في عالم تتكرّر فيه الصيحات وتتبدّل بوتيرة متسارعة، يبقى السؤال الأهم: كيف أعبّر عن نفسي من خلال ما أرتديه؟ وكيف أُدخل لمسة من الجرأة والمرح إلى إطلالتي اليومية من دون أن أبدو متكلّفة أو خارجة عن السياق؟
من واقع خبرتي وتعاملي اليومي مع الموضة، أؤمن أنّ أسلوبنا في اللباس هو امتداد مباشر لمزاجنا، لشخصياتنا، وحتى لأولوياتنا. ولأنني لطالما انجذبت إلى الأسلوب المليء بالألوان والحيوية – لكن بذكاء واتّزان – أشارككنّ اليوم أربع خطوات بسيطة ستمنحكنّ تلك اللمسة التي تُثير الحواس وتعبّر عنكن بصدق، مهما كان مزاجكنّ أو جدولكنّ اليومي.
أولاً: الأكسسوارات ليست تفصيلاً ثانوياً
قد نعتقد أحياناً أنّ الأزياء تدور فقط حول القطع الأساسية، لكن السرّ غالباً يكمن في التفاصيل الصغيرة. نظارات شمسية غير تقليدية، حقيبة بحجم غير متوقّع أو عقد ملوّن ومميّز... جميعها قادرة على تحويل إطلالة بسيطة إلى لحظة بصرية آسرة. الأكسسوارات، في رأيي، هي الطريقة الأسهل لإضافة شيء "غريب" أو خارج عن المألوف إلى أي إطلالة، من دون الالتزام الدائم به – ببساطة، تضعينها أو تزيلينها بحسب مزاجك!
ثانياً: الراحة أولاً، ودائماً
القطعة الأجمل قد تفقد قيمتها تماماً إذا كانت غير مريحة أو تُشعرك بأنك متقيّدة. لا شيء يعلو على شعورك بالثقة والحرية في ما ترتدين. بالنسبة لي، لا مجال للتنازل عن العملانية أو الراحة في سبيل "الستايل". أحبّ الطبقات القابلة للتفكيك، والأحذية التي يمكنني المشي بها لساعات، لأنني – كما أقول دائماً – لا أريد أن أمشي كـ"غزال حديث الولادة" على الكعب العالي! الموضة الذكية هي تلك التي تراعي احتياجات جسدك من دون أن تتخلّى عن ذوقك.
ثالثاً: امزجي بين الجديد والقديم
البحث عن القطع الفريدة لا يتمّ فقط في المتاجر الفاخرة أو على مواقع التسوّق السريعة. أنا شخصياً أجد كنوزاً حقيقية في الأسواق الشعبية ومتاجر القطع القديمة (vintage)، وأحبّ دائمًا أن أدمجها مع قطع عصرية لخلق توازن شخصي ومختلف. الفكرة هنا ليست فقط في إعادة التدوير أو التوفير، بل في أن تمتلكي شيئاً نادراً، قد لا يكون لأحد سواك.
رابعاً: ارتدي ما يشبه شعورك، لا ما يُملى عليك
لا أتّبع الموضة بحذافيرها، ولا أضع "جداول ملابس" أسبوعية. كل صباح، أستيقظ وأرتدي ما يعكس مزاجي، حالة الطقس، وربما حتى الأغنية التي أستمع إليها. أؤمن بما يُعرف بـ"اللباس المزاجي" أو dopamine dressing – أي ارتداء ما يمنحك سعادة أو يعكس طاقة معينة بداخلك. الموضة، في نهاية المطاف، هي رحلة شخصية، وليست وصفة ثابتة.
خامساً: ابتعدي عن التقليد
لا تحاولي أن تقلّدي أحد، بما في ذلك نجومك المفضلين. فما يليق بهم، قد لا يليق بك بالضرورة، لا بشكل جسمك ولا بشخصيتك. إليكِ هذه الفكرة المذهلة: عندما تسافرين أو تزورين مدينة جديدة، ابحثي عن متاجر العلامات المحلية، فغالباً ما ستجدين فيها ملابس بتصاميم فريدة تحمل توقيع مصممين محليين، ومواهب تحتاج للاكتشاف. ابتعدي عن متاجر العلامات المعروفة واقتني ملابس لا تشبه أي أحد آخر. فهذا يرتقي بستايلك ويعزز شخصيتك وقوة حضورك.
أخيراً، إن كنتِ تبحثين عن دفعة من الجرأة، أو شعرتِ يوماً أنّ خزانة ملابسك "آمنة أكثر من اللازم"، ربما حان الوقت لتدخلي عالماً جديدًا من الألوان، التفاصيل، والاختيارات الخارجة عن المألوف. الموضة ليست قواعد صارمة، بل مساحة حرة للتعبير، للمرح، وللتحوّل. اسمحي لنفسك بأن تلعبي، أن تجرّبي، وأن ترتدي ما يعكسك... لا ما يُفترض بكِ أن ترتدينه.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.