تحوّلت الزيارة الرسمية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى بريطانيا – والتي جرت بين 17 و19 سبتمبر بدعوة من الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا – إلى عرض أزياء حي قدّمته السيدة الأولى ميلانيا ترامب. فبينما انشغل الرئيس بجدول سياسي مكثّف، خطفت ميلانيا الأضواء بفضل سلسلة إطلالات مدروسة حملت بصمتها الخاصة وجسّدت جرأتها في تحدّي بروتوكولات الأناقة الملكية.
بدأت ميلانيا جدولها بإطلالة نهارية من توقيع Dior، جسّدت أسلوبها الكلاسيكي الراقي بلون هادئ وقصّة أنثوية، لتنتقل مساءً إلى العشاء الرسمي الفاخر حيث ارتدت فستاناً من Carolina Herrera باللون الأصفر تميّز بأناقته البسيطة، مؤكدة مكانتها كواحدة من أكثر السيدات الأوليات تميّزاً في ما يخص اختيارات الأزياء. الفستان أثار الجدل لكونه كشف عن كتفيها، خطوة نادرة في الأوساط الملكية، لكنها عكست بوضوح ثقتها بقدرتها على إعادة تعريف ما هو "مسموح" ضمن هذه المناسبات المقيّدة.
أما في اليوم الأخير من الزيارة، فقدمت ميلانيا عرضاً لافتاً للأزياء الجلدية الراقية. اختارت بدلة من Louis Vuitton مصنوعة بالكامل من الجلد باللون الكاراميل، بتصميم أنيق مزوّد بتفاصيل بلون الفانيليا. هذه الإطلالة التي نسّقتها مع حذاء من Manolo Blahnik بطبعة جلد الأفعى كانت بمثابة إعادة ابتكار لأسلوبها الأحادي اللون، مع لمسة عصرية تعبّر عن قوتها وجرأتها في كسر المألوف.
ولم تتوقف عند هذا الحد. خلال نزهتها مع الأميرة كاثرين في حدائقFrogmore، تخلّت ميلانيا عن البدلة الجلدية لصالح سترة سفاري من Ralph Laurenباللون البني الشوكولا، نسّقتها مع سروال بيج منLoro Piana. الإطلالة، التي تميل إلى الطابع العملي مع لمسة مغامِرة، بدت مثالية للقاء الكشافة الصغار والمشاركة في أجواء الطبيعة المفتوحة.
ما ميّز خيارات ميلانيا خلال هذه الزيارة لم يكن فقط فخامتها، بل الرسائل التي حملتها. فهي قدّمت صورة عن امرأة تعرف كيف تستخدم الموضة كأداة للتعبير السياسي والاجتماعي، سواء من خلال فساتين السهرة التي تتحدى الأعراف أو الأزياء الجلدية التي تحاكي القوة والسيطرة. وبذلك أثبتت أن الموضة ليست تفصيلاً مكمّلاً في المناسبات الدبلوماسية، بل لغة قائمة بحد ذاتها قادرة على رسم ملامح الدور الذي ترغب السيدة الأولى في تأديته.
بين الكلاسيكية والجرأة، بين التقاليد والابتكار، وقّعت ميلانيا ترامب خلال هذه الزيارة الرسمية فصلًا جديداً من علاقتها بالموضة، حيث نجحت مرة أخرى في تثبيت مكانتها كأيقونة أناقة مثيرة للجدل، تعرف تمامًا كيف تجعل من كل ظهور لها حدثاً بحد ذاته.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.