منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي على يد المصممة الإيطالية إلسا سكاباريلي، اعتُبرت هذه الدار رمزاً للسريالية والابتكار في عالم الموضة، إذ لم تكن تصاميمها مجرّد أزياء بل أعمالاً فنية تستفز الخيال وتكسر قواعد الواقع. واليوم، تواصل Schiaparelli، بقيادة المدير الإبداعي دانيال روزبيري، ترسيخ هذا الإرث بطريقة معاصرة تُشعل مخيلة عشاق الأسلوب غير التقليدي، حيث باتت الدار من الأسماء الأبرز في المشهد الفاخر والآسر.
في مجموعة ربيع وصيف 2025، تحتل قطعة غير متوقعة مركز الصدارة: شريط القياس. هذا الرمز الذي طُبع على زجاجة عطرShocking! الشهيرة وتدلّى حول تمثال ماي ويست، يعود هذا الموسم ليعبّر عن جوهر الدار بأسلوب مذهل. فالقياس هنا ليس مجرّد أداة خياطة، بل استعارة بصرية للابتكار، الدقّة، والهوس بالتفاصيل.
تتجسّد هذه الفكرة بقوّة في تفاصيل القطع المعروضة: نراه ينسدل كعنصر زخرفي على أطراف سترات البليزر السوداء، محاطاً بخياطات دقيقة باللون الذهبي تمنحه بُعداً نحتياً راقياً. يبرز أيضاً في أكسسوارات مذهلة، مثل حقيبة "Schiap" الأيقونية التي أعيد ابتكارها بخطوط عمودية متباينة وسلسلة معدنية ثقيلة تتدلّى من قفل ذهبي على شكل قفل، في تلميح إلى عالم الأقفال والأسرار.
الأحذية أيضاً لم تسلم من هذا الرمز، فقد تم تزيينها بأشرطة معدنية مذهّبة تُشبه شريط القياس، تلتفّ حول الكاحل وتحوّل الخطوات إلى استعراض فني. أما النظارات الشمسية، فزيّنتها تفاصيل على شكل عين ذهبية تذكّرنا بعالم السريالية الذي لطالما شكّل توقيع الدار، في حين رُبطت الأوشحة الحريرية بعناصر معدنية مستوحاة من شريط القياس، وكأنها احتفاء مرئي بالدقة والجنون الإبداعي في آنٍ واحد.
بفضل هذه المقاربة البصرية الجريئة، تُثبت Schiaparelli مرة جديدة أنها أكثر من دار أزياء: هي مساحة تتحرّر فيها الفكرة من حدودها، ويتحوّل التفصيل البسيط إلى نُصب جمالي يحتفي بالاختلاف. شريط القياس لم يكن يوماً بهذا القدر من الفخامة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.