في شهر رمضان المبارك يطيب للسيدات التألق بالتصاميم المحافظة المستوحاة من التراث الشرقي والإرث الإسلامي للدول العربية والخليجية على حد سواء. ولهذا نرى علامات الموضة المحلية وحتى العالمية، تتسابق لتقديم تشكيلات جديدة وخاصة بشهر رضمان تتضمن العباية، القفطان، البشت أو الكيمونو. كل هذه التصاميم تلقى رواجاً كبيراً في أوساط السيدات العربيات وحتى السيدات الغربيات اللواتي تعشِنَ في الدول العربية وترغبنَ في مشاركة أهل المنطقة، عاداتهم وتقاليدهم. لكن كيف يتمّ الاختيار وما هو الفرق بين هذه القطع الثلاثة؟
في البدء كانت العباية
تاريخياً، ارتدى اهل الجزيرة العربية الملابس الواسعة والفضفاضة بألوان مختلفة للوقاية من الحر الشديد ولاسيما في فصل الصيف. هذه العادات تكرّست مع مجيء الإسلام الذي فرض على المرأة أن تكون محتمشة في ملابسها، وهكذا ظهرت العباية السوداء الواسعة والطويلة وتغطي مختلف أنحاء الجسم، ويمكن ارتداؤها فوق الملابس العادية، شرط أن تكون بدورها محتمشة، إذ أن العباية لا تكفي وحدها، بل هي الغطاء الذي ترتديه السيدة فوق ملابسها العادية.
في البدء أخذت العباية السوداء شكلاً رصيناً للغاية، أما مع تقدّم الزمن، فقد دخلت عليها بعض الإضافات مثل الياقات المزينة بالتطريز أو الحاشيات المزخرفة بالترتر والخرز الأسود أو الملون. اليوم ستجدين في متناولك أنماطاً مختلفة من العبايات السوداء، حتى أن بعضها يتبع آخر صيحات الموضة، مثل العبايات المستوحاة من شكل القميص أو العبايات بقصة الـOversize. وتبقى هذه العبايات واسعة الانشتار في المجتمعات المحافظة مثل بعض الدول الخليجية. أما في البيئات الأقل تشدداً، بات بإمكان المرأة أن ترتدي العبايات الملونة مع شرط واحد، وهو أن تكون محتشمة وأن تغطي كامل الجسم. ولهذا، نرى أن الكثير من دور الأزياء العالمية، باتت تقدّم العبايات الملونة وتحديداً منها تلك المستوحاة من الكاب الملكي الطويل.
القفطان للواتي يفضلنَ التصاميم الزخرفة
عندما نتحدث عن القفطان، تحضرنا على الفور الثقافة المغربية والجزائرية، حيث يُعتبر القفطان الزي التقليدي للبلاد. وقد تفنن سكان شمالي أفريقيا في ابتكار القفاطين على مرّ الأزمان، حيث تمّ تزيينه بالزخارف البرّاقة تارةً، وبالتطاريز الملونة تارةً أخرة. وعادةً ما يأتي القفطان المغربي مع حزام عريض للخصر، ويتميز بلوحة ألوان جميلة تشمل مختلف درجات الطيف.
عُرف القفطان أيضاً في فلسطين القديمة والأردن، ومازالت التطاريز الفلسطينية القديمة محافظة على شكلها الأصلي حتى اليوم، وهي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من التراث الفلسطيني والأردني على حد سواء.
وبشكل عام، يتميز القفطان بألوانه الحيوية، وبالحزام العريض للخصر، رغم أن العديد من علامات الموضة اليوم، تقدّم أيضاً القفطان الفضفاض والهدل والذي لا يشكف معالم الجسم.
البشت أو الكيمومو، قطعة يستسيغها الجميع
البشت هو قطعة أزياء منتشرة بشكل واسع في دول الخليج، وهي عبارة عن الرداء الذي يرتديه الرجال أو النساء فوق الجلابية أو العباية الطويلة، والذي يبقى مفتوحاً في الغالب. يتميز البشت الخليجي بخاماته الفاخرة للغاية، وهو غلى حد ما يشبه رداء الكيمونو الذي يرتبط بشكل وثيق بالثقافة اليابانية.
اليوم، يمكن ارتداء البشت مع تي-شيرت وجينز أزرق، او مع فستان طويل، في مزيج جميل تميل إليه الكثير من السيدات ولاسيما خلال رمضان المبارك، فالبشت قطعة عملية، وتضفي الطابع المحتشم على الملابس مهما كان ستايلها.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.