في 22 يناير الجاري، ينطلق أسبوع باريس للهوت كوتور لربيع وصيف 2017، حاملاً معه هذه المرة مفاجأة جميلة، تتجلّى في إدراج كل من Schiaparelli العريقة و المصمم الفرنسي Julien Fournié إلى اللائحة الرسمية للعارضين المخوّلين تقديم تصاميم الهوت كوتور.
هذا القرار صدر بعد اجتماع مع وزارة الصناعة الفرنسية في 16 ديسمبر أقيم في مقر اتحاد صناعة الكوتور الفرنسية، وبموجبه حصلت العلامتان على تصنيف يرفعهما إلى مستوى دور تصميم الهوت كوتور الرئيسية في العالم.
في الحدث المقبل الذي تستضيفه باريس كما هي الحال دائماً، سنتابع 15 داراً تشكّل النخبة في صناعة الكوتور، من بينها شانيل وديور وإيلي صعب و رالف أند روسو، فضلاً عن عدد من الدور المنضمة حديثاً إلى الأسبوع، مثل أليكساندر فوتييه وأليكسس مابيل، بالإضافة إلى 15 علامة أخرى تُعدّ كضيفة على هذا الأسبوع.
من هو Julien Fournié ؟
هو مصمم أزياء فرنسي شاب، تخرج عام 2000 في Ecole de la Chambre Syndicale de la Couture Parisienne، عمل متدرّباً لدى دار نينا ريتشي، ثم انتقل إلى دار كريستيان ديور حيث عمل في قسم تصميم الأكسسوارات، قبل أن ينتقل إلى دار جيفنشي.
بعد ذلك عمل لدى دار سيلين ثمّ انضمّ إلى جان بول غوتييه حيث عمل معه مصمّماً مساعداً، كما تمكن من التعاون مع النجمة العالمية مادونا، فصمّم لها زيّاً باهراً ظهرت فيه على المسرح خلال إحدى جولاتها العالمية.
في عام 2003 بلغ جوليان الـ28 من العمر، وانضمّ في السنة نفسها إلى دار Torrente مدير تصميم لمجموعتها من الملابس الجاهزة، حيث حقق نجاحاً كبيراً دفعه إلى التفكير بإطلاق علامته الخاصة التي رأت النور في عام 2008. وكانت الخطوة التالية الأكثر تميزاً في مسيرته، حصوله على صفة مصمّم الهوت كوتور الضيف من نقابة Chambre Syndicale de la Haute Couture في عام 2011، اعترافاً بموهبته الكبيرة و ستايله المتميز في التصميم.
يُعرف جوليان بتصاميمه الاستثنائية، الستايل الكلاسيكي لا يعني له الكثير، بل كثيراً ما نراه يركز على الجمع بين الملامح الجريئة والتفاصيل غير الاعتيادية، ويقدمها بأسلوب مبتكر وراقٍ في الوقت نفسه.
يحرص المصمم أيضاً على إبراز خصر المرأة في غالبية تصاميمه، فهو عنصر رئيسي في معادلة الأنوثة و الجاذبية، أما ميزته التي لا يضاهيه فيها أحد، فهي حرفيته العالية في التنفيذ والاهتمام بأدقّ التفاصيل، يميل إلى الألوان القوية الداكنة و لا يستغني عن الشك والترصيع الراقي في الكثير من تصاميمه.
ماذا عن Schiaparelli؟
منذ عشرينيات القرن الماضي، حققت المصممة الإيطالية إلسا شياباريلي شهرة عالمية واسعة بفضل تجسيد عشقها للفن بتصاميم إبداعية، فكانت محبوبة الباريسيين وعشاق الموضة في جميع أنحاء العالم والمنافسة الأولى لمصممة الأزياء الشهيرة في ذلك الوقت كوكو شانيل.
إلا أن الدار الشهيرة أغلقت أبوابها في عام 1954 وانتظر عشاقها حتى عام 2007 لإعادة إحيائها من جديد على يد رجل الأعمال الإيطالي دييغو ديلا فالي الذي اشترى الاسم التجاري وعاد به الى عواصم الموضة في عروض وانطلاقة جديدة منذ العام الماضي.
أما في عام 2015، فبعد عمله سنوات عديدة لمصلحة العديد من دور الأزياء العالمية الراقية مثل فالانتينو و كريستيان لاكروا، نجح المصمم برتراند غويون في تقديم أول تشكيلة له لدار Schiaparelli بصفته المدير الإبداعي الجديد للدار وذلك ضمن أسبوع باريس للهوت كوتور لخريف وشتاء 2016، حيث بدا واضحاً أنه ربح الرهان و أنه استحق بالفعل أن يكون مصمم أزياء من الدرجة الأولى.
في تلك التشكيلة، سعى المصمم لتقديم تصاميم متجددة و عصرية وراقية، تحافظ في الوقت نفسه على إرث الدار لإيطالية العريقة التي أسّستها المصمّمة إلسا شياباريلي في عام 1927 عندما أطلقت للمرة الأولى مجموعة من المعاطف و الملابس المخصصة لفصل الشتاء، ثم سرعان ما واصلت مسيرتها في مجال تصميم الأزياء رغم اندلاع الحرب العالمية الثانية، و تحولت مع الوقت إلى واحدة من أهم المصممين الذين غيّروا مفهوم الأناقة في تلك الفترة، تماماً كما فعلت المصممة غابريال شانيل. غير أن إلسا تميزت بتعاونها مع عدد من الفنانين السورياليين، مثل سالفادور دالي و جان كوكتو، حيث انعكس هذا التعاون على تصاميمها التي جاءت متفرّدة، راقية بامتياز، و أنثوية من دون مبالغة.
اليوم ينضمّ كل من Schiaparelli و Julien Fournié رسمياً إلى قائمة مصممي الهوت كوتور في باريس، فكيف ستكون تصاميمهما الجديدة؟
كلنا ترقّب بانتظار العرضين...
كلمات مفتاحيّة:
فساتين،
تصميم فساتين،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.