بين طبقات الأقمشة الدافئة والقصات الحادة التي طغت على عروض الأزياء لموسم خريف وشتاء 2025-2026، برزت القفازات كواحدة من أبرز القطع التي استعادت مكانتها ليس فقط كوسيلة للحماية من البرد، بل كرمز للأناقة الراقية والجرأة العصرية في آن واحد. فالمصمّمون أعادوا ابتكار هذا الأكسسوار الكلاسيكي بلمسات مبتكرة، محوّلين اياه إلى بيان موضة يعكس شخصية المرأة المعاصِرة وأسلوبها المتفرّد.
من باريس إلى نيويورك، مروراً بميلانو، أثبتت القفازات أنها أكثر من مجرد تفصيل جانبي، بل عنصر محوري يضفي على الإطلالة طابعاً درامياً أو لمسة أنثوية ناعمة، بحسب الأسلوب الذي يختاره المصمّم.
شانيل: لمسة كلاسيكية بروح عصرية
في عرض شانيل، جاءت القفازات ضمن تنسيقات التويد الأيقونية، حيث ظهرت العارضة وهي ترتدي طقماً كاملاً بلون العاج مزيّنا بخطوط سوداء، مع قفازات مطابقة امتدّت حتى منتصف الذراع. هنا، القفازات لم تكن مجرد إكسسوار إضافي، بل جزء لا يتجزأ من الإطلالة الكاملة التي تحتفي بالتراث الباريسي العريق. مزجت شانيل بين الطابع الكلاسيكي والبساطة العملية، مؤكدة أن القفازات تستطيع أن تتحوّل إلى قطعة يومية أنيقة تناسب المرأة العصرية.
جيفنشي: دراما الأنوثة السوداء
دار جيفنشي قدّمت القفازات الجلدية الطويلة كرمز للقوة والترف في آن واحد. تم تنسيقها مع توب أسود قصير وتنورة مزينة بعقدة ضخمة مطرزة بالورود، ما منح الإطلالة تناقضاً لافتاً بين الرومانسية الناعمة والقوة الداكنة. القفزات هنا لم تكن مجرد إضافة، بل عنصراً يوازن بين الهشاشة الأنثوية والصلابة الجريئة، في سرد بصري يجسّد هوية الدار التي طالما عرفت كيف تمزج الغموض بالترف.
مايكل كورس: أناقة دافئة ولمسة كاجوال راقية
أما مايكل كورس، فقد قدّم نسخة أكثر دفئاً وعملية من صيحة القفازات. اختار قفازات صوفية ممتدة بلون رمادي، منسّقة مع سترة صوفية فضفاضة. المشهد بدا وكأنه دعوة للدفئ والراحة وسط شتاء قارس، دون أن يتخلى عن لمسة الأناقة التي تميّز أسلوب كورس دائماً. القفازات هنا جاءت لتؤكد أن هذه الصيحة ليست حكراً على المناسبات الليلية الفاخرة، بل يمكن أن تتأقلم مع إطلالات النهار العملية أيضاً.
توم فورد: جلد أسود وبريق من السلطة
في عرض توم فورد، القفازات كانت عنوان للقوة والإغراء. جلد أسود لامع امتد على طول الذراعين، منسّق مع قميص أزرق سماوي وأزياء مشبعة باللمسة الحادّة التي اشتهرت بها الدار. القفازات هنا حملت رسالة واضحة: إنها ليست مجرد حماية أو تزيين، بل سلاح أنثوي يضيف نفَساً من السلطة والثقة لكل من ترتديها.
بيبهو موهابترا: شاعرية الألوان والأنوثة الحالمة
وأخيراً، عند بيبهو موهابترا، ظهرت القفازات بلون وردي لؤلؤي، ناعمة وراقية، امتدت لتواكب فستاناً مطرزاً برسوم دقيقة من الأزهار. هنا، القفازات لم تكن عنصراً صاخباً بل امتداد للوحة حالمة من الأنوثة والرومانسية، تعكس رهافة التفاصيل التي يبرع فيها المصمم الهندي الأصل.
القفازات: أكثر من أكسسوار موسمي
عودة القفازات في شتاء 2026 تعكس تحوّلها من مجرد قطعة وظيفية إلى أيقونة ترتقي بالأسلوب. فهي تضيف طبقة جديدة من العمق إلى الإطلالة، وتمنح المرأة مساحة للتعبير عن نفسها، سواء اختارتها بلون حيادي معطفّي، أو بجلد أسود قوي، أو حتى بدرجات الباستيل الحالمة.
كما يمكن النظر إلى هذه الصيحة كتجسيد لحنين إلى الماضي، إذ تذكّرنا بفترات ازدهرت فيها القفازات كرمز للترف والأناقة، من خمسينيات القرن الماضي إلى أيقونات هوليوود الكلاسيكية. لكنها في صياغتها الجديدة تحاكي امرأة اليوم، التي تبحث عن التوازن بين الأناقة العملية والهوية القوية.
كلمات مفتاحيّة:
اكسسوارات،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.