تُعد كورالي شاريول بول، سلسلة عائلة عريقة لها باع طويل في تصميم المجوهرات والمنتجات الجلدية الراقية. وهنا نتحدث بالطبع عن علامة Charriol التي تأسست في العام 1983 على يد والدها رجل الأعمال الفرنسي فيليب شاريول لتقدم للسيدة ابتكارات خالدة وذات جودة عالية من الحلي والمنتجات الجلدية من دون أن تكون ذات أسعار باهظة. ففلسفة العلامة في تصميم منتجاتها تقوم على تقديم قطع حلي من أجود وأرقى المواد التي تعيش لسنوات، وهذا بالفعل ما نقدمه في كل قطعة تحمل اسم العلامة. واليوم تتولى كورالي إدارة العلامة حيث تمكنت حتى اليوم من تصميم أكثر من 50 مجموعة من المجوهرات، كما يمكننا أن نجد بصمتها الخاصة على كل القطع التي تحمل توقيع Charriol، من الساعات إلى الحقائب وإلى الأساور الأكثر مبيعاً.
تستمتد كورالي الوحي عادةً من حركة الآرت ديكو الفنية ومن التصاميم السويدية التي سادت في نفس فترة انتشار حركة الآرت ديكو في فرنسا، كما تجد الكثير من الوحي والإلهام أيضاً في الصور الفوتوغرافية المعاصرة وفي لوحات عصر النهضة، فضلاً عن افتتانها بالدقة المتناهية لمحترفات تصميم الساعات السويسرية.
أجرينا معها هذه المقابلة لنعرّفك أكثر إليها وإلى علامة Charriol.
بمَ يمكنك وصف البصمة الوراثية لعلامة شاريول وجوهرها؟
على مدار أربعة عقود من العمل في حرفية التصميم، كانت هناك قصة بني عليها جوهر علامة شاريول وبصمتها الوراثية؛ كان أبي، فيليبى، قد أمضى سنوات طويلة في دراسة الحلي والمجوهرات التي افتتن بها للغاية. فقد حملت تصاميم هذه الحلي التاريخية نوعاً من الثنائية في تصاميمها التي جعلتها ذات بصمة عالمية وأزلية – فقد تمكنت من المزج بين الرقة والقوة، النعومة والدقة في التفاصيل، في مزيج مدهش ألهمه العمل على تطوير عملية الإبداع في علامة شاريول لسنوات، والتي بنيت على محبة وتقدير الصنعة اليدوية الدقيقة والراقية لتراث صناعة الساعات السويسرية.
فعملية التصميم لدينا تمر بعشرين خطوة؛ نسج شعيرات رهيفة من الأسلاك معاً لتصنع كابلاتنا وأوتارنا الفريدة في دقتها وقوتها. وستجدين هذه البصمة في كل ما يحمل اسم شاريول، من ساعات وحلي وحقائب، وأكسسوارات، سواء في التصاميم الكلاسكية أو المحدثة.
الكابل الملفوف هو ما يميز تصاميمنا الكلاسيكية، وعلامتها المتميزة التي يمكننا انطلاقاً منها تطوير الصيحات. حين بدأنا في العام 1983، كانت صيحة الطلاء بالذهب هي الأكثر رواجاً؛ وتعود الآن الحلي الذهبية للرواج مجدداً، حتى أن القطع القديمة تبدو أنها حديثة التصميم. في تصاميمنا الأحدث، تلهمني فكرة السفر والترحال، ونماذج النساء المذهلات اللواتي يحطن بي، دون التخلي عن خط الأناقة الفرنسية الذي يطبع كل تصاميمنا – فالهدف أن تكون تصاميمنا مناسبة لكل الأذواق، سهلة الارتداء، سهلة التنسيق وسهل الإعجاب بها.
