زويا في حوار خاص مع تورستن مولر-أوتفوش بمناسبة تقاعده كرئيس تنفيذي لرولز رويس | Gheir

زويا في حوار خاص مع تورستن مولر-أوتفوش بمناسبة تقاعده كرئيس تنفيذي لرولز رويس

Zoya  Oct 07, 2023     
×

زويا في حوار خاص مع تورستن مولر-أوتفوش بمناسبة تقاعده كرئيس تنفيذي لرولز رويس

في شهر يوليو الماضي، سافرت زويا إلى نابا فالي بالولايات المتحدة بدعوة من رولز رويس، لحضور حفل الإطلاق العالمي لأول سيارة كهربائية لهذه العلامة، والتي حملت اسم سبكتر Spectre مشكلّةً منعطفاً جديداً في تاريخ رولز-رويس، كأوّل سيارة كوبيه كهربائية فائقة الفخامة في العالم ترتقي بمستقبل العلامة إلى آفاق غير متوقعة.

وعلى هامش هذا الحدث الكبير، التقت زويا أيضاً بتورستن مولر-أوتفوش الرئيس التنفيذي لرولز رويس في حوار مشوّق تحدث فيه عن قرب تقاعده وعن أبرز المحطات في مسيرته مع رولز رويس وعن الذكريات التي سترافقه على الدوام والإرث الذي سيخلّفه وراءه.

إليكِ نص الحوار:

شخصياً، حظيتَ بفرصة تجربة قيادة سيارات رولز رويس منذ بداية الحقبة التي قضيتَها مع هذه الشركة، إذ تمكنتَ فعلياً من مواكبة كل التطورات التي دخلت على العلامة. ففي السابق كانت من العلامات التي يصعب الحصول عليها، وكانت سيارة تبدو وكأنها تستهدف الجيل الأكبر سناً من السائقين. غير أنك حرصتَ على أن تستهدف كل شخص يتمتع بالنجاح سواء من خلال إطلاق سيارات عصرية أكثر أو من خلال التعاونات التي قمتم بها. هل عملت جاهداً على تحقيق هذا الإنجاز منذ لحظة انضمامك إلى العلامة، خصوصاً فيما يتعلق بتموضعها وجعلها أكثر تقاطعاً مع الأجيال الأصغر سناً أيضاً؟

نعم، لقد حرصتُ على السير في هذا الاتجاه منذ البداية، إذ كنتُ أجري الكثير من الأبحاث واللقاءات مع المصارف والمتعلقة بكيفية تطور ثروات الأفراد خلال السنوات اللاحقة، وقد أجمعت غالبية الإجابات على أنها ستصبح أكثر شباباً، ومن نوع الثروات التي يسهل تحقيقها وذلك بفضل التمتع بمستوى عالٍ من الذكاء، عوضاً عن الاستثمارات الثقيلة الوزن، وسيكون الجزء الأكبر من هذه الثروات محققاً ذاتياً وليس عن طريق التوريث من جيل لآخر، هذا فضلاً عن الإجماع على أن العالم سيشهد المزيد من النساء من أصحاب الثروات.

المزيد من النساء كصانعات قرار أم كسائقات سيارات فارهة؟

كصانعات قرار بالتأكيد، فاليوم نشهد شريحة عريضة جداً من النساء اللواتي يطلقنَ مشاريع عملية ناجحة، وأنتِ تعلمين أيضاً، أنه في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، توجد العشرات من الشركات العائلية التي تقودها سيدات بطرق ناجحة جداً. ولكل هذه الأسباب، أدركتُ أنه ينبغي علينا الابتعاد عن أساليبا القديمة في تصميم السيارات التي يقودها سائق خاص، أو التي تتمتع بمواصفات تعود "للمدرسة القديمة" من السيارات الفارهة، والانتقال إلى عملية إعادة تجديد صورة سياراتنا بشكل كامل، ومنحها طابعاً أكثر شباباً وعملياً أكثر، مع العلم أن برنامج التجديد الذي قررنا اعتماده، يمتدّ لعشر سنوات أو أكثر، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التوقف عند كل تفصيل والتأكد مما إذا كان يتجاوب مع أسلوب حياة العملاء اليافعين، وما إذا كان هذا التفصيل يمتاز بمهمة وظيفية ضرورية. ومن هنا، قمنا على سبيل المثال بإطلاق سيارات تنضوي ضمن هذا التوجه الكبير نحو التغيير مثل سيارة بلاك بادج وسيارة كالينان، والتي للمرة الأولى، جسّدت ما يمكن وصفه بـ"سيارة رولز رويس عملية"، لأنها سهلة القيادة وتليق بالعائلات أو الأفراد على حد سواء.

