ضمن مجموعة LES PARFUMS LOUIS VUITTON تقدّم الدار الفرنسية أحدث عطورها، وهو Ombre Nomade ليشكّل تحية لكل مَن يهوى العود. ويُعتبر العود الذي يتم زرعه في بنغلاديش المكون الرئيسي والنادر في هذا العطر الذي ابتكره عطّار لويس فويتون Jacques Cavallier-Belletrud والذي احتفل بإطلاق هذا العطر رسمياً في دبي، مع كوكبة من ضيوف العلامة وممثلي وسائل الإعلام، ومن بينهم التي التقت به وأجرت معه الحوار التالي:
ما هو مصدر الوحي وراء عطر Ombre Nomade الجديد؟
الفكرة الرئيسية وراء Ombre Nomade تكمن في تجسيد شخصية العطر الشرقي في قارورة، وتقديمه للعالم أجمع. فقد جرت العادة بالنسبة لغالبية دور العطور، أن تقدم عطوراً عربية شرقية مخصصة لمنطقة الشرق الأوسط. فهذه المنطقة تشكّل الجذور العميقة لصناعة العطور، فقد عرفت العطور منذ ما يقارب من أربعة آلاف عام، وهذا ما يجعل الناس هنا مختلفين في طريقة وضعهم للعطور، وفي معرفتهم العميقة بالعطور، وهذا ما يثير إعجابي كثيراً. وعندما بدأتُ بابتكار عطور لهذه المنطقة منذ أكثر من 20 عاماً، لم يكن الكثيرون مهتمين بالمجيء إلى هنا واكتشاف تجربة وضع العطور على أرض الواقع، ولكنني كنتُ آتي إلى هنا باستمرار وقد تعلّمت الكثير عن صناعة العطور وتركيبها. ومع تطور العطور واستهدافها فئات واسعة من الناس، لم يساوم أهل الشرق حيال جودة العطر ونوعيته العالية.
لقد ابتكرتَ العديد من العطور الناجحة لدار لويس فويتون. ولكنني قرأتُ بأن Ombre Nomade بالتحديد يحتوي على مكونات حصرية ربما لم تُستعمل من قبل، هلا حدّثتنا عنها؟
يعتمد هذا العطر بالأساس على العود الذي يأتي من بنغلادش، وقد تطلّبني الأمر ثلاث سنوات من البحث حتى وجدت النوعية الصحيحة التي أبحث عنها، فالعود قد يفوق الذهب سعرًا، ولكن توجد أنواع مختلفة منه. والعود الذي عثرتُ عليه يتم إنتاجه من قبل أسرة جلالي في بنغلادش وهي تقوم باستخلاص زيت العود منذ أكثر من 150 عاماً. وقد أصبح هذا العود بمثابة البصمة الخاصة بنا سواء بالنسبة لعطر Ombre Nomade أو غيره من عطور لويس فويتون. ففي بوتيكنا في الهند والعديد من بوتيكات أوروبا، نقوم ببيع العود الخالص مع المسك.
ما هي إذن مكونات العطر الأساسية، إلى جانب العود؟
يتكون هذا العطر من العود والورد والعنبر إلى جانب البهارات والقرفة.
لويس فويتون من الدور التي دخلت حديثاً صناعة العطور، ولكنها مع ذلك حققت نجاحاً كبيراً في هذا المجال. لكن ما هي الأسباب التي دفعتكم إلى إطلاق Ombre Nomade وإلى مَن تتوجهون تحديداً من خلال هذا العطر؟
أولاً بدأت أعرف الذوق العام هنا، وأردتُ أن أصنع عطراً يُعتبر بمثابة تحية لصناعة العطور العربية، على أن يكون مناسباً في الوقت نفسه لمناطق أخرى من العالم. وبما أن زبائننا هم في الغالبية من الغربيين، فسيتمكنون من خلال هذا العطر، من اختبار ذوق الإنسان العربي، وكيف أن العطور العربية هي في واقع الأمر، عطور حقيقية، مقابل بقية العطور التي تحولت خلال السنوات العشرين الماضية، إلى سلع استهلاكية.