ما هي فلسفة شاريول في تصميم قطع حلي بأسعار منخفضة؟
أساس فلسفتنا في شاريول هو تقديم قطع حلي من أجود وأرقى المواد التي تعيش لسنوات، وهذا بالفعل ما نقدمه في كل قطعة تحمل اسم العلامة. ومع تغير وعي المستهلك في التعامل مع قطع أصلية ذات قيمة عالية، وإعلاء هذه القيمة مقابل الحداثة، فهذا يعزز من أهمية ما يستثمرونه في الحلي والمجوهرات. وبفضل جودة وتميز قطعنا، فإننا يمكننا اعتبارها خارج الزمن؛ لا تتقادم. يظل الكابل الملفوف هو علامتنا المتميزة والثابتة، وما يتغير هو تحولنا من استخدام الذهب في بعض السنين، إلى استخدام الفضة في سنين أخرى، أو نضيف الصلب الملون لإضفاء الحيوية على التصاميم بحسب الموسم. إنه تحدٍ حقيقي أن نسعى إلى التجديد في تصاميمنا وإيجاد أفكار أصيلة وجديدة تتناسب مع تراثنا الطويل وتعزز من تجدده. ومثلما هو الأمر مع كل تصميم جيد؛ فإن المجوهرات والحلي تدور صيحاتها في دوائر؛ فلو قدمنا تصميماً جيداً، معتنى بتفاصيله، فحتما سيعود ليكون رائجاً؛ وكأن هذه هديتنا لعملائنا، أن يقعوا في غرام مجوهراتهم وحليهم مجدداً كل حين.
من هي المرأة التي تصممين لها؟
أعجبني هذا السؤال كثيراً، لأني أرى من الضروري أن يكون عملائي نصب عيني خلال خطوات عملية التصميم وفي أغلب التفاصيل. في الأغلب أنا أصمم من أجل المرأة الجريئة، صاحبة الرأي والتفكير والقواعد المستقلة. تلك التي تتحرك بسهولة وسلاسة في العالم؛ تحب السفر والمغامرة، وكل قطعة تقتنيها منتقاة بعناية بالغة لكن دون تكلف أو مبالغة. قطعتنا التي تقتنيها هي المكون الرئيس لطلتها اليومية، السوار الذي لا تخلعه يوماً، أو الساعة التي تشغف ابنتها باقتنائها يوماً، أو الأقراط التي تتلقى عليها أكثر المجاملات.
وهل تتبعين الصيحات الرائجة عالمياً، أم تفضلين ابتكار صيحات خاصة بك؟
يمكننا القول إنني أميل للمزج بين كليهما؛ فمن فلسفة شاريول متابعة الصيحات الرائجة فيما يخص الألوان والخامات والأشكال وبالطبع التوجهات المتغيرة تجاه الستايل. فالسلاسل تتغير أطوالها، وتتنوع في تعدد الطبقات من موسم للآخر؛ وهذه التفاصيل في غاية الأهمية. ولكننا أيضاً نستلهم الكثير من السفر والتنقل ومن البلاد التي تباع فيها علامة شاريول. وكمثال: في الخريف الماضي زرت أسبانيا، وأذهلتني الألوان الجريئة التي تتميز بها اشبيلية والخطوط والأنماط العربية في غرناطة. وهي طريقة مشوقة لإضافة لمساتي الخاصة للعمل.
وأين تحققين إبداعاتك أكثر؛ في تصاميم المجوهرات أم الحقائب؟
أشعر بالتحقق الكامل لشخصيتي حين أكون على لوح ركمجة وأشعر بموجة مثالية قادمة – أما فيما يخص التصميم، فأنا أعشق المجوهرات. حتى بعد مرور عقدين على انضمامي للعمل في شاريول، فأنا ما زلت أنبهر من عملية تحول المعادن والأحجار إلى أعمال فنية. فلطالما كانت المجوهرات والحلي جزء من الحضارات الإنسانية على مدار التاريخ؛ الحضارة المصرية القديمة، الحضارة الكلتية، الحضارة الهندية القديمة.. فالتحلي بالمعادن اللماعة والأحجار الملونة جزء من الطبيعة البشرية، والمجوهرات تُعد من أهم ملامح التراث التي تخلد آثار الحضارات.