لقد كنتَ ضالعاً أيضاً بإطلاق أول سيارة كهربائية من رولز رويس، وهذا أيضاً إنجاز كبير يُسجّل لك. كما أن كل الإصدارات التي ستقدمها العلامة من الآن وحتى العام 2030 ستكون جزءاً من رؤيتك التي قمتَ بالتخطيط لها مع فريق العمل. لا شكّ أنك تشرف حالياً على الإصدار الجديد المرتقب من رولز رويس، صحيح؟

نعم تماماً، ويمكنني القول إنني مع فريق عمل من الخبراء والمحترفين، قمنا بتوجيه رولز رويس نحو السيارات الكهربائية التي سيتمّ إطلاقها تباعاً خلال السنوات القليلة المقبلة، فهذه الفكرة تسيطر اليوم على تفكيرنا جميعنا، ونحن نعلم تماماً ما الذي نرغب بتحقيقه خلال السنوات السبعة أو الثمانية المقبلة وفق الاستراتيجية التي اعتمدناها معاً ونعمل عليها حالياً. فعلى الرغم من استعدادي للتقاعد، أنا على يقين من أننا سنرى إنجازاً جديداً يُحقق في القريب المنظور.

لقد كانت لك علاقة وطيدة بمنطقة الخليج التي حرصتَ على زيارتها مراراً. ما الانطباع الذي تحتفظ به عن زبائن رولز رويس في هذه المنطقة ممن كانت لك علاقة مقرّبة بهم؟

أولاً أودّ التشديد على إعجابي الكبير بالثقافة المحلية في دول الخليج، كما لفتني حس الضيافة في هذه المنطقة وما تلقيناه من ترحيب وما حظينا به من صداقات قوية. وإلى جانب ذلك، اكتشفتُ في هذه المنطقة التقدير الكبير للحرفية العالية، وللمنتجات المنفذّة بأسلوب رفيع المستوى، فضلاً عن الاهتمام بأدق التفاصيل والميل الكبير إلى البحث عن الجمال في كل شيء. وقد التقيتُ بالكثير من الزبائن الذين يشاركونني نفس التوجهات والاهتمامات، وكلهم من الأشخاص الذين يصبون إلى المثالية في طريقة إدارتهم لأعمالهم وما يريدون تحقيقه. كما لفتني الشغف الكبير الذي يتمتع به أهل المنطقة على العديد من المستويات، من بينها الصحافة على سبيل المثال، فأنتم صحافيون تتمتعون بالعواطف والحماسة حيال ما تشاهدونه، كما تستمتعون بالتجارب الجديدة وتعبّرون عن ذلك بشكل جلي. إن هذه الحرارة في التعامل هي أيضاً من الميزات التي تتمتع بها المنطقة العربية.

ما هي الوصية التي ستتركها لفريق عملك في اليوم الأخير لك مع رولز رويس؟

أقول لهم أن يواصلوا المضي نحو الأمام وأن يحتفظوا دائماً بالطموح لتحقيق المزيد. كما أنصحهم بأن يبقوا متواضعين جداً في البداية وأن يكونوا منفتحين على التعلّم بشكل مستمر، والأهم من ذلك كله ألا يتخذوا أي قرار لا يستند إلى خبرة كبيرة أو إلى قدرة قوية على فهم كيف تسير الأمور.

ومن ناحية ثانية، لدينا فريق من ذوي الخبرة والاختصاص الذين يتمتعون بكفاءة عالية جداً، وأنا متيقّن من أنهم يعرفون ما الذي يتطلبّه الأمر للحفاظ على التقدم وتحقيق المزيد من النجاح.

ما هي الذكرى الأعز على قلبك من سنوات عملك مع رولز رويس؟

لديّ العديد من الذكريات المميزة، من بينها على سبيل المثال اليوم الذي انضممتُ فيه إلى رولز رويس قبل 14 عاماً، ووقفتُ آنذاك أمام 800 موظف، كانت لحظة مثيرة للمشاعر، بأن تقفي أمام هذا العدد من الأشخاص وأن تشعري في قرارة نفسك أنك الآن أصبحتِ مسؤولة عن توجيههم، وأنك أصبحتِ أيضاً المشرفة على تحديد مستقبل واحدة من أرقى شركات صناعة السيارات في العالم.. كانت لحظة مؤثرة جداً. أما الذكرى الثانية والتي ستبقى معي، فتتجلى في إطلاق سيارة Spectre لأنني أعتبرها واحدة من اللحظات التاريخية بالنسبة للعلامة، وأشعر بالكثير من الفخر بأن أتمكن من إطلاق أول سيارة كهربائية من توقيع رولز رويس، إذ كانت نتاجاً لعملٍ مضنٍ استمرّ خمس سنوات قبل أن ترى النور بصيغتها الحالية.

LIFESTYLE مع ZOYA