بعد الأزمة الكبيرة التي أثارها المصمّم ستيفانو غابانا وتناقلتها وسائل الإعلام بشكل واسع من حول العالم، يبدو أنّ المصمّم أعاد التفكير من جديد في كلّ ما جرى، وقرّر تصحيح مسار الأمور، فهل يغفر له الشعب الصيني؟
كيف بدأت الأزمة؟
قبل يومين، فوجئنا بخبر يفيد بأن السلطات الصينية منعت دار دولتشي أند غابانا من تقديم عرضها الأول والأكبر من نوعه في مدينة شنغهاي. عندما بحثنا عن السبب، تبيّن لنا أنه نشب خلاف بين المصمّم ستيفانو غابانا وإحدى المتابعات خلال محادثة بينهما على إنستغرام، تهجّم خلالها ستيفانو على الصين وعلى الشعب الصيني مطلقاً عليه مواصفات غير مقبولة، وقد سُرّبت صور من هذه المحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدّى إلى ردة فعل صينية مباشرة، تجلّت في مقاطعة الضيوف للعرض، وفي قرار السلطات المحلية في شنغهاي، منع العرض كلياً!
أمّا سبب الخلاف فيعود بالدرجة الأولى إلى سلسلة من 3 أفلام ترويجية، كانت العلامة أطلقتها تحضيراً لعرضها في شنغهاي مع هاشتاغ DGLovesChina#.
لكن في اليوم المقرّر للعرض، وهو الأربعاء في 21 الجاري، مُنع العرض كلياً، لأن أحد الفيديوهات لاقى الكثير من الانتقادات من الشعب الصيني، وفيه تظهر عارضة صينية تحاول تناول حلوى الكانولي بواسطة عيدان الشوبستيكس. وقد وردت في الفيديو بعض العبارات التي اعتُبرت ذات إيحاءات جنسية، فيما اعتُبر الفيديو بحد ذاته بمثابة إساءة كبيرة للثقافة الصينية. وهو أمر لم يتقبّله ستيفانو غابانا بروح رياضية، بل تهجّم على الصين والشعب الصيني، ساخراً منهم لأنهم يتناولون لحم الكلاب، ومدّعياً أنه لا هو و لا علامته بحاجة للمتسوّقين الصينيين.
بطبيعة الحال، اتُهم ستيفانو بالعنصرية وضجّ الإنستغرام بالتعليقات التي تندّد به وردة فعله التي تجاوزت الحدود.
دولتشي أند غابانا تعتذر!
بُعيد الإعلان عن منع العرض، نشرت العلامة على حسابها الخاص على إنستغرام تعليقاً كتبت فيه "حلمنا كان أن نقيم في شنغهاي حدثاً يكون بمثابة تحيّة للصين، وحدث يعكس رؤيتنا وتاريخنا. لم يكن مجرد عرض أزياء، بل كان شيئاً ابتكرناه بالكثير من الحبّ والشغف تجاه الصين وكل الناس الذين يحبون دولتشي أند غابانا في العالم. ما حدث اليوم كان أمر مؤسفاً جداً.. من كل قلوبنا نودّ أن نعبّر عن امتناننا لأصدقائنا وضيوفنا".
لكن بالطبع، لم يشفع هذا البوست بشيء للعلامة، بل انهالت التعليقات المنتقدة والمطالبة باعتذار علني، وهذا ما فعلته العلامة بالتحديد، حيث كتبت اعتذاراً علنياً موقّعاً من المصمّمين، جاء فيه: "خلال اليومين الماضيين، أعدنا التفكير في الأمور ونشعر بالكثير من الحزن لما جرى وما يمكن أن نكون قد تسببّنا به لكم و لبلدكم ونحن آسفون جداً.
أهلنا علّمونا أن نحترم دائماً كل الثقافات حول العالم، ولهذا السبب نودّ أن نعتذر إن كنّا أسأنا الحكم على ثقافتكم. كما نودّ أن نعتذر من كل الصينيين حول العالم.. لطالما أحببنا الصين وقد زرنا عدة مدن صينية ونحن نحب ثقافتكم ومن الواضح أنه ما زال أمامنا الكثير لكي نتعلّمه. ولهذا نعتذر إن كنّا ارتكبنا خطأ في طريقة تعبيرنا عن الأمور"...
أزمة مصيرية بانتظار العلامة؟
هذه الأزمة التي اتخذت الطابع العنصري، دفعت بغالبية المشاهير الصينيين لإعلان امتناعهم عن التعاون مع دولتشي أند غابانا، وقد انتشر هاشتاغ #Boycott Dolce على نطاق في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما ذكرت مصادر صحافية عالمية، أن أكبر المتاجر المتعدّدة الأقسام في الصين، مثل Suning Tesco و Netease Koala و Vipshop، سحبت منتجات العلامة، وكذلك فعلت غالبية منصّات التسوّق الإلكتروني، مثل Secoo و Yoox Net-A-Porter و Farfetch الصين!
وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن السوق الصيني هو الأكثر نمواً في العالم، وأن الصينيين يعيشون حالياً فورة في تسوّق المنتجات الفاخرة، وهم من أكثر مَن يبتاع المنتجات الفاخرة، لا في الصين وحدها، بل في كل الأسواق التي يقصدونها حول العالم، فمن المؤكد أن دولتشي أند غابانا وجدت نفسها أمام أزمة مصيرية قد تكون عواقبها وخيمة جداً على مستقبلها!
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.