نلاحظ اليوم أن الكثير من الناس يتخلون عن العطور التجارية ويلجأون إلى العطور الحصرية التي تركّز على جودة المكونات الطبيعية وعلى خلوها من الإضافات الصناعية. هل توافقني الرأي؟
صحيح، والفضل في ذلك يعود إلى أن الناس في هذه المنطقة، محاطون بالنوعيات العالية من العطور، أي أن الخيارات متاحة أمامهم بشكل كبير، فضلاً عن أن الناس هنا لديهم ثقافة مزج العطور. فمن خلال شمّ رائحة الناس المحيطين بكِ يمكنك أن تكوّني هذه الثقافة حيال العطور العالية الجودة والتي تُعتبر هنا جزءاً من الهوية. في حين أن الناس في أوروبا أو الولايات المتحدة، ليست لديهم هذه الصلة القوية بالرائحة، وإنما يبنون اختياراتهم على أسماء العلامات. وهذا جزء مما ولّدته ثقافة المنتجات التجارية المخصصة للعامة.
هل تفكرون في طرح عطر تجاري ذات يوم يكون متوفراً في غالبية البوتيكات المتعددة الأقسام وفي السوق الحرة في المطارات؟
لا أعتقد أن هذا سيحدث، فنحن لا ننتج العطور التي يمكن وضعها على نفس الرف مع عطور أخرى ذات تركيبات صناعية أو رخيصة الثمن. عطور لويس فويتون تتوفر حصراً في بوتيكات العلامة لأنها موجهة للأشخاص الذين يدركون أهمية الجودة في المكونات والتركيبات. وإلا فأننا سنفقد روح العلامة التي تقوم على مبدأ الحصرية.
بينما تتواجد هنا في دبي للاحتفال بإطلاق هذا العطر الجديد، هل بدأتَ التفكير بالعطر التالي الذي ستبتكره، وهل وجدت مصدر وحي جديد لهذا العطر المقبل؟
صحيح، فوجودي هنا يلهمني كثيراً، ولذا آتي بشكل متكرر إلى هذه المنطقة، فأنا من منطقة حوض البحر المتوسط، وأعتقد أننا نتشارك الشغف نفسه حيال العطور. أحبّ في عطور هذه المنطقة قدرتها على التعبير عن المشاعر بطريقة قوية وصامتة في الوقت نفسه. هذه العطور تضفي شخصية على المرء وتجعله فريداً.
ثقافة مزج العطور منتشرة بشكل كبير في منطقتنا. لكن بما أن Ombre Nomade يمتاز برائحة قوية للعود والعنبر، كيف يمكننا مزجه برأيك؟
يمكن مزجه مع خلاصة عطر الورد على سبيل المثال، يمكنك أيضاً مع عطر Rose Des Vents من لويس فويتون أو يمكنك أيضاً مزجه مع عطر Pur Out، الأمر الذي سيسلّط الضوء أكثر على الجانب المظلم لهذا العطر. كما يمكنكِ أن تضيفي عليه بعض النفحات المنعشة من خلال مزجه مع عطر Imagination وهو العطر الرجالي الأحدث من لويس فويتون، وهذه الخلطة تناسب الرجال والنساء على حد سواء.
ماذا تقول للناس الذين يرفضون تغيير عطرهم ويعتقدون أنه جزء من هويتهم؟
برأيي أن تبقي وفية لعطر واحد هو أمر جيد، لأن هذا العطر غالباً ما يكون من العطور العالية الجودة. وأعتقد أيضاً أن الرجال هم الأكثر التزاماً بمسألة العطر الواحد لأنهم بطبيعتهم كلاسيكيون أكثر من النساء. ومن خلال خبرتي أعتقد أن الكثير من النساء يرغبنَ بعنصر المفاجأة، أي أن يفاجئهن عطر جديد بنفحاته الغامرة، ولكن هذا الأمر لا يتوفر كثيراً في السوق الحالي. كما أن العطر عادةً ما يرتبط بتجارب خاصة، ممكن أن تكون تجارب حب أو ذكرى عائلية أو أي تجربة حسية وخاصة للغاية. ولهذا يميل الكثير من الناس إلى الالتزام بعطر واحد لمدة طويلة من الزمن.
في الوقت نفسه نرى الكثير من الناس يبحثون عن منتجات الرفاهية المخصصة، ما رأيك بهذا التوجه؟
برأيي أن هذا هو المعنى الحقيقي للرفاهية، أي أن تقتني منتجاً غير متوفر لدى الجميع ولا تجدينه في كل مكان. فالجيل الجديد اليوم متطلّب للغاية، ولهذا نقوم بتوفير خدمة ابتكار العطر في بوتيك لويس فيتون في مدينة غراس الفرنسية، حيث نضمن للزبون أيضاً توفير العطر المخصص بشكل مستمر من دون انقطاع.