على الرغم من أنها تُعدّ من القطع الأيقونية التي ترمز إلى الأناقة الفاخرة و الأسلوب الراقي، تواجه حقيبة Birkin من هيرميس اليوم أزمة حقيقية تهدّد عرشها كالحقيبة الأكثر شهرةً في أوساط النجمات و سيدات المجتمع الراقي.
هذه الأزمة بدأت مع التقرير الذي أصدرته جمعية بيتا PETA العالمية للرفق بالحيوان، و الذي بيّنت فيه كيف يجري التعامل مع التماسيح بطريقة لا رحمة فيها، بغية الحصول على جلدها لصنع حقائب Birkin الفاخرة، الأمر الذي دفع بالمغنّية جاين بيركين، التي سُمّيت الحقيبة تيمّناً بها، إلى طلب سحب اسمها عن الحقيبة ريثما تعدّل العلامة الفرنسية الراقية أسلوب حصولها على جلد التمساح.
و في تصريح لها، أكدت جاين بيركين: "شعرتُ بالأسى عندما أدركت سوء المعاملة التي تخضع لها التماسيح في سبيل توفير جلودها لعلامة هيرميس، لتصمّم الحقيبة التي تحمل اسمي.. لقد طلبت من العلامة التوقف عن إنتاج Birkin Croco (و هي النسخة المصنوعة من جلد التمساح) إلى حين اعتماد أسلوب تعامل رؤوف يجاري الأعراف العالمية في التعامل مع الحيوانات".
أمّا جمعية PETA، فكانت قد أصدرت تقريراً استقصائياً عن مزارع تربية التماسيح من تكساس إلى زمبابوي، أظهرت فيه كيف تُحشر هذه الحيوانات في حفر قاحلة، قبل أن تُساق إلى الموت بطريقة لا رحمة فيها. و في التقرير نفسه، لفتت الجمعية إلى أنّ شهوداً عياناً أكدوا أن التماسيح تُقتل إما بواسطة الرصاص أو من خلال قطعها بعد تخديرها فقط و هي لا تزال حيّة و قادرة على الشعور بالألم و ذلك ما إن تبلغ عاماً واحداً من العمر.
و الجدير بالذكر أن صنع حقيبة واحدة من Birkin Croco يتطلّب جلد تمساحين، و فيما يبلغ سعر حقيبة Birkin العادية حوالى 10 آلاف دولار، فإن النسخة المصنوعة من جلد التمساح يصل سعرها أحياناً إلى 300 ألف دولار!
وللذين لا يعرفون الكثير عن تاريخ هذه الحقيبة، فقد كانت العارضة و الممثلة و المغنية جاين بيركين ذات يوم في الطائرة و صادفت المدير الإبداعي لدار هيرميس، و تحدثت أمامه عن حاجتها إلى حقيبة أنيقة و كبيرة يمكنها أن تحمل فيها كل المستلزمات التي تحتاج إليها خلال أسفارها. من يومها وُلدت هذه الحقيبة التي حملت اسم Birkin، و ما زالت تُعدّ من القطع الأيقونية و الفاخرة التي تتمنى غالبية النساء الحصول عليها.
و الآن يبقى أن نتساءل: كيف ستتصرّف علامة هيرميس حيال طلب جاين بيركين، و هل ستكون هذه الأزمة سبباً في توقف إنتاج الحقيبة الشهيرة كلياً؟ مع العلم بأن وكالة الصحافة الفرنسية اتصلت بعلامة هيرميس في محاولة للاستفسار عن موقفها، غير أنها لم تحصل على أي تصريح أو تعليق حتى الآن.