حين تعلن كارتييه عن إصدار حقيبة جديدة، ندرك أن الأمر يتجاوز مجرد إكسسوار، ليصبح تعبيراً عن الفخامة والمعنى. في موسم يحتفي باللمعان والبريق، تكشف الدار عن حقائب تحتفي بمواد استثنائية: اللؤلؤ، الخرز، الصوف، والخيوط اللامعة. كل تفصيل هنا يشبه همسة فنية تحمل توقيع البيت العريق ويعيد تعريف الجمال بأسلوب لا يعرف المبالغة، بل يفيض رقيّاً.
جاذبية هذه الحقائب تكمن في قدرتها على تحويل التراث إلى لغة معاصرة. نقشة الفهد، المخلب الناعم، والرمز الأيقوني المزدوج CC ليست مجرد عناصر زخرفية، بل سرد بصري لقصة بدأت في مطلع القرن العشرين عندما تحولت الحقيبة إلى مساحة للتجريب والإبداع، خصوصاً مع رؤية جان توسان، أيقونة الإبداع المعروفة بلقب لا بانثير. اليوم، تعود تلك الروح الجريئة للصوت الذي لا يهدأ داخل كل امرأة تعرف قيمتها.
اللافت في هذه المجموعة هو الحرفية العالية. الخرز المطرز على قاعدة مخملية في حقيبة Panthère يخلق ملمساً محاكيًا للفرو، كأنك تلمسين فهداً يكمن في الغموض. أما خيوط الصوف على الجلد المحبب في Panthère Double فتمنحنا عمقاً بصرياً رائعاً، كأن النقشة تنبض تحت الضوء. وعلى جلد العجل الذهبي، تتراقص الخيوط اللامعة لتمنح الحقيبة إشراقة دافئة، فيما يلمع شعار الدار بفضل الترتر الذي يتحرك مع كل خطوة.
هذا ليس مجرد تصميم، بل حضور. حقيبة تأتي كرفيقة تُبرز ثقة المرأة وهويتها، لا كقطعة تكمّل الإطلالة فحسب. إنّ امتلاك حقيبة كارتييه اليوم يشبه اقتناء قطعة من التاريخ، لكنها تاريخ يعيش ويتنفس ويواكب الحركة المعاصرة، من عشاء أنيق إلى أمسية احتفالية.
في زمن يتبدل فيه مفهوم الفخامة، تظل كارتييه وفية لفلسفتها: الجمال ليس صاخباً، بل متألق بصمت. هذه المجموعة تذكير أن القوة الحقيقية تكمن في التفاصيل، وأن أناقة الماضي حين تُعاد صياغتها بروح اليوم تصبح أكثر إشراقاً وخلوداً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.