضح في التمثيل عندما يتعلق الأمر بثقافتنا حيث تُصنع معظم القطع بواسطة مصممين عالميين بأسلوب قد يعكس ما على السطح فقط، ولكنها تفشل في عكس الأناقة الحقيقية وكثافة تراثنا.
ومنذ ذلك الحين، رأيت أن مهمتي هي التعبير عن جمال الثقافة غير المرئي وغير المعروف من خلال كل منحنى وزاوية المجوهرات التي أصنعها. بدءاً من اسم "هيرات" المستوحى من ثقافة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ في المنطقة.
أخبرينا المزيد عن أحدث مجموعاتكِ، والقطعة المفضلة لديكِ.
كل أعمالي عزيزة عليّ، ولكن إذا اضطررت اختيار واحدة، فستكون ساكورا، التي فازت أيضاً بجائزة Merit للتميز الدولي في تصميم المجوهرات من هونغ كونغ عام 2017، لأنها أكثر قطعة تتمتع بصدى مع جمهوري.
عندما يتعلق الأمر بمجموعتي الأخيرة، الجساسيةAl Jassasiya، لا توجد كلمات يمكن أن تصف بدقة الجهود والمحاولات المبذولة في تصميمها. القطع مستوحاة من المنحوتات الصخرية في الجساسية الواقعة على هذا الساحل الجميل في قطر. هذه الشواطئ الرملية هي سبب إطلاق المجموعة من الذهب عيار 18 قيراطاً في عام 2017، ثم طُوّرت إلى قطع مخصصة لعملائنا من البلاتين. لقد استقبلها عملاؤنا استقبالاً جيداً لدرجة أننا قدّمنا المجموعة تدريجياً من الياقوت الأزرق والوردي والياقوت الأحمر والزمرد، وبحلول عام 2019، كانت تتألف من العديد من الأحجار شبه الكريمة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي عام 2020، قدمنا أيضاً بالمينا لتُناسب رغبة عملائنا في الحصول على قطع معاصرة خفيفة ومرحة.
إجمالاً، لقد تأكدنا من أن مجموعة الجساسية هي القطعة الحرفية المثالية لإيصال مزيج رائع من التقليدية والمعاصرة لمجتمعنا.
ما هي المواد التي تستخدمينها عادة في مجوهراتكِ؟ وما هي أحجاركِ الكريمة المفضلة، ولماذا؟
كل قطعة من مجوهرات هيرات تجسد وتُلهم قصة مختلفة، وتتطلب كل قصة التعبير عنها من خلال حجر مختلف أو مزيج من الأحجار. لتحقيق ترجمة دقيقة للقصة أو للذكرى، نستخدم مجموعة متنوعة من الأحجار. بدءاً من الذهب الأساس عيار 18 قيراطاً إلى جميع الأحجار الكريمة المختلفة، مثل الياقوت الأحمر والياقوت الأزرق والماس والتوباز والأكوامارين واللؤلؤ.
أما بالنسبة إلى الحجر المفضّل لدي، ربما أقول حجر ألكسندريت فهناك شيء رائع للغاية يتعلق بخصائص تغيير لونه. والتفاعل المثير للاهتمام عند مشاهدة كيف أن مجرد لمسة من ضوء الشمس يشكل الحجر نفسه في اتجاه جديد كلياً.
هذه السمة الغريبة هي التي ألهمتني لدمج حجر ألكسندريت في قطعة "التعليم فوق الجميع" للاحتفال بالوصول إلى 10 ملايين طفل من المحتاجين في جميع أنحاء العالم. يكمن التشبيه هنا في كيفية قدرة التعليم على الوصول إلى العقول وتغيير الأيديولوجية البشرية.
من هو الشخص الذي يلهمكِ، وهل لديكِ ملهمة ما؟
ترتبط ذاكرتي الأولى بالمجوهرات مع والدتي. حيث كانت رحلات التسوّق معها هي المكان الذي بدأ فيه افتتاني بالمجوهرات. إنه المكان الذي تعلمت فيه وفهمت لأول مرة عن الأحجار الكريمة واللآلئ، وكيف نُسجت برفق معاً لتشكيل تصاميم وأنماط معقدة تثير ابتسامات لا حصر لها.
اليوم، أحد أكبر مصادر إلهامي هو رؤية نفس الابتسامات على عميلاتي عندما يغادرن مُزدانات بقطعة من Hairaat.
من هي المرأة التي تصممين لها المجوهرات؟ وكيف تصفين من تختار مجوهرات هيرات؟
أي امرأة تبحث عن مجوهرات استثنائية لتكمل رحلتها الفريدة هي امرأة هيرات. المرأة التي تختار هيرات إنما تختار الصدق والنزاهة والأخلاق التي نضعها في أعمالنا. تتجلى مهارتنا واهتمامنا بالتفاصيل في كل ما نقوم به، لا سيما في الحفاظ على أعلى المعايير الممكنة عند تقديم تصاميمنا وعرضها على العملاء. صُممت مجوهراتنا بغرض تمكين المرأة بمجرد أن ترتديها، نأمل أن تشعر كما لو أنها شكلت علاقة جديدة مع جزء من نفسها.
بالدرجة الأولى نحن دار تُديرها النساء، ونحن فخورون بتوظيفهن والتعاون من خلال الطاقة الأنثوية. تتمثل رؤيتنا في جعل حياة جميع المشاركين في سلسلة توريد المجوهرات أفضل، ويكون لفنوننا تأثير إيجابي على العالم. في النهاية يجب على الجمال أن يولد جمالاً.
برأيكِ ما الذي يجعل المجوهرات قطع خالدة؟
المجوهرات المصممة مع مراعاة أعلى المعايير لعملائها وصُنعت لتعكس قصة ما هي على ما أعتقد، ما يمكن اعتبارها صالحة لكل زمان. بالطبع، كل الأشياء العظيمة تبدأ ببذرة الإلهام وعند النظر إلى تصاميمنا التفصيلية الدقيقة، من الواضح أن كلّاً من إبداعاتنا غير العادية قد ولدت من عاطفة وذاكرة وجزء من الثقافة والأسرة والذات. عندما تجسد قطعة من المجوهرات مثل هذه الأجزاء الشخصية، فلا بد من أن تشكل روابط تتجاوز الزمن.
أنتِ امرأة قطرية، لكن تصاميمكِ لها جاذبية عالمية. هل تفكرين في ابتكار مجموعة مستوحاة من ثقافات أخرى؟
هذا المزيج من الثقافة والحداثة المعاصرة الذي أحاول التعبير عنه من خلال المجوهرات لا يعرف حدوداً جغرافية. كل ركن من أركان هذا العالم لديه قطعة من الثقافة تنتظر من يكتشفها. على غرار لآلئ تاهيتي، المستوحاة من ثقافة دولية أخرى غير مستكشفة على ما يبدو.
لقد أكسبنا هذا التعمق في الاستكشاف أيضاً الجائزة الذهبية من A’Design في عام 2015 تلتها جائزة Merit في التميز الدولي في تصميم المجوهرات من هونغ كونغ في عام 2017.
مما أفهمه، كلما استكشفت أكثر، كلما تعلمت أكثر وتطورت أكثر.
هل يمكنكِ أن تعطينا بعض النصائح لارتداء مجوهراتكِ؟
تجرّئي لتكوني مختلفة. نسقيها مع أحجار كريمة مختلفة لابتكار مزيج متنوع. لا حرج إطلاقاً في خلط المواد الثمينة مع المواد غير الثمينة. على سبيل المثال، صائغ المجوهرات الأميركي الشهير، جويل آرثر روزنتال، أحدث ثورة في عالم المجوهرات بلا خوف باستخدام مواد غير تقليدية أو حتى هيمرل الذي استخدم مواد مثل الخشب والنحاس والألمنيوم وغيرها.
سواء كان الأمر يتعلق بالصناعة أو التنسيق، فإن المجوهرات لا تتعلق كثيراً باتباع نمط معين بل تتعلق بالتعبير الديناميكي عن كل خصوصياتكِ. كوني غريبة الأطوار وعبّري عن شخصيتكِ. دعي المجوهرات تكون انعكاساً لنفسكِ.
ما هو أكثر شيء عاطفي تملكينه؟
واحدة من أثمن الأشياء التي أمتلكها هي ساعة والدي. غالباً ما كانت تُرى على يده، وبعد رحيله العام الماضي، غيّرت حجمها، لذلك غالباً ما تظل في يدي.
ما الذي لا يزال ترغبين في تحقيقه مع علامتكِ للمجوهرات؟
هدفي أن أصبح خبيرة للمجوهرات في المنطقة العربية وأن تكون هيرات وجهة المجوهرات الأكثر ثقة في العالم.
كلمات مفتاحيّة:
اكسسوارات،
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.