تنطلق مجموعة ديور Dior لخريف 2025 من كيوتو، اليابان في رحلة تاريخية تراثية وفنية تكتب خلالها ماريا غراتسيا كيوري المديرة الإبداعية للدار فصولًا لرواية شغف وتقدير للفن التراثي الياباني الذي ألهم مؤسس الدار كريستيان ديور في خمسينيات القرن الماضي بالأزهار اليابانية والتطريز التراثي، وزخارف الحدائق بألوانها الهادئة، وكيف نجح في تحويل هذه اللوحة الفنية اليابانية إلى إطلالات المرأة المعاصرة العملية بأناقة خالدة ما زالت تُلهم الدار الباريسية العريقة إلى اليوم.
بين الجمال النابض والهدوء المتزن
كشفت ديور عن مجموعتها لخريف 2026 في حدائق معبد تودجي Tō-ji العريق في كيوتو موطن أحد أقدم معابد المدينة وأطول معبد خشبي في اليابان وسط أزهار الساكورا المتساقطة في أجواء هادئة خالدة، وقد اختارت المديرة الإبداعية ماريا غراتسيا كيوري الموقع التاريخي الذي يعود تأسيسه إلى عام 796، ليكون خلفيةً حالمة لمجموعة ديور إذ سارت العارضات على ممرات مرصوفة بالحصى وجسور خشبية، تحيطهن أشجار الكرز المتفتحة على وقع موسيقى "ريويتشي ساكاموتو" الأصيلة وأجراس إيتشيكو أوبا بعيدًا عن الموسيقى الصاخبة الممنوعة في محيط المعبد مما أضفي رونقًا يمزج الجمال الحالم بالهدوء والسكينة.
الحرف اليابانية التراثية تنسج مجموعة ديور
الحرفية هي كل ما تهدف إليه ماريا غراتسيا كيوري، وفي مجموعة خريف 2025 تكرّم المديرة الإبداعية روابط ديور المتواصلة مع التراث الحرفي الياباني الذي يعد من الأندر والأفخم في العالم بتقنيات ممتدة على مدار القرون لذلك شملت المجموعة ضمت المجموعة أعمالًا لثلاث ورش حرفية وشركات نسيج محلية.
تعاونت ديور مع شركة "تاتسومورا" للنسيج، التي صممت أول سترة مطرزة يابانية من ديور عام ١٩٥٣ لصناعة نسختين طبق الأصل من نسيج الجاكار الزهري الأصلي بتصاميم عصرية؛ والتعاون الثاني يأتي مع "كيهاتشي تاباتا" ورشة النسيج الشهيرة والمعروفة بتقنية صباغة الكيمونو المتخصصة المسماة يوزين، لتستلهم تصميمها من زخارف مجموعة ديور الراقية "جاردان جابونيه" لربيع ١٩٥٣ حيث أعادت ابتكار طبعة أزهار الكرز النيلية والوردية.
التعاون الثالث مع ورشة "يوشيوكي فوكودا" وهي ورشة عمرها ٩٠ عامًا تشتهر بأعمال التطريز وتقنية الصباغة بالبخار، وابتكرت للمجموعة مطبوعات مناظر طبيعية عبّرت عن رؤية الضوء الذي يشع عبر الغابة التي برزت في عدة قطع مثل معاطف الترنش.
لوحة فنية من التفاصيل الفاخرة
تستكشف "ماريا غراتسيا كيوري" في مجموعة "ديور" Dior لخريف 2025، العوامل المؤثرة في عادات ارتداء الملابس عبر ثقافات العالم المختلفة، محاولةً إيجاد الروابط بينها، كما يظهر ذلك في سترة الكيمونو، استكمالًا لإرث السيد "ديور" الذي قدّم في موسم خريف وشتاء 1957 تصميمَي "ديوربالوتو" Diorpaletot و"ديوركوت" Diorcoat، وخصّصهما ليتم ارتداءهما فوق الكيمونو مع الحفاظ على شكله الأصليّ.
وتجسّد فلسفة الكيمونو وتحتفي بجودة النسيج الياباني الفائقة في صور ظلية تعكس هويتها فنجد السترات والمعاطف بخطوط واسعة تحتضن الجسم برشاقة تُزيّن بعضها الأحزمة فهي أزياء فاخرة تكمُن قيمتها في خاماتها الحريرية، وفي رسومات مستوحاة من حدائق يابانية تُرافق التصاميم بلمسات شاعريّة.
على الرغم من الانغماس في التفاصيل الفنية التراثية المستوحاة من التراث الياباني إلا أن المجموعة وجدت طريقها إلى التوازن المثالي بين الأسلوب العملي المعاصر وأناقة الإطلالات الفاخرة الاستثنائية فنجد السراويل والتنانير الطويلة بقصات حيوية انسيابية تتمايل مع الجسم في كل خطوة مثل التنانير والفساتين الشيفون، وفساتين مُحاكة بنمط الكيمونو، بينما تزيّن سترات الدنيم طبعات الرسوم، شراريب تنسدل من حواف الفساتين المزخرفة برسوم النباتات والأزهار، ومعاطف تحتفي بالكيمونو في عدة أنماط لتنتقل إلى أزياء المساء والسهرات برشاقة مع فساتين طويلة مطرزة لامعة، ومزخرفة بنقوش الأزهار بجانب المُخمل الملكي.
تعكس لوحة الألوان هوية وأسلوب ماريا غراتسيا كيوري أبرزها اللون "الكاكي" والأزرق الداكن بجانب الأسود والأبيض والظلال الوردية.
تأتي مجموعة ديور لخريف 2025 من اليابان لتعكس حوار الدار الثقافي المتواصل لعدة عقود وكيف تنسج إبداعاتها من مصادر تراثية وفنية عالمية على كثرتها وتنوعها تتجسد بلغة ديور الموحدة العالمية، لغة أنيقة أنثوية متجددة باستمرار مع الاحتفاظ برموزها الراسخة.
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.