تشهد صناعة الموضة العالمية في الفترة الأخيرة حركة انتقالات نشطة بين المدراء الإبداعيين، وكأنها لعبة كراسي تبادل مشوقة بين دور الأزياء الكبرى. هذه التنقلات لا تأتي من فراغ، بل غالباً ما تعكس شعوراً عاماً بجمود إبداعي أو ركود تسويقي، ما يدفع العلامات إلى البحث عن دم جديد يعيد إشعال الحماس حولها ويجذب جمهوراً جديداً في سوق باتت منافسته شرسة وسريعة التغيّر. فالمصممون الجدد غالباً ما يأتون برؤية مختلفة، وهوية بصرية جديدة، وربما حتى جمهور جديد بالكامل.
في هذا السياق، أعلنت علامة مارني الإيطالية ومجموعة OTB المالكة لها، عن تعيين المصممة البلجيكية ميريل روغ مديرة إبداعية جديدة للدار، وهي خطوة تضع المصممة الشابة في موقع مهم ضمن مشهد الموضة العالمية، وتؤكّد رغبة مارني في مواصلة تطورها نحو آفاق أكثر حداثة واتصالًا بالجيل الجديد من المتسوقينن.
وُلدت ميريل في مدينة غَنت البلجيكية، وتخرّجت من قسم تصميم الأزياء في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في أنتويرب، وهي واحدة من أبرز المدارس التي خرّجت نخبة من أهم مصممي بلجيكا والعالم. بدأت مسيرتها المهنية في نيويورك، حيث انضمّت إلى فريق التصميم في دار مارك جايكوبس، وهناك قضت نحو سبع سنوات، صقلت خلالها رؤيتها وموهبتها.
ثم عادت إلى وطنها بلجيكا لتشغل منصب رئيسة تصميم الأزياء النسائية في دار Dries Van Noten، حيث أمضت أربع سنوات ساهمت خلالها في تطوير الأزياء وكذلك الخط التجميلي للدار حتى عام 2025، مؤكدة قدرتها على التنقل بسلاسة بين عوالم التصميم المختلفة.
في عام 2020، أطلقت ميريل علامتها الخاصة Meryll Rogge، التي حظيت بإشادة النقّاد ولاقت صدى في أوساط الموضة المستقلة. نجاحها لم يمر مرور الكرام، إذ حازت على جائزة "موهبة العام الصاعدة" من جوائز الموضة البلجيكية عام 2021، ثم في عام 2024، أصبحت أول امرأة تحصد لقب "مصممة العام" ضمن الجوائز نفسها. ومؤخراً، تُوّجت مسيرتها بجائزة كبرى: جائزة ANDAM الكبرى لعام 2025، والتي تُعد من أبرز الجوائز في صناعة الموضة الفارنسية والعالمية.
ولهذا يُعتبر تولّي ميريل روغ إدارة مارني الإبداعية مرحلة جديدة في تاريخ الدار التي اشتهرت بأسلوبها الانتقائي، المليء بالألوان، والطابع الفني. ومن المتوقع أن تضخ ميريل لمسة شخصية جديدة في مارني، تجمع بين خبرتها البلجيكية، حسها الجريء، وتجربتها الدولية، لتعيد رسم ملامح العلامة في السنوات القادمة.
إنها خطوة جديدة في رحلة صناعة الموضة نحو التجديد، ومرآة تعكس الحاجة المستمرة لإعادة ابتكار الذات من أجل البقاء على صدارة المشهد.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.