تحت قيادة المصمّم المبدع هيدي سليمان Hedi Slimane، قدّمت علامة Celine سيلين مجموعة ربيع وصيف 2025 بعرض أزياء مليء بالحنين والأناقة المصفاة، فقد استوحى سليمان مجموعته من رموز ثقافيّة فرنسية خالدة مثل: فرانسواز هاردي وجولييت غريكو. اختار سليمان التعبير عن رؤيته من خلال فيلم أزياء لافت للنظر، جمع ببراعة بين أناقة باريس في الستينيات مع لمسة عصرية تعكس الإرث الغني لهؤلاء الأيقونات، وكذلك أسلوبه الفني الفريد.
تم تصوير الفيلم في قلعة "شاتو دو كومبيين" الكلاسيكية، وهي موقع ذو طابع فخم يضفي على العرض إحساسًا بالعظمة الملكية. ركز سليمان على تقديم مفاهيم الأناقة الشبابيّة، إذ ظهرت العارضات وهن يرتدين تنانير بطيّات، وفساتين "بيبي دول" البسيطة، و"توينسيتس" أنيقة، وبدلات غداء تعكس معالم الحقبة التي استلهم منها، لكنها قُدّمت بطريقة معاصرة تعكس رؤيته المبتكرة. تميّزت العارضات بشعرهن المقصوص مع غرّة كثيفة وكحل عينين واضح، وهن يمشين عبر ممرّات القصر وحدائقه الرسمية بطريقة تنم عن جاذبية طبيعيّة غير متكلفة.
الماضي بلمسات حديثة
الإطلالات كانت منسّقة بعناية فائقة، حيث ظهرت الأوشحة الحريرية، وأحذية "سليغ باك" ذات الكعب القصير، وحقائب اليد الفاخرة بلمسات أنثوية راقية، مما أضفى لمسة من الأناقة القابلة للارتداء في كل يوم. كانت هناك قطع رئيسيّة في المجموعة مثل بدلات التويد البراقة والتوكسيدو المقولب بدقة، وقد عكست هذه الأزياء رؤية سليمان المتّقنة والدقيقة. كما تضمنت المجموعة بلوزات مزيّنة بالكشاكش وفساتين سوداء صغيرة معاد تخيلها، مما شكل إيماءة مرحة إلى الماضي، بينما حافظت على جوهر حداثي يجسّد قدرة سليمان على مزج الكلاسيكية بالمعاصرة.
التفاصيل الدقيقة كانت جزءاً أساسياً من نجاح العرض، إذ ظهرت إحدى العارضات على السلم الكبير وهي تجسّد روح غابرييل شانيل بارتداء كارديغان لامع ومجوهرات متعدّدة الطبقات، وهو ما عزز من ارتباط المجموعة بالأناقة الفرنسيّة الأيقونية. هذه الدقّة في التفاصيل تعكس اهتمام سليمان ببناء عالم متكامل لعلامة سيلين، حيث لا يقتصر الآن على الملابس النسائية والرجالية فقط، بل يمتدّ ليشمل العطور والإكسسوارات، وقريباً أيضاً مستحضرات التجميل.
رافق الفيلم الموسيقى المميّزة لفرقة "نيكو وفيلفيت أندرغراوند"،إذ كانت أغنية "فام فاتال" هي الخلفيّة الصوتية لهذا الفيلم الذي استمر لعشر دقائق. استوحى سليمان إلهامه أيضًا من تجاربه الشخصية، بما في ذلك إعادة قراءة رواية "لا شاماد" لفرانسواز ساجان وتذكر صيفه في منطقة كوت دازور، وهو ما أضاف لمسة عاطفية خاصة إلى العطر المصاحب للمجموعة، والذي حمل اسم "أون إتيه فرنسي". تميّز العطر بمزيج من روائح الياسمين، البرغموت، والفانيليا التي تجسّد ذكريات سليمان الشخصيّة وجوهر الرومانسيّة الذي ينبض في قلب المجموعة.
يمكن اعتبار فيلم هيدي سليمان لعلامة سيلين لموسم ربيع وصيف 2025 تحفة فنيّة في سرد القصص عبر الأزياء. فقد نجح في دمج إشارات من فترة الستينيات مع رؤية واضحة ومتماسكة تواصل توسيع عالم العلامة التجاريّة. من خلال عين سليمان الدقيقة وقدرته على خلق صور عاطفية وملهمة، أثبت مرة أخرى مكانة سيلين في مقدّمة مشهد الفخامة المعاصر.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.