في عرض أزياء ضمن أسبوع الموضة الرجالية في ميلانو، لفت أنظار الحضور الصندل الجلدي المفتوح من توقيع دار برادا، لكن في الجهة الأخرى من العالم، وتحديداً في الهند، كان وقع العرض مختلفاً تماماً، حيث أُثيرت موجة من الانقتادات والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة باتهامات مباشرة للدار الإيطالية بـ"تقليد" التصميم التقليدي الهندي المعروف باسم كولهابوري شابال.
وقد تداول مستخدمون هنود الصور بكثافة، مرفقة بتعليقات مثل: "سمّوه أزياء راقية كما تريدون، لكن الهند صنعته أولاً وبطريقة أفضل"، وآخر كتب: "لم أتخيل يوماً أن صندل والدي سيُعرض على منصة عالمية!". فالتشابه بين تصميم برادا والصندل التقليدي المصنوع يدويياً في مدينة كولهابور الهندية بدا مفاجِئاً لكثيرين.
يُذكر أن الحكومة الهندية منحت في عام 2019 شهادة المؤشر الجغرافي لصندل كولهابوري، ما يربطه رسمياً بمنطقة منشأه ويحميه قانونياً كحرفة فريدة ذات طابع ثقافي أصيل.
ورغم الضجة، جاء رد برادا متأخراً بعض الشيء، إذ أصدرت بياناً قالت فيه إن "التصميم مستوحى من التراث الهندي العريق"، مؤكدةً أن "المجموعة لا تزال في مرحلة التصميم الأولي ولم يتم إنتاجها أو تسويقها بعد". وأضافت الدار: "نحن ملتزمون بممارسات تصميم مسؤولة ونفتح باب الحوار مع مجتمعات الحرفيين المحليين".
تبقى التساؤلات قائمة: هل يكفي الاعتراف بعد التقليد؟ ومتى ستتوقف دور الأزياء الكبرى عن استخدام التراث كمصدر إلهام مجاني دون رد الجميل لمجتمعاته الأصلية؟
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.