التعامل مع الحقائب رحلة مرحة للغاية، لأن الصيحات تتغير بمعدل أسرع بكثير كما تلعب العملية والوظيفية دوراً كبيراً في التصميم. الخامات طيّعة أكثر والأشكال أكثر تنوعاً. وأنا أتشوق لرؤية أي التصاميم ستجد صدى أكبر لدى عملائنا وتصير العلامة المتميزة لكل مجموعة.
من خبرتك؟ ما الذي يتطلبه النجاح في عالم الموضة؟
هذا من أوائل الدروس التي استقيتها من والدي؛ يتطلب العمل الجاد ومسحة ثابتة من الجسارة. الجلد وقوة التحمل أيضاً. علمني والدي التماشي مع التغيرات والتحورات، وأن أميز الجانب الإيجابي من كل تحدٍ يواجهني. هناك الكثير من المنافسة في المجال، لكن علي أن أثق بنفسي لكي أتمكن من التركيز على عملي، وأتجاهل أي مؤثرات سلبية. ولكي أنجح عليّ خلق التوازن بين عدة عوامل: التصميم – شركاء العمل – وضع العلامة – التسويق – ومسار تاريخ وحكاية العلامة؛ وتوقيتها جميعاً بشكل صحيح. وهناك نوع من السحر في تحقيق هذا التوازن وهذا المعادلة.
وهل لديك مصدر معين للإلهام؟
بكل تأكيد! أمي امرأة واثقة وأنيقة للغاية، وتعلمت منها أهمية العناية بالمظهر، وتقدير النساء القويات، وأنا محظوظة لمعرفة الكثير من النساء الملهمات من مختلف أنحاء العالم. في كل مرة نعمل على تصميم جديد، أتصوره على واحدة منهن؛ على أحد شواطئ كوستاريكا، أو في أحد شوارع برلين، وإن تمكنت من تصور المشهد كاملاً، أعرف أننا يمكننا المضي قدماً.
وهل هناك مدينة محددة تلهمك الإبداع أكثر من سواها؟
يستحيل الاختيار فأنا أعشق السفر. يمكنني أن أتصور نفسي أعيش على متن طائرة حتى مع وجود ثلاثة أولاد. لقد نقلنا معيشتنا إلى جينيف منذ عدة سنوات، وهذا مكننا من السفر إلى مدن بديعة كثيرة مثل لشبونة، باريس، كوبنهاغن، مراكش، ستوكهولم. وكانت سهولة التنقل بين مدن ودول أوروبا هي أهم ميزة لانتقالنا. ولكني أتشوق لاستعادة إمكانية السفر لأماكن بعد كما كنا قبل الجائحة؛ فأنا أتشوق كثيراً لمعاودة زيارة الكويت وهونغ كونغ وأوزاكا.
هل يمكننا تخيل إهدائك مجموعة كبسولية من إبداعاتك للمرأة العربية؟
سيكون هذا شرفاً لي بكل تأكيد. فكرة إبداع مجموعة تضع في اعتبارها نساء من مناطق مختلفة ومتنوعة، ما يعني أطوال مختلفة للسلاسل، ومقاسات مختلفة لمقاس الرسغ، وتفضيلات مختلفة للألوان، والكثير من العناصر المختلفة. مجموعة مجوهراتنا سان تروبيز لقيت صدى واسعاً مع النساء العربيات، لذا سأحب كثيراً أن أزين مجموعاتنا بالمزيد من السحر والتفاصيل والزينة. فأنا معجبة بكيفية قدرة نساء المنطقة العربية على مزج الألوان والخامات؛ فهن يتميزن بذائقة لا مثيل لها في ما يخص الزينة والمجوهرات.